logo
الفلسطيني نعيم يروي قصة إختطاف البحرية اليونانية للاجئين وإعادتهم إلى تركيا
الإثنين 29/06/2020

بون ـ شبابيك

تضمن تحقيق أعدته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية شهادة للاجئ فلسطيني روى فيها قصة إعتراض خفر السواحل اليوناني مراكب اللاجئين ونقلهم في قوارب نجاة إلى تركيا ثم تركهم لمصيرهم.

ويتذكر أمجد نعيم أن أوروبا كانت على بُعد كيلومترات قليلة حين ظهر رجال مقنّعون. حصل ذلك في 13 مايو، حين كان هذا اللاجئ الفلسطيني يجلس في قارب قابل للنفخ بعدما دفع المال للمهربين في تركيا مقابل تلك الرحلة.

بدأ نعيم يرى الساحل اليوناني في تلك اللحظات وكان يقترب من وجهته النهائية مع مرور كل ثانية .ولم يكن وحده في ذلك القارب، بل شمل الركاب مجموعة من 26 شخصاً على الأقل كادت أن تصل إلى جزيرة “ساموس” اليونانية.

يقول نعيم إنه سمع صوت مروحية ثم فُتِحت أبواب الجحيم عليهم. خلال الساعات القليلة اللاحقة، شعر ركاب القارب بأن حياتهم أصبحت مُهددة.

يضيف أن رجالاً مقنّعين إقتربوا من القارب الكبير، و يتذكر أيضاً أنه شاهد العلم اليوناني وعدداً من الزوارق. ثم بدأ الرجال المقنعون هجومهم، فأطلقوا النار في المياه وثقبوا زورق المهاجرين بصنارة ودمروا المحرك لإيقاف المركب. ثم ساق الرجال المهاجرين إلى مركبهم، حينها بدأ نعيم يبكي وأخفى هاتفه الخليوي في لباسه الداخلي.

ثمة فيديوهات تثبت أن نعيم كان في طريقه إلى “ساموس” فعلاً. يظهر في الصور شاب حليق الوجه وشعره مجعد ويُسمَع في المكان صوت محرك قارب صغير قابل للنفخ فيما يبتسم نعيم الذي ينحدر في الأصل من قطاع غزة حيث درس القانون وتزوج. تنتظره زوجته في هولندا. يرسل نعيم قبلة بإتجاه الكاميرا في ذلك الفيديو.

توثّق الصور اللاحقة التي إلتقطها نعيم على شكل مقطع فيديو مهزوز مدته 55 ثانية جريمة فعلية. هو يظهر مع لاجئين آخرين في قاربَي نجاة بعدما سحبهم خفر السواحل اليوناني ووضعهم في القوارب.

تظهر في الفيديو أيضاً سفينة تابعة لخفر السواحل اليوناني، طولها 18 متراً، وهي تسحب القوارب بإتجاه تركيا مجدداً. تقف في المكان سفينة أخرى ويمكن رؤية المياه المتدفقة

نحو زورق نعيم. ثم يفكّ خفر السواحل اليوناني الحبل ويترك اللاجئين لمصيرهم في وسط البحر، فيقبعون في قارب مطاطي يفتقر إلى نظام القيادة الآلية.

تشير الصحيفة إلى أن تجربة نعيم قد تكون حادثة معزولة. ربما فَقَد البحارة اليونانيون صبرهم بكل بساطة أو كان طاقم تلك السفينة شريراً بدرجة مفرطة. لكنّ الواقع مختلف، حيث يبدو أن نعيم واحد من عدد كبير من الضحايا. ترتكز الممارسات التي تعرّض لها على نظام واضح المعالم.

إستناداً إلى تحقيق مشترك بين منظمة “لايتهاوس ريبورتز” ومجلة “ريبورت ماينز”حللت صحيفة “دير شبيغل” عشرات الفيديوهات وقارنتها بالبيانات الجغرافية المتاحة وقابلت عدداً من شهود العيان. وتثبت هذه المواد من دون أدنى شك أن القيم الأوروبية يتم التضحية بها في شرق بحر إيجه بحجة حماية الحدود الخارجية.

مشاركة