الباقي من صورة فلسطيني الشتات
السبت 19/05/2018صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي
يعاني اللاجئ الفلسطينيي الذي هُجر قسرا من أرضه عام 1948 أقسى وأشد الظروف، فهو يعيش ضيفا ثقيلا على دول الجوار في مخيمات الشتات، لم يستطع التكيف مع ظروف القهر التي يحياها، ولم يُسمح له بالعودة إلى فلسطين، مما يبقيه على قائمة إنتظار المقومات الإنسانية الأساسية للحياة.
تفرض هذه الحالة نظرات مختلفة للفلسطيني اللاجئ مما يطرح عددا من الأسئلة بينها نظرة فلسطينيي الداخل لفلسطينيي الشتات.
يقول عصمت منصور الأسير المحرر الذي يقيم في رام الله ل”شبابيك” إن نظرة المواطن الفلسطيني في الأراضي المحتلة تجاه الفلسطينيين اللاجئين في الشتات تتأثر باللحظة التاريخية والمرحلة ووزن ودور اللاجئين والخارج في النضال الوطني.
يوضح أنه عندما كانت الثورة في الشتات كانت نظرة تقديس ومبعث للفخر والأمل في الحرية وهزيمة المشروع الصهيوني.
الأسير المحرر عصمت منصور |
يضيف أن صورة الفدائي المقاتل كانت تطغى على المخيلة والوجدان وتنسج حولها الأساطير وتتحول الى أهازيج في الأعراس وقصص الأطفال في ليالي الشتاء الطويلة.
لكن تلك الصورة تغيرت بعد أوسلو وتأسيس السلطة وعودة قيادة م ت ف ت كما يقول منصور الذي يشير في هذا السياق إلى سلوك القادمين وإنخراطهم في مشروع التسوية.
بين الحالتين يتوقف عند انتقال الثورة الى تونس وتحول الثقل النضالي الى الداخل بفعل الانتفاضة الاولى وتحول الامل والفخر معه الى طفل الحجارة الذي يتحدى الاحتلال المدجج بالسلاح.
وينتهي الى أن ضعف دور “م.ت.ف” وتراجعه لصالح السلطة أدى الى إهمال الشتات وحصر الإهتمام بالقضايا المعيشية.
من ناحيتها تقول أمينة عبد الحليم المقيمة في قرية كفر مندا ل”شبابيك” أن أحد نتائج التهجير الذي قاساهُ الشعب الفلسطينيّ هو تشكل “تجمعات” فلسطينية مختلفة، فلسطينيون في الداخل الفلسطيني، فلسطينيون في القُدسّ، فلسطينيون في الضفة، وفي غزة والشتات ولِكل تجمع فلسطيني في منطقة جغرافيّة همه الخاص، غير الهموم الفلسطينية العامة والمشتركة.
أمينة عبد الحليم |
تضيف عبد الحليم أن الظروف الإجتماعية والسياسية والإقتصادية تختلف، لكن هذه الحقيقة لا تلغي حقيقة أن الشعب واحد لتصل الى أن النظرة هي نظرة أُخوّة وإحترام متبادل.
وتشير الى أن النضال الفلسطيني يبقى مستمرا رغم إختلافات الظروف والأولويات.
ويعتقد عزيز المصري الباحث في تاريخ القضية الفلسطينية والشرق الاوسط المقيم في “غزة” أن النظرة تتلخص في أن فلسطيني الشتات في لبنان وفي كل العالم هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والمشروع الوطني الفلسطيني وهم ركيزة أساسية في مسيرة التحرر والنضال من أجل الحرية ومحاربة التوطين.
الباحث عزيز المصري |
ويشير الى أن أهل غزة ينظرون إلى معاناة مخيمات لبنان في السنوات الأخيرة بشكل أعمق من ذي قبل بفعل تشابه الظروف والمعاناة بمختلف أشكالها.
ويؤكد المصري أن إنخراط المهجرين في الشتات له تأثير إيجابي في مسيرة النضال الفلسطيني المستمر، هؤلاء من خاضوا معركة الكرامة ومعارك حصار بيروت وطرابلس وغيرها من المفاصل النضالية في الخارج ولكن علينا الإعتراف أن العمل العسكري لم يعد مثل ذي قبل لأسباب عديدة وكثيرة لا مجال لذكرها الأن. ويرى أن على فلسطيني الشتات إعلاء صوتهم ومواصلة أداء رسالتهم للتعريف بالقضية الفلسطينية وحشد الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي لقضية فلسطين .
ويرى الكاتب والناشط بشار طميزي المقيم في القدس أن كل فلسطيني سواء في الشتات أو المهجر عبارة عن لوبي فلسطيني قائم في حد ذاته لكن هذا اللوبي متفرق وغير مفعّل وفي حال إلتقاء فلسطيني الشتات والمهجر واللجوء على نقاط محددة سيكون اللوبي الفلسطيني أكثر تأثيرا.
الكاتب والناشط بشار طميزي |