logo
اسر متعففة على هوامش دائرة الرعاية
السبت 13/01/2018

صيدا ـ شبابيك – رشا حيدر

صدق من قال لو كان الفقر رجلاً لقتلته، فهو الممعن في قهر البشر وادامة عذاباتهم، وهو احد عناوين تجاهل معاناة الناس وحقهم في حياة كريمة.

الحاجة “أمينة السعدي”، واحدة من مئات الأسر المتعففة، القابعة في زوايا التهميش واللامساواة، والمغيبة عن الرعاية الصحية.

ولدت الحاجة “أمينة ” عام ١٩٣٤ في بلدة صفورية قضاء الناصرة، وحين تتحدث تروي الكثير عن عذاب الهجرة من فلسطين الى مخيم الرشيدية.

خرجت الحاجة “أمينة” من فلسطين مع زوجها وزوجته بعد وقوع قريتها صفورية “قضاء الناصرة” تحت الإحتلال الإسرائيلي ، وما زالت تذكر بعض ما جرى في قريتها من مجازر وتنكيل.

 تقول وهي تروي حكايتها : كنت ابلغ من العمر ١٣ عاماً عندما تزوجت من رجل لا اعرفه ونزحنا من صفورية بعد ان دخل اليها اليهود في أيار ١٩٤٨،حيث طلب منّا اليهود مغادرة القرية مؤقتاً ونزحنا إلى القرى المجاورة، كفرمندا وعرّابة، ومن ثم لجأنا الى بنت جبيل في لبنان واستقرينا في بلدة الغازية الساحلية وبقينا هناك مدة ٣٥ عاماً مع زوجي وأبنائي وزوجته.

أحبت الزراعة التي تذكرها بحياة القرى في فلسطين وعملت في زراعة الخضروات والمزروعات الموسمية، تقول “كنت اعمل في زراعة البامية والفاصولياء وابيع المحصول من أجل تأمين المال لزوجي المريض واولاده، وبعد وفاة زوجي تم طردي من منزلي فتزوجت من رجل أخر مسن، وسكنت في مخيم الرشيدية عام ١٩٨٤، وبعد وفاة زوجي الثاني عام ١٩٩٢، بقيت وحيدة في منزلي المكون من غرفة واحدة أعيش فيه وحيده مع عدد من القطط التي تؤنس وحدتي”.

وعند سؤالنا لها من يعيلك؟ أجابت الحاجة “أمينة” البالغة من العمر ٨١ عاماً متأوهة باكية شاكية ضيق الأحوال المادية تخرج كلماتها معاتبة مرة وحامدة مرة اخرى مضيفة انها تعيش من احسان المحسنين وتبرعات اهل الخير وأنه لا دخل اخر لها ناهيك عن حياة الوحدة والعزلة التي تفقدها اهم ركن من أركان الحياة.

الحاجة امينة واحدة من ظاهرة منتشرة في مخيمات اللاجئين، تعبر معاناة شرائحها عن غياب مؤسسات الرعاية، واهمال فئات من مجتمع اللجوء، بحاجة للفتة تقيها العوز، وتسليط الضوء عليها، على امل ايجاد الحلول.

مشاركة