شباب البص يبادرون لتوفير غذاء الاسر المستورة
الأحد 3/06/2018صور ـ شبابيك ـ ايمان الرفاعي
في ظل الاوضاع المعيشية الصعبة والظروف الاجتماعية القاسية التي يعاني منها سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان، قامت العديد من المبادرات الشبابية في مختلف المخيمات، ومن ابزرها مبادرتي ” تجمع شباب لمسة” و”شباب الخير” في مخيم البص، حيث عمل الشباب على تعزيز القيم النبيلة والاصيلة وزيادة الوعي التشاركي والاحساس بالاخرين واعادة تكريس مبدأ التكافل والتعاضد الاجتماعي.
يقول زهير الجمل أحد شباب تجمع لمسة لـ “شبابيك” أن فكرة المبادرة بدأت في العام ٢٠١٧ قبل بداية شهر رمضان المبارك بحوالي ٢٠ يوماً، حيث كنا مجموعة شباب نتناقش حول كيفية مساعدة العائلات العفيفة داخل المخيم اخذين في اعتبارنا الضائقة الاقتصادية وألاوضاع المعيشية الصعبة، وكانت الفكرة اقامة خيمة لجمع التبرعات من مختلف اطياف المجتمع كلٌ حسب قدرته ليكون شعار الحملة ” من الناس للناس” وهذه التبرعات اتخذت شكل شراء المواد الغذائية الاساسية وقيام شباب المبادرة بتوزيعها على العائلات المحتاجة داخل المخيم.
يتابع الجمل أن الفكرة الاساسية التي انطلقت منها المبادرة هي أن لا نحمل صندوقا ونذهب لجمع التبرعات بل كانت نوعا من التمكين، تمكين الناس الميسورة لعمل الخير ومساعدة المحتاجين.
يضيف الجمل: في بداية المبادرة كنا قد حددنا التوزيع لمدة يوم واحد فقط في الاسبوع ولكن تفاجأنا بثقة الناس واستطعنا أن نوزع خلال العام الماضي على مدى ٣٠ يوماً واستمرينا هذا العام بالتوزيع اليومي منذ بداية الشهر.
عن عدد العائلات المستفيدة يقول الجمل ان العدد الاجمالي ٤٥٠ عائلة ويتم توزيع ٥٠ الى ١٠٠ حصة يوميا وهي عبارة عن مواد غذائية أولية تستطيع العائلة من خلالها تحضير وجبة غذائية.
يؤكد الجمل على أن تمويل المبادرة فردي من الناس وليس من أي جهة حكومية أو فصيل.
يتوزع المشاركون في المبادرة على مختلف الاطياف، ويجمعهم فعل الخير والرغبة في خدمة المجتمع الذي ينتمون إليه وفي كثير من الأحيان يشعرون بأن هناك نقصا ما فيقومون بتغطية هذا النقص.
يواجهون صعوبة ضغط العمل أثناء التوزيع حيث يقومون بالتوزيع لشهر متواصل والطريقة المستخدمة للتوزيع هي الذهاب الى منازل العائلات المحتاجة ووضع الحصة التموينية بطريقة لا تسبب الاحراج لهذه العائلات .
يختم الجمل حديثه قائلاً نحن اليوم نسعى إلى تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن المخيم فالمخيم ليس بؤرة أمنية أو مخالف للقانون مثلما يحاول البعض أن يروج، في المخيم شباب مثقف وواعٍ، شباب يسعى لمساعدة الغير، شباب من مختلف الانتماءات يجمعهم فعل الخير و” لمسة” منحت الفرصة للكثير من الشباب للمشاركة في فعل الخير والعمل على تقديم صورة تليق بشباب المخيم سواء على الصعيد الشخصي أو الصعيد العام.
عن مبادرة شباب الخير يقول أحد الشباب المتطوعين: ان المبادرة فكرة شبابية بحته لا تتبع لأحد، وهو عمل خيري بحت لا يحمل اي طابع مادي او اقتصادي، انطلقت فكرتها من حاجة الناس خلال هذا الشهر الكريم وهي فكرة قديمة موروثة عن الاباء وهي تبادل اطباق الطعام قبل الافطار بين العائلات في الحي الواحد، بدأ العمل على توسيع الفكرة لتشمل كافة المخيم، والهدف من هذه المبادرة هو تنويع موائد العائلات المحتاحة واضافة اطباق جديدة من الممكن انهم لا يستطيعون توفيرها، بالاضافة إلى اعادة اللحمة والتعاضد والقيم النبيلة بين ابناء المجتمع الواحد.
المبادرة مستمرة للسنة الثانية على التوالي و حملت اسم ” شباب الخير٢” وما شجع الاستمرار فيها انها لقيت استحسانا وتفاعلا من قبل الناس ونجاحا في كسب ثقتهم.
يصل عدد المتطوعين في المبادرة الى ٥٠ شاب يقل ويرتفع خلال هذه الفترة بسبب الامتحانات لا سميا ان جزء من المتطوعين طلاب مدارس وجامعات.
من حيث المبدأ لا توجد صعوبات فقد استطاع نشطاء المبادرة أيجاد متبرعين قدموا الحاجات المستخدمة للتوزيع من صحون بلاستيكية ومواد تغليف لكن هؤلاء النشطاء يأملون من العائلات التي تقدم الطعام زيادة ما تقدمه ليشمل عددا اكبر من العائلات المحتاجة.