الإستدانة طريق الغزي للبحث عن الحياة المؤجلة
الثلاثاء 17/07/2018صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد
في غزة كما هو الحال في جميع بؤر التوتر تبقى الهجرة الوجه الأخر للموت والمعاناة وإحدى تجليات البحث عن واقع مختلف.
يغامر الغزيون بما جمعوه من مال قليل خلال حياتهم البائسة أو يضطرون إلى إستدانة تتيح لهم التغلب على العقبة الأولى التي تعترض سلوك طريق الهجرة المحفوف بالمخاطر.
عمر أبو زادة شاب عشريني تخرج من جامعة الأزهر بمعدل ٨٩% ولم يجد فرصة عمل في مجال الهندسة ما إضطره إلى عرض شهادته للبيع مقابل الحصول على مبلغ 10000 شيكل أي ما يقارب 2000 دولار أمريكي من أجل الوصول إلى تركيا التي أصبحت حلم كل شاب لم توفر له غزة حياة كريمة.
وإستطاع حسام أبو حمدة ـ من مخيم البريج ـ الحصول على تأشيرة سياحية إلى تركيا ومن هناك فر إلى اليونان لتبدأ رحلة العذاب التي يعتبرها أهون بكثير من العيش في سجن غزة الكبير حيث حجز الحريات وتكميم الأفواه والخوف من إبداء الرأي.
يقول أبو حمدة لـ “شبابيك”: أنا مقيم الأن في اليونان وأعمل نادل في مطعم حتى المساء وفي منتصف الليل أقوم بجلي الصحون في مطعم أخر من أجل الحصول على مال وفير أدفعه للسمسار كي أستطيع الدخول إلى بلجيكا.
ويضيف: يتطلب مني دفع 10000 يورو لذا قررت أن أتعب سنة في اليونان وأرتاح بقية العمر وفي نهاية كل شهر أرسل لأهلي مبلغا من المال يسدون فيه الدين ويصرفون على أنفسهم.
وتشير راما سعيد ٢٩ عاما وهي خريجة هندسة طبية من مخيم النصيرات إلى أنها مستعدة للخروج من غزة حتى وإن كان عبر الأنفاق لكي تصل إلى مصر ومن هناك إلى أي بلد أوروبي تعمل فيه بشهادتها التي أثقلها تراكم الغبار.
يواصل آلاف الغزيين البحث عن فرص تمنكهم من الخروج بلا عودة إلى قطاع أصبح في نظر أهله مكانا غير صالح للعيش وقاتل للأحلام، ولا يفكر هؤلاء طويلا بالمعاناة الأخرى التي سيواجهونها في بلاد اللجوء أو يتوقعونها أقل وطأة من معاناتهم الراهنة.