logo
بيت الشمس تكشف بؤس رياض الاطفال في مخيمات لبنان
الخميس 29/03/2018

بيروت ـ شبابيك ـ ولاء عايش

“بيت الشمس” روضة تأسست عام 2015 في مخيم شاتيلا وسط بيروت على يد ألالمانية فيبكا ادن-فليغ التي  كرست حياتها منذ عام 2001 كمتطوعة في مؤسسات اجتماعية تعنى بالأطفال الفلسطينيين في لبنان.

ليست كباقي رياض الاطفال في المخيمات، فهناك لا يبكي الطفل لأنه يذهب إليها، بل يفعل  عندما تدق الساعة الواحدة ظهراً ايذانا بالمغادرة.

هناك يشعر الطفل بالانتماء إلى العائلة، يتناول الطعام الصحي، يلهو بألعاب من صنع يديه يرسم  بألوان الطبيعة، ويحصل على ضوء تماماً يشبه ضوء الشمس.

في حديث خاص مع موقع “شبابيك” أكد مدير الروضة ربيع الطايع أن مرحلة الروضة لا تقل أهمية عن المراحل التعليمية الأخرى، فهي تسعى إلى تنشئة جيل قادر على التعبير عن نفسه وأفكاره والانخراط في المجتمع، والاستعداد للمدرسة.

وأفاد بأن الروضة تطبق المنهاج الأوروبي “والدورف” الذي يعتمد على الفنون واللعب واكتساب المهارات الجسدية والفكرية لإثراء العملية التعليمية.

وأوضح طايع أن الروضة تستقبل ما يقارب الستين طفلاً من عمر الثلاث سنوات حتى الخامسة ويوزعون على ثلاثة مجموعات، يبدأوون يومهم بالموسيقى والرقص واللعب الحر، قبل أن يباشر الجميع تحضير الفطور وصنع الخبز.

بعد الفطور يتسارع الأطفال بالركض إلى السطح للعب بالأراجيح والرمل وزراعة بعض الفاكهة والخضار كالفريز والفلفل الأخضر.

الأهم من هذا وذاك، أن منهاج والدورف يعطي الأطفال الوقت الكافي للعب بحرية، فالتعليم بالترفيه وسيلة ناجحة جدًا ومحببة لدى الأطفال في تعلم مختلف المهارات التعليمية والحركية.

وعن المبادئ التعليمية المتبعة قال ربيع طايع ان أهمها الحب والاهتمام وتقبل الطفل كفرد، زرع حب التعلم والعمل الجماعي في نفوس الأطفال، الاعتماد على النفس والثقة بها، بناء فكر إبداعي مستقل لكل طفل، تعليمهم عادات صحية سليمة، تذوق الموسيقى والفن وجمال الطبيعة، حب الحياة من خلال اللعب والأنشطة والرحلات.

المعلمات في الروضة، عبرن ل”شبابيك” عن سعادتهن في تكريس وقتهن مع الأطفال واعتماد أسلوب تربوي جديد ينمي قدراتهم وتفكيرهم ليكتشفوا مواهبهم بعيداً عن النظام التربوي التقليدي.

ومن أبرز الأنشطة التي يقدمنها للأطفال قراءة القصص، الحياكة، التطريز، التلوين، الرسم، الرقص والغناء وتعليمهم إعداد الطعام من خلال ساعة طبخ أسبوعياً.

بضحكتهم  المرتسمة على وجوههم، عبر الاطفال ل”شبابيك” عن حبهم لتمضية وقتهم  في مكان يعتبرونه منزلهم الثاني.

عن أهالي الطلاب، قال مدير الروضة ربيع الطايع ان الكثير استصعب في بداية الأمر مسألة تعليم الأطفال دون ورقة وقلم ولا حقيبة مدرسية، ولكن مع الوقت اقتنعوا بأن التعلم بالممارسة وليس بالتلقين التقليدي.

ويشير الى أن الأطفال الصغار لم يعودوا صغارا ً بل أفراد مسؤولون، يحافظون على ما يصنعون، ينشدون النظام والترتيب في كافة تفاصيل حياتهم، ويصبرون حتى ينالون ما يريدون.

حول  المناسبات الوطنية، يحرص القائمون على الروضة بما فيهم الألمانية فيبكا على إحيائها وتعليم الأطفال مفهوم الأرض، الوطن، الهوية والتمسك بحق العودة إلى قرى ومدن دمرها الاحتلال وطرد أهلها منها عام ثمانية وأربعين.

في ختام زيارة “شبابيك” للروضة، كان لابد من سؤال فيبكا عن سبب إنشائها الروضة خاصة في المخيم، فأوضحت أنها تشعر بالمسؤولية تجاه الفلسطينيين أينما كانوا، وافتتاح الروضة شكل  المشروع الأنسب لتربية جيل قوي واثق وقادر على إثبات نفسه والتعبير عن ذاته.

وتعبر فيبكا عن أملها في بناء مدرسة تكمل مسيرة التعليم هذه أو على الأقل أن تسطع شمس بيت آخر في باقي مخيمات اللجوء في لبنان، وأن تحظى هذه المؤسسات التربوية الصغيرة بالرعاية التامة والكاملة من قبل المنظمات الدولية لا سيما منظمة اليونيسف ووكالة الأونروا.

يسلط “بيت الشمس” شعاعه الذهبي على معظم رياض الاطفال في المخيمات الفلسطينية ليكشف ما تعانيه من ظروف غير صحية بدء من ضيق المساحات وضعف التمويل ومرورا بازدياد بعدم القدرة على استيعاب عدد الطلاب المتزايد من عام لآخر

مشاركة