logo
زيارة هنية لبيروت تعمق مأزق فصائل المنظمة
الخميس 1/07/2021

بيروت ـ شبابيك

كانت بيروت أكثر محطات جولة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العربية إثارة لإهتمامات الأوساط السياسية الفلسطينية المتابعة لتطورات ما بعد معركة “سيف القدس” التي أظهرت من بين ما أظهرته عمق الخلاف بين غزة ورام الله.

المعلومات المتداولة في لبنان على نطاق واسع تفيد بأتخاذ حركة فتح قرارا بمقاطعة زيارة هنية لبيروت تبعته فصائل منظمة التحرير بقرارات مماثلة، الامر الذي أعاده البعض إلى تداعيات فشل الحوار الذي كان مقررا في القاهرة.

المناخات التي جاءت فيها الزيارة لعبت دورا في الحساسية التي أظهرتها فتح وفصائل المنظمة حيث شهدت مدن الضفة الغربية خلال الأيام الماضية إحتجاجات واسعة قد تكون الأولى من نوعها ضد قيادة السلطة جرى خلالها مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتنحي عن الرئاسة.

وساهمت هذه التطورات المتلاحقة في إبراز دور حماس ومكانتها في المجتمع الفلسطيني وإلتفاف الفلسطينيين حول نهج المقاومة الذي تمثله في مواجهة السياسة التي تتبعها قيادة السلطة الفلسطينية.

وبطرح هنية للقضايا المعيشية كرست حماس نفسها مفاوضا من أجل حل المشكلات اليومية التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث طالب خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بإقرار الحقوق المدنية والإنسانية للاجئين الفلسطينيين، لتحقيق حياة كريمة لهم إلى حين عودتهم، ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين، والمساهمة في التخفيف عنهم وتحسين أوضاعهم الإنسانية في ظلّ الأزمة الإقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، والضغط على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لتنفيذ برنامج طوارئ وإغاثي عاجل للتخفيف عن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهي مطالب تطرحها القوى واللجان والهيئات الفلسطينية في لبنان بشكل يومي.

وإنطوت المحادثات التي أجراها هنية مع القوى السياسية اللبنانية على مؤشرات حول تفكير قيادة الحركة وخطتها لإدارة الأمور في المرحلة المقبلة، فقد أكد رئيس المكتب السياسي لحماس على مواصلة الإعداد والتجهيز لمعركة التحرير القادمة، موجها خطابه للإحتلال الإسرائيلي “إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا، ويدنا ما زالت على الزناد”، الأمر الذي يُعد واحدة من الرسائل التي توجهها حركة حماس للمجتمع الدولي فيما يتعلق بشروط إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على غزة.

ومن المرجح أن تلقي ردود الفعل الفلسطينية على الزيارة ظلالها على إحتمالات وإمكانيات التنسيق بين القوى الفلسطينية في لبنان ولا سيما حركتي فتح وحماس مما يعمق مأزق فصائل منظمة التحرير التي تواجه أزمة خيارات في حالة الإستقطاب الحادة بين أكبر فصيلين فلسطينيين.

 

 

مشاركة