ثلاجة لحفظ طعام الدجاج في عين الحلوة
الإثنين 1/10/2018صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد
“إحفظ النعمة تحفظك” يقول أبو غازي الخطيب (88 عاماً) وهو يطل علينا في مخيم عين الحلوة، يحمل كيساً مليئاً بالطعام للدجاج، يصعد على الدرج بخطواته المتثاقلة، يدب بقدميه المتورمتين حتى يصل إلى “خم الدجاج” على سطح منزله المتواضع، يفتح الكيس وينادي على الدجاجات بلغة ألفتها فيتجمعن حوله.
يجلس أبو غازي على المصطبة أمام دجاجاته قائلا: إعتدت على تربية الدجاج في فلسطين حيث كان أهلي يملكون مزرعة للصيصان في الخالصة وكان الدجاج يسرح أمام بيتنا وبعد النكبة إستمرت والدتي في لبنان في تربية الدجاج للحصول على البيض.
ويضيف “جاءت فكرة وضع ثلاجة لطعام الدجاج بعد إرتفاع درجات الحرارة التي تفسد بقايا طعام يجلبها الجيران” مشيرا إلى أن زوجته لا تخرج من البيت ولا ترى الأكياس إلا في اليوم التالي فيفسد الطعام ولا يستفاد منه.
يستطرد أبو غازي قائلا: قررت شراء براد مستعمل لحفظ الطعام فيه لأن النعمة يجب أن تُصان وتحفظ حتى وإن كانت ستقدم للطيور أو الحيوانات وقمت بتعليق ورقة على الثلاجة تلفت نظر حامل الطعام لكي يقوم بوضع كيسه داخل أرفف البراد.
يتأمل قليلا مستذكراً الماضي قبل ان يقول: “في فلسطين كان الجيران يحملون لنا بقايا الطعام أو الخبز البايت أي الذي لم يعد يُصلح للأكل، كانت والدتي تقوم بتجفيفه وطحنه وتخزينه داخل براميل تأكل منها الجرذان قبل الدجاج، ولم يكن الطعام يفسد لأن كل ما نطبخه كان من مزروعاتنا دون مواد كيماوية وأسمدة كما أن درجات الحرارة لم تكن مرتفعة، وفي لبنان إستمريت في طحن الخبز.
يذهب أبو غازي إلى سوق الخضار أسبوعياً ويقوم بجمع أوراق الخس ومخلفات الجزر بعد عصره والفاكهة والخضار الملقاة على الأرض ويعود بها إلى دجاجاته، ويجمع البيض لأولاده وأحفاده من أجل الحصول على فوائد التغذية السليمة للدجاج.