logo
شادي يطرق أبواب السفارة الأمريكية بعد أن تجاهلته الفصائل
السبت 24/03/2018

صيدا ـ شبابيك ـ لميس ياسين

تعبنا ، بدنا نعیش بكرامة، بدنا فرص عمل، بدنا نعرف مصيرنا، مستقبلنا مجهول، يقول شادي سعيد الشاب الفلسطیني ابن مخيم عين الحلوة أكبر مخيم لللاجئين الفلسطينيين ليعبر عن ما يدور في ذهن غيره من شباب يائس دفعته الظروف وقسوة الحياة الى طرق أبواب السفارات الأجنبية للمطالبة بالهجرة بعد ان سٌدت كل الأبواب في وجوھھم.

شادي سعيد، شاب فلسطيني كفيف البصر، حاصل على بكالوريس في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية، يحاول منذ تخرجه البحث عن وظيفة كباقي الشباب الفلسطيني العاطل عن العمل لكنه يُقابل بالرفض، علاوة على تعرضه للكثير من المضايقات والاهانات من قبل بعض المؤسسات والجمعيات التي تقدم للعمل فيها لاسيما انه لا يُؤخذ به على محمل الجد بسبب فقدانه حاسة البصر مما خلف لديه شعورا بالمهانة.

“عملت لفترة قصيرة في احدى الجمعيات التي تُعنى بذوي الإعاقة مقابل مبلغ مادي زهيد جداً، لم اكن كأي موظف، كنت متطوعا اذا صح التعبير” يقول شادي لـ “شبابيك” ويضيف “لم يكن هناك مهام محددة لي في العمل، وكنت مهدد بالفصل في اي لحظة بالاضافة الى المعاملة السيئة من قبل الادارة والموظفين، عدا عن الشروط التي تُفرض قبل البدء بالعمل”.

“حاولت ايصال صوتي وشرح مطالبي لقیادات الفصائل الفلسطینیة في لبنان ولم أجد آذان صاغية” يقول شادي، مما دفعه للجوء الى السفارات الأجنبية والمطالبة بالھجرة من مخیمات البؤس.

ويشير في حديثه الى أن سفارة دولة فلسطين في بيروت كانت من بين السفارات التي لجأ اليها لشرح حالته وطلب المساعدة ولم يُرحب به.

دفعت سياسة الحرمان والتضييق على الفلسطيني التي تمارسها السلطات اللبنانية، وتقصير الفصائل الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات واليأس والاحباط بشادي الى البحث عن سبل جديدة لحياة أفضل، فقصد السفارة الأميركية في بيروت.

 استقبل استقبالاً “مشرفاً” على حد قوله، لكن أول ما سُئل عنه هو “مهام الفصائل الفلسطينية، والتقديمات والمساعدات التي تقدمها لأبناء شعبه”.

قال شادي “عندما سألوني عن ما تؤمنه المرجعيات الفلسطينية لشعبها؟ أجبتهم ” لا تفعل لنا شيئا فكل مسؤول همه جيبه الخاص ومعظم المرجعيات لا تتعامل مع الأسباب بل مع النتائج”.

وعن الأسباب التي دفعته للذهاب الى السفارة الأميركية، قال شادي” تحولت حياتي إلى جحيم لا يٌطاق، وانسدّت الآفاق أمامي فلم أعد أحتمل أنا شاب مصيري مجهول”، مردفاً “لو قدمت لنا قياداتنا العيش الكريم وضمنت للشباب الفلسطيني مستقبله لن يطرق أبواب أحد، ولأنني طالبت بحقي يعتبروني استغل اعاقتي البصرية”.

وأضاف” بعد هذه الزيارة اتصل بي عدد من المسؤولين الفلسطينيين الذين لاموني على ما قمت به وعن كلامي بحقهم رغم أنني قصدتهم قبل أن تصل الأمور الى ما وصلت اليه ولم يتركوا لي خيارا أخر”.

يعتقد شادي أن الهجرة لا تلغي التمسك بحق العودة، حيث يقول “المشاكل الإقتصادية، والبطالة تجرّ الناس الى التطرف والجريمة وتعاطي المخدرات، والتشديدات الأمنية على الحواجز جعلت المخيم أشبه بالسجن، فالحاجة صعبة، والأمور تتفاقم دون أي سعي جدي للتحرك، وإذا لجأت الى السفارات الأجنبية للمطالبة باللجوء والهجرة يتهمونك بالخروج عن الوطنية والتنكر لحق العودة”.

حال شادي لم يختلف كثيراً عن حال عدد كبير من الشباب الفلسطيني في المخيمات والتجمعات الفلسطينية الذين يفتقرون الى أدنى حقوقهم المدنية، ويتعرضون للموت في أي لحظة نتيجة سقوط قنبلة أو رصاصة طائشة.

 قبل لوم هؤلاء الشبان على الوقوع في المحظور لابد أن تدرك القوى الفلسطينية واللبنانية مدى خطورة هذه التحركات وتعي بانها نتيجة للأحوال المأساوية التي يعيشها الشباب فالخطاً يجرّ الخطأ.

مشاركة