شيخوخة واشغال شاقة بغياب الضمان الاجتماعي عن مخيمات اللاجئين
الإثنين 22/01/2018صيدا – شبابيك ـ رشا حيدر
لحرمان اللاجئين الفلسطينيين من الضمان الاجتماعي نتائج، اهمها اضطرارهم لمواصلة العمل رغم مرضهم وشيخوختهم. ففي الوقت الذي ينعم كبار السن بالراحة في بلادهم، يشقى كبار السن في المخيمات من أجل تحصيل لقمة العيش وتأمين الدواء، لا سيما بعد ان قلصت وكالة الغوث (الأنروا) خدماتها الطبية.
بكفين مرتعشين وجسد نحيل وابتسامة خالية من الاسنان، تقف الحاجة آمنة شحرور (٧٩عاماً)، على حوض غسيل الصحون في جمعية خيرية تجلي الأواني وتمسح الأرضيات.
هي واحدة من مئات الحالات داخل المخيمات لا تزال تعمل دون الالتفات لها من قبل المسؤليين.
“كنّا أغنياء ولكن الحرب سلبتنا كل شيء” تقول الحاجة آمنة: “كنتُ وزوجي من ملاكي الأراضي في مخيم الرشيدية وبعد الحرب والحصار عام ١٩٨٦ إنتقلنا مع ابنائنا السبعة إلى مخيم عين الحلوة بعد أن فقدنا رزقنا وبيتنا. كبر أبنائي وتزوجوا وبقيت مع زوجي وإبني الصغير الذي يعاني من شلل دماغي. أصبح لأبنائي عائلات ومسؤوليات، ولم يعد بإستطاعتهم تقديم مصاريف العلاج الباهظ الثمن لأخيهم، فقررت أن أعمل من أجل تأمين قوت يومي ومصاريف العلاج لباسل”.
في وصفها لنهارها تقول الحاجة آمنة: “أعمل أكثر من ٩ ساعات يومياً. استيقظ عند الساعة الخامسة صباحاً، أعد الفطور لزوجي وابني، وأحضر طعام الغداء واذهب الى عملي، حيث اقوم بجلي الصحون والطناجر في مطبخ جمعية خيرية وبعد أن ارجع إلى بيتي أقوم بتنظيف البيت وأستريح قليلاً، ثم أمارس هواياتي المفضلة وهي القراءة ، أقرأ يوميا قرابة ال٣ ساعات وأقوم بالتعليق على الفيس بوك، أتابع المواضيع السياسية وأعلّق عليها وأشاهد أفلاماً وثائقية تاريخية. أَجِد راحتي بين صفحات الكتب، فعملي شاق بالنسبة لإمرأة في عمري لا سيما حمل الطناجر الكبيرة، فهي ثقيلة وتلميعها يحتاج الى جهد، لكن صورة باسل تتراءى لي كلما ضعفت”.
تنهي الحاجة آمنة حديثها بالقول: “مصيرنا مجهول، ففي حال تعرضت لأي مكروه لا معيل لنا، ولا ادخر شيئاً. “أتمنى أن أستريح، أستريح وأنام ملىء جفوني ولكن أمر الله غالب”.