logo
“صفقة القرن” تعيد طرح أسئلة التوطين والهجرة بين فلسطينيي لبنان
الإثنين 6/08/2018

صور ـ شبابيك

بقلق شديد يستقبل اللاجئون الفلسطينيون في لبنان تسريبات ما بات يعرف بـ”صفقة القرن” المبهمة التي يراوح الحديث بين تراجعها والإصرار على تنفيذها، ولا سيما ما يتعلق منها بالحل النهائي لأزمة اللاجئين.

ينقسم الشارع المخيماتي الفلسطيني حول شائعات التوطين بين مؤيدٍ يرى في هذا الخيار سبيلا للحصول على الحقوق المدنية وضمان العيشٍ الكريم، ورافضٍ يعتبره إقتلاعا للقضية من جذورها.

ويزيد من ضبابية الرؤية ومفاقمة حالة الإرتباك الموقف الرسمي اللبناني الذي ينفي المعلومات التي تتحدث عن توطين اللاجئين الفلسطينيين ويصفها بأنها محض شائعات. وفي سياق هذا النفي جاءت إشارة إبراهيم منصور وزير الخارجية اللبناني السابق إلى أن لبنان إستضاف اللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة وحتى اليوم، وسيظل يستضيفهم كلاجئين إلى حين عودتهم إلى بلادهم، ويتمسك بالقرار الاممي ١٩٤.

وعند سؤاله حول نتيجة الإحصاء الذي أجرته لجنة الحوار الفلسطيني ـ اللبناني والتي قدرت عدد الفلسطينيين في لبنان بـ١٧٤ ألف لاجئ قال منصور إن عدد الفلسطينيين في لبنان هو أكبر من ذلك بكثير والإحصاء لم يطل كل الفلسطينيين في لبنان، مستبعدا وجود رابط بين نتيجة الإحصاء وملف التوطين.




وزير الخارجية اللبناني السابق إبراهيم منصور

يتفق الباحث والكاتب صقر أبو فخر مع منصور على إستبعاد فكرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ويعيد ذلك إلى الخلل الديموغرافي الذي سيسببه التوطين في حال حدوثه بالإضافة إلى رفض أحزاب لبنانية عدة للفكرة.

ويوضح أبو فخر قائلا: لن يكون هناك توطين لفلسطينيي لبنان، لعدة أسباب سياسية وديمغرافية.

في المقابل يشير أبو فخر إلى أن صفقة القرن تعني قطع الطريق تماما على حق العودة وهذا ما يرفضه لبنان بتكرار تمسكه بالقرار ١٩٤.

ويشكك ابو فخر أيضا بالإحصاء الأخير الذي يُقدر عدد الفلسطينيين في لبنان بنحو ربع مليون نسمة قائلا: إن حل قضية اللاجئين سيكون عبر قرار دولي يتوافق عليه الجميع بما فيهم لبنان، وقد يتمخض عن مجلس النواب الجديد تحسينات على وضع اللاجئ الفلسطيني في لبنان من الناحية الحقوقية.

ويصف أبو فخر إرتفاع نسبة الهجرة في صفوف الشباب الفلسطيني في لبنان بأنها “خطيرة وتزيد الطين بلة في الواقع الحياتي الذي تعيشه المخيمات”.




الباحث والكاتب صقر أبو فخر

التأكيدات على غياب إحتمالات التوطين لا تقلل من القلق والضبابية التي تلف مستقبل الفلسطينيين في لبنان مع تسارع الأحداث وإنفتاح الإحتمالات على المجهول مما يبقي السؤال مطروحا والإجابة معلقة ويزيد من تفاقم حالة اللاستقرار النفسي ويديم البحث عن الإجابات الغائبة.

مشاركة