logo
البالة ملاذ أهالي عين الحلوة في بداية العام الدراسي
الأحد 29/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

تلقى محلات البالة إقبالا كبيرا في مخيم عين الحلوة خاصة مع بدء العام الدراسي حيث يُقبل سكان المخيم على شراء بنطلونات الجينز اللازمة للعام الدراسي من المكان الذي يعتبرونه ملاذاً لهم في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعانون منها.

يلجأون مع بداية كل فصل وموسم، سواء كان عيدا أو عودة للمدارس إلى بسطات “البالة” بحثا عن ملابس لأطفالهم تناسب مدخراتهم القليلة التي يحتفظون بها لمثل هذه الأيام، فالملابس الجديدة غالية الثمن وما كان مناسبا منها في الأسعار يكون قليل الجودة تُستخدم لمرة واحدة فقط وبعد ذلك تتحول إلى ممسحة.

تقول أم ايمن زريعي (٣٥عاما): عندي ٣ أطفال وتتطلب عودتهم إلى المدرسة قرضا ماليا لتجهيز متطلبات هذا الموسم من شنط وقرطاسية ورسم دخول لذا لم يبق أمامي سوى محل البالة لشراء البنطلونات والأحذية الجديدة لاطفالي خاصة وأن زوجي من أصحاب الدخل المحدود ولا أستطيع شراء بنطالان لكل طفل بقيمة ٥٠ دولارا.

وتضيف: الحمد لله توفقت منذ شهر بشراء كل حاجيات أطفالي من ملابس للعام الدراسي الجديد قبل أن تتهافت الناس ولا أجد لهم ما يناسب مقاسهم وأنتظر وصول دفعة من الشنط المدرسية.

وإستطردت زريعي قائلة: “لا أستطيع شراء حقيبة جديدة لإبني أيمن الذي يدرس في الصف التاسع والتي يصل ثمنها إلى ٤٠ دولارا بحجة أنها ماركة عالمية، في العام الماضي وجدت لاطفالي حقائب من الماركة عينها لم يتجاوز سعرها الـ١٠ دولارات.

وتشير إلى أن أطفالها يقدرون ظروف والدهم ويقبلون الذهاب معها إلى البالة لإنتقاء الملابس بأنفسهم، ولا يخلو الأمر من الطرافة حيث تتذكر أنها وُفقت بإنتقاء قطعة ملابس جميلة لإبنها وعندما سألته عمته من أين حصلت عليها رد قائلا من البالة مول.

تؤكد أم خالد (٦٦عاما) على أن الملابس المستعملة متنفس الفقراء وملاذ من لا قدرة لهم على شراء الجديد، كما ساوت بين الغني والفقير في لبس الماركات مشيرة إلى أن هناك من يرتدي قطعة ملابس بـ ٢٠٠ دولار يجد الفقير مثلها بـ ٥ دولارات فقط.

وتضيف: ربيت أبنائي على لبس البالة وبعد أن تزوجوا آتي لأشتري لي ولزوجي الأحذية الإيطالية التي تناسب قدمي بجلدها الطري.

على أحد البسطات يقلب الاستاذ (ط.ر) وهو مدرس جغرافيا الحذاء بيده ليتأكد من جودته وبعد أن يتأكد من صلاحيته للإستخدام يحاول إقناع البائع بأن يخفض سعره.

إعتاد على شراء الملابس المستعملة فهو أب لسبعة أولاد كما أنه متكفل بأولاد إبنه الشهيد لذلك لا يكفي معاشه الشهري لشراء جديد ولا يرى في البالة إنتقاصا من قدره كونه إستاذا حيث يشير إلى أن كل إنسان يستطيع تقدير ظروفه والعمل الذي يناسبه ويشير إلى أنه يجد في البالة أفضل الماركات العالمية من ستر وأحذية وبنطلونات وحقائب يدوية لزوجته وبناته.

من جهته يقول أبو علي الدوا وهو صاحب محل بالة: أنا أعمل في هذه المهنة منذ ٣٣ سنة رغم حصولي على شهادة هندسة في الأرصاد الجوية، لم أجد عملاً فقررت فتح محل للملابس المستعملة، زبائني معظمهم من متوسطي الدخل، أستورد الملابس الأوروبية والأمريكية، أغسلها جيداً وأكويها وأعلقها على الشماعات، ويتم تحديد ثمن القطعة حسب جودتها وماركتها، فأنا أشتري الملابس المستعملة بالكيلو وأبيعها بالقطعة.

عن سبب ازدهار بيع ملابس “البالة” في الشتاء يقول أبو علي: في الصيف يحتاج الإنسان إلى قميص وبنطلون فقط، وفي الشتاء تزداد الحاجة إلى الملابس الأخرى مثل السترات والجاكيتات وقطع اخرى.

مشاركة