logo
الفقر والموروث يعيقان اجندات الهيئات النسائية في المخيمات
الجمعة 7/09/2018

صور ـ إيمان جمال الرفاعي وأمل الرفاعي ورانيا سعد الله /صيدا ـ رشا حيدر/ بعلبك ـ وائل محسن

نشطت الجمعيات التي تعنى بأحوال المرأة وكثرت المؤسسات المحلية والاجنبية التي عملت على تنفيذ مشاريع لتمكينها داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان وتنوعت هذه المشاريع وإختلفت بإختلاف الفئة المستهدفة ومعايير وشروط الجهة الداعمة.

في مخيم برج الشمالي مثلا يتم تنفيذ العديد من المشاريع التي تستهدف المرأة من خلال الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية والجمعيات الأخرى مثل جمعية النجدة الإجتماعية وجمعية البرامج النسائية وغيرها من الجمعيات. بين هذه المشاريع ما هو تثقيفي توعوي “محاضرات حول العنف و الزواج المبكر، وأيضاً محاضرات صحية وبيئية، ودورات إسعافات أولية ومنها ما هو مهني حرفي “دورات تصفيف شعر، أشغال يدوية، تطريز، صنارة، تصوير، موسيقى”. كما يُلاحظ إندماج النساء في الكثير من المشاريع التطوعية مثل “الدفاع المدني الفلسطيني” بالإضافة إلى المشاريع الرياضية التي إستهدفت المرأة في الفترة الأخيرة. كما يُلاحظ تنظيم مشروع مؤن منزلية من خلال المتطوعين لتعليم المرأة طريقة صنع المؤن المنزلية لمساعدتها على الإكتفاء الغذائي أو كمهنة لها مردود مالي، بالإضافة إلى هذا كله تعمل الكثير من الجمعيات لمناصرة المرأة والوقوف إلى جانبها للمطالبة بحقوقها ومنع تهميشها وإيصال معاناتها للعالم.

النساء في المخيم لديهن الرغبة في التعلم والتطور ويلاحظ غياب الفرص التشغيلية بسبب ضعف التمويل الذي من شأنه إحداث تغيير في حياتهن وإشعارهن بالإكتفاء وبكونهن إنسانا أكتر فاعلية وقدرة على تحسين ظروفه المعيشية فالمخيم يخلو من المشاغل اليدوية ومعامل الخياطة وأي نوع من المشاريع الإنتاجية التي تتيح للمرأة العمل مقابل مردود مالي يشعرها بأنها إمرأة لها مكانتها في النهوض بأسرتها ماليا و معنوياً.

في مخيم الرشيدية، يوجد الكثير من الجمعيات والمؤسسات التي تُعنى بأحوال المرأة والوقوف إلى جانبها وتشجيعها وإعادة تأهيلها حيث ينشط الإتحاد العام للمرأة

الفلسطينية ومؤسسات أخرى في هذا المجال، وتسعى هذه المؤسسات مع المرأة للمطالبة بحقوقها كاملة وإتاحة تواجدها بشكل أكبر في العمل العام المحلي ومكافحة التمييز.

ويشهد المخيم حراكا نسائيا بعد ركود طويل، حيث أصبح هناك فرقا رياضية للنساء، كما إرتفع تواجدهن في المؤسسات المحلية فيما ظل ضعيفا في الأطر التنظيمية والفصائلية.

في مخيم عين الحلوة سعت المنظمات غير الحكومية إلى ملء الفراغ الناتج عن غياب مرجعية فلسطينية موحدة تحل الإشكاليات التي يصطدم بها الواقع الفلسطيني السيء.

توجهت الأنظار نحو ما يُعرف بمنظمات المجتمع المدني الممولة من جهات دولية والتي أبدت في الآونة الأخيرة إهتماماً ملحوظاً بتفعيل دور المرأة في المخيم وتمكينها في معرفة حقوقها وواجباتها ومسؤولياتها وإتخاذ القرار والتأثير في المجتمع، وإهتمت المؤسسات النسوية في بناء كادر نسوي قادر على تحدي الصعوبات الإقتصادية وتحقيق المساواة الإجتماعية.

مركز البرامج النسائية التابع للأونروا في مخيم عين الحلوة واحد من تلك المؤسسات التي تهدف إلى تمكين المرأة وتإكيد دورها في مختلف الإستراتيجيات، تقول مديرته عبلة رباح إنه يعمل على تمكين المرأة على مختلف الأصعدة وفي شتى المجالات.

على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي تتم إقامة دورات مختلفة لتدريب عدد من النساء في الأسر التي لا معيل لها على التصنيع الغذائي والتسويق، ولبناء القدرات يجري تدريب النساء على الكمبيوتر والتكنولوجيا والمحاسبة وإعداد المشاريع، وفيما يتعلق بالصحة تقام ندوات حول صحة المرأة ولاسيما سرطان الثدي والحمل والولادة، كما يسساهم مركز البرامج النسائية في ترسيخ الهوية الوطنية والحفاظ على الموروث الشعبي والعادات والتقاليد من خلال الإهتمام بالحرف اليدوية والتطريز والمهرجانات والمعارض، ويحرص على توعية المرأة بمختلف القضايا المتعلقة بها والتي من شأنها أن تؤثر على الأسرة بشكل إيجابي.

وللجمعيات والمؤسسات النسوية في مخيم الجليل العديد من الأدوار في العمل على تمكين المرأة حيث عملت هذه الجمعيات للقضاء على الأمية بين النساء والفتيات، والمساهمة في توعية المجتمع من خطورة تسرب الفتيات من المدارس، والتوجه

إلى ضرورة إزالة الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، كما عملت على برامج للنساء اللواتي يعانين من صعوبة في التعليم وذوي الإحتياجات الخاصة.

عملت أيضا على تمكين المرأة في مجال الصحة من خلال المساهمة في التوعية والتثقيف الصحي وإظهار إهتمام خاص بالممارسات الضارة بصحه المرأة كالتدخين، وتعزيز دور مراكز الرعاية الصحية الأولية التي تقوم بدور خط الدفاع الأول لصحة الأسرة، بالإضافة إلى الإهتمام بالمرأة المسنة وضرورة إجراء الفحوصات لها.

وعملت هذه الجمعيات في مجالات أخرى مثل محو الأمية القانونية من خلال التوعية المستمرة وعقد الندوات والمؤتمرات، وإنشاء وتدعيم الشبكات المحلية والإتصال بين المؤسسات العاملة في مكافحة العنف ضد المرأة، ووضع برامج وإجراءات تهدف إلى التثقيف وزيادة الوعي في المجتمع بشأن أعمال العنف ضد المرأة، كما قامت برعاية ضحايا العنف وتقديم الخدمات الطبية والنفسية والقانونية وتوفير المساعدة المناسبة لتمكينهن من إيجاد سبل الرزق والإندماج.

تبدو الأجندة التي تحملها الهيئات والمنظمات النسوية والحقوقية المهتمة بنساء المخيمات حافلة بالإهتمامات والبرامج، كما تتباين جديتها بين منظمة وأخرى، وفي جميع الأحوال تبقى أوضاعهن الإقتصادية والموروث الإجتماعي حائلا دون تحقيق فارق كبير.

مشاركة