أمستردام – شبابيك –

شارك عدد من الناشطين الفلسطينيين والهولنديين في اعتصام دعت إليه منظمة “دوكبي” (DOCP) الداعمة لفلسطين والمناهضة للاستيطان والاستثمارات الإسرائيلية، رفضا لنشاط داعم للاحتلال في مدينة ماسترخت جنوب هولندا.

واعتصم 12 شخصا في ساحة ماستراخت بالتزامن مع انطلاق سباق الدراجات الدولي “أمستل غولد ريس 2018” الذي حمل هذا العام شعار “إسرائيل مركز السلام” للتعبير عن رفضهم للنشاط الهادف إلى تلميع صورة الاحتلال.

وشهد السباق حضور الفريق “الإٍسرائيلي” وتمكن الناشطون من توثيق وجود فريقين عربيين عبر مشاهد بث مباشر وصور التقطوها وتداولوها عبر حساباتهم على فيسبوك.

وحاولت الشرطة الهولندية فضّ الاعتصام الفلسطيني معللة السبب بعدم وجود ترخيص له باعتبار أن القوانين الهولندية تحظر تنظيم فعاليتين متضادتين في المكان ذاته خشية وقوع مشادات.

أحد الناشطين الفلسطينيين المشاركين في الاعتصام قال: “نحن هنا اليوم لنؤكد رفضنا هذا الشعار المخادع من قبل منظمي نشاط الدراجات، ورفضنا مشاركة رياضيين إسرائيليين في هذه الفعالية، باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي الذي يقتل الأطفال ويعتقلهم ويقتل المتظاهرين السلميين في غزة والضفة والقدس، ويمنع اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم، ويمنع الفلسطينيين من حرية العبادة في مساجدهم وكنائسهم في القدس، ويسرق مقدراتهم ويبطش بهم، لا يرغب بالسلام وليس أهلا له ولا يستحق كل هذا التلميع المجاني من كبريات الشركات الهولندية، ولا يستحق المشاركة في مسابقة رياضية وهو الذي يحرم الفلسطينيين من ممارسة الحياة والرياضة”.

وأضاف: خرجنا أيضا لرفع الصوت عاليا ضد بعض العرب الذين يلهثون للتطبيع مع الاحتلال في كل الميادين الثقافية والاقتصادية والرياضية، ونجحنا بفضح وجود فريقين عربيين في المسابقة جنبا إلى جنب مع الفريق الإسرائيلي، مشيرا إلى أن “لاعبي الفريقين العربيين مارسوا الموضوع بشكل طبيعي لكنهم ابتعدوا قدر الإمكان عن الظهور الإعلامي عبر التلفزيونات الهولندية والإسرائيلية خشية انكشاف جريمتهم التطبيعية.

ودعا الناشط الفلسطيني المؤسسات الفلسطينية العاملة في هولندا وحركة المقاطعة “بي دي أس” (BDS) إلى تنظيم فعاليات شعبية مضادة للفعاليات الداعمة للكيان الإسرائيلي وتسخير الطاقات لتعريف المجتمع الهولندي بقضية فلسطين ومعاناة شعبها ولكشف الوجه المزيف للاحتلال، مبينا أن “الشعب الهولندي منفتح ولديه الرغبة في معرفة المزيد عن الحقيقة الفلسطينية وهو ما تلمسه من خلال التفاف عشرات المواطنين الهولنديين حول الاعتصام واستفساراتهم عن العلم الفلسطيني وصور الجدار ورسالة المشاركين رغم قلة عددهم مقارنة بفعالية أمستل الضخمة”.

وختم قائلا: “بالإمكان في حال تضافر جهود حركة المقاطعة مع المنظمات الفلسطينية والهولندية المناصرة لفلسطين إبطال هكذا فعاليات وقطع الطريق على التطبيع العربي مع الاحتلال في هولندا خلال فترة قصيرة، وتحويل هذه المجتمع والدولة من مغررين باحتلال يمارس الفصل العنصري إلى غير ذلك أسوة بالسويد ودول أخرى”.

والجدير بالذكر أن “دوكبي” (DOCP) منظمة هولندية تدعم حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد الاحتلال الإسرائيلي  “بي دي أس” (BDS)، وتشير في التعريف عن نفسها إلى “رفض التمييز المنهجي ضد الفلسطينيين في إسرائيل وفي الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة كما هو موثق من قبل لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز العنصري”، ودعمت في العام 2013 محاولات سحب استضافة كيان الاحتلال لبطولة أوروبا لكرة القدم تحت الـ21 سنة والضغط لمنع المنتخب الهولندي المتأهل من المشاركة.

والمعروف عن “أمستل غولد ريس” انه سباق هولندي للدراجات الهوائية ترعاه منذ العام 1966 شركة المشروبات “أمستل غولد” إحدى كبريات الشركات الهولندية، ويقام سنويا في مقاطعة لينبورغ (جنوب شرق) بدءا من مركز مدينة ماسترخت باتجاه هضاب لينبورغ، وهو أهم محفل لرياضة الدراجات في هولندا ومعترف به لدى الاتحاد الدولي للدراجات منذ العام 1989، وحمل هذا العام شعار “إسرائيل مركز السلام” دعما من الشركة الهولندية للكيان “الإسرائيلي” وهو ما أثار حملة مضادة من منظمة “دوكبي” المناهضة للاحتلال والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني