ظلال غزية على زيارة البابا للبنان
الإثنين 1/12/2025بيروت ـ شبابيك
ألقت التجاذبات السياسية الداخلية اللبنانية ظلالا ثقيلة على الزيارة التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر للبنان.
أبرز الأحداث التي جرت خلال الزيارة كانت الرسالة التي وجهها “حزب الله” للبابا وتضمنت إشارات واضحة لمعاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والوضع الداخلي اللبناني وما تلاها من ردود أفعال.
جاء في رسالة الحزب أنّ المأساة المتواصلة في غزّة خلال السنتين الماضيتين، وما تزال فصولها تتفاقم نتيجة مباشرة لتمادي الإحتلال الصهيوني في إنتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وسلب أرضه ووطنه وحقّه الطبيعي في تقرير مصيره.
وإعتبرت الرسالة ما يجري ثمرة خللٍ عميق في النظام الدولي، الذي يعجز عن إعتماد معيار العدل والحق في مقاربة الصراع القائم بين شعبٍ أصيلٍ متمسّك بأرضه، وقوةٍ غاصبة تواصل إحتلالها.
وذكّر الحزب بمعاناة اللبنانيين من إستمرار إحتلال بعض أرضهم، والإعتداءات المتكررة التي تهدّد أمنهم وإستقرارهم، في سياق مساعٍ إسرائيلية للهيمنة على مياه لبنان وأرضه وثرواته الغازية، ولفرض شروط سياسية وأمنية وتوسعية لا حدود لها، لافتا إلى الدعم الواسع الذي يحظى به الإحتلال الإسرائيلي من دول كبرى، تشاركه نزعات السيطرة والطمع بمقدّرات المنطقة دون أي إعتبار لحقوق شعوبها.
وشدد الحزب على دوره في الوقوف إلى جانب الجيش والشعب لمواجهة أي عدوان أو إحتلال للأرض اللبنانية، إضافة إلى حق لبنان المشروع في رفض التدخل الأجنبي الذي يسعى لفرض وصايته على البلاد ومصادرة القرار الوطني وصلاحيات السلطات الدستورية.
وقد إستفزت الرسالة حزب “القوات اللبنانية” الذي أصدرت دائرته الإعلامية بيانا أشارت فيه إلى ما وصفته بمجموعة مغالطات لا بدّ من توضيحها.
رفض بيان القوات ظهور الحزب كمدافع عن حقوق الإنسان والشعوب “فيما هو نفسه لا يعترف بالشرعية الدولية ولا بالشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ويصادر حقوق اللبنانيين وحرياتهم وقرارهم، فارضًا ثقافة تتناقض مع قيم الحياة والكرامة التي يجسّدها لبنان”.
وجاء في البيان أن معاناة اللبنانيين ناتجة أولاً وأخيرًا عن سلاح الحزب “الخارج عن الشرعية” وسياساته “التي ربطت لبنان بمحاور خارجية، ومنعت قيام دولة فعلية قادرة على ترسيخ الأمن الأمان والإستقرار وتحقيق الإزدهار”.
وإختلف “التيارالوطني الحر” مع ما جاء في البيان حيث وصف نائب رئيسه الدكتور ناجي حايك مواكبة الحزب لزيارة البابا بـ “الرسالة الإيجابية” مشيدا بالإستقبال الذي نظمه، وأكد على تعزيز هذا الموقف للوحدة الوطنية داعيا إلى الإستمرار في هذه السياسة.
إحتجاجات القوات لم تقتصر على “حزب الله” فقد طالت القصر الجمهوري في بعبدا مع إبداء النائب ستريدا جعجع إستغرابها من عدم دعوة رئيس القوات سمير جعجع للمشاركة في حفل إستقبال البابا لا سيما وأنَّ اللجنة المعنية وجّهت الدعوات للعديد من الشخصيات السياسية والفاعليات الإجتماعية مما دفع رئاسة الجمهورية إلى إصدار تصريح جاء فيه أن الدعوات كانت مقتصرة على الوزراء والنواب الحاليين.