بيروت ـ شبابيك

أطلق إكتشاف 5 حالات كورونا في مخيم الجليل للاجئين الفلسطينيين في البقاع اللبناني ديناميات تفكير جديدة تجاه التعامل مع خطر الفايروس على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان التي تعيش ظروفا غير صحية.

أحد أوجه التحول تمثل في عمليات المسح التي جرت في بعض مخيمات بيروت والجنوب.

في هذا السياق جاء إنجاز فريق طبي متخصص تابع لمستشفى صيدا الحكومي أخذ نحو مائة عينة فحص PCR عشوائية من لاجئين فلسطينيين في مخيم عين الحلوة، بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في خطوة هي الأولى من نوعها لفريق طبي رسمي داخل المخيم منذ بدء أزمة الكورونا.

ترافق ذلك مع إعلان اللجان الشعبية والفصائل الفلسطينية في مخيم برج البراجنة أن نتائج الفحوصات التي أجريت لـ 30 عينة من قبل وزارة الصحة أتت سلبية ولا يوجد أي حالة حاملة لفيروس كورونا.

والواضح أن الإجراءات المتخذة لم تكن بحجم التحدي الذي يمثله الفايروس في بيئات مكتظة وهشة تتفاقم فيها الأوضاع المعيشية يوما بعد يوم مثل المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وكان قصور الخطوات كافيا لدفع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيروت إلى إصدار بيان لمناشدة المنظمات والمؤسسات الدولية، الإسراع في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من سوريا لمواجهة الفايروس.

وتلقى مثل هذه المناشدات إستجابات محدودة من المعنيين بشكل مباشر بالهم الفلسطيني فمن ضمن مبادراته إلى دعم اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان قدم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بضعة ألاف من الكمامة الطبية إلى جمعية الشفاء للخدمات الطبية والإنسانية، صاحبة الحضور المهم في تعقيم المخيمات وإسعاف المرضى في ظل أزمة كورونا.

والواضح خلال اليومين الماضيين تراجع حدة الهجوم السياسي والإعلامي على عجز الاونروا رغم عدم ظهور ما يوحي بتطويرها لأدائها في التعامل مع أزمات مخيمات لبنان، الأمر الذي فُسر في بعض الأوساط بأنه مؤشر إحباط من إمكانية دفع الأونروا خطوات إلى الأمام في ظل أزماتها المالية.

ويواجه تطور التعامل مع الكورونا في مخيمات لبنان بمناخات لا تساعده على الإستمرار حيث يعاني لبنان أزمة داخلية بفعل أوضاعه السياسية والإقتصادية وتنشغل القيادة الفلسطينية بتطورات الأوضاع الصحية في الضفة الغربية علاوة على خطوات إسرائيلية محتملة لضم المستوطنات وغور الأردن.