عائلات لا تجد وجبة الإفطار في رمضان
الأربعاء 23/05/2018مع تراجع التكافل الأسري في المخيمات
صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي – تصوير خالد النصر
جاء رمضان وغابت أجواءه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع إرتفاع الحمولة السياسية لموعده، فقد تصادف مع الذكرى السنوية السبعين لنكبة الشعب الفلسطيني، ومجموعة من الأحداث السياسية مثل نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس والمجزرة التي إرتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق الغاضبين في غزة علاوة على الظروف الإجتماعية والإقتصادية الخانقة التي يعيشها اللاجئون.
يقول سامي حمود مدير منظمة ثابت لحق العودة لشبابيك إن هذه الأحداث الخطيرة والإستهداف المباشر للركائز الرئيسية للقضية الفلسطينية المتمثلة بالقدس وحق العودة، أثرت بشكل كبير على واقع وحال شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج، خصوصاً أمام مشهد الصمت العربي والإسلامي وتخاذل بعض الأنظمة العربية.
واشار حمود الى مظاهر الزينة أمام المساجد والأحياء والشوارع بالرغم من الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في لبنان، ولكن هذا العام كان المشهد خجولاً جداً حيث غابت التحضيرات المسبقة لمثل هكذا أنشطة في ظل إنشغال الغالبية في تسارع الأحداث.
يتابع حمود أن التكافل الإجتماعي والأسري في المخيمات الفلسطينية مازال موجوداً وبنسبة أفضل من خارج المخيمات، ولكن يضعف بسبب إزدياد معدلات الفقر والحاجة لدى الناس، بالتزامن مع تراجع حجم الخدمات المقدمة من قبل وكالة الأونروا لمجتمع اللاجئين.
سامي حمود مدير منظمة ثابت لحق العودة |
تحاول بعض المؤسسات الخيرية أن تعوض نقص المساعدات المقدمة للعائلات الفقيرة في شهر رمضان المبارك ولكن يبقى حجمها خجولا قياساً بزيادة عدد العائلات المحتاجة في المخيمات والتجمعات.
من جهته قال عضو اللجنة الشعبية في مخيم برج الشمالي حسني عيد أنه في هذا العالم لم يكن هناك مظاهر بهجة بسبب تداعيات فعاليات ذكرى النكبة وإرتفاع عدد الشهداء الذين إرتقوا في غزة مشيرا الى أن المخيمات تتأثر بالأحداث الجارية في فلسطين ولذلك جاء رمضان هذا العام حزينا وكئيبا.
أضاف عيد أن غياب التكافل الإجتماعي والأسري داخل المخيم أثر على العائلات المحتاجة وأوضح انه في اللجنة الشعبية “دائماً ما ندعو كافة المؤسسات لاعتماد كشف بأسماء العائلات ليتم إيصال المساعدات لكافة الأسر ولكن غالباً ما يكون لهذه المؤسسات حساباتها في توزيع الحصص، وهذه عقبة أساسية تقف عائقاً في منع وصول المساعدات للأسر الأشد فقراً، وقد نتج عن ذلك غياب الثقة بين المؤسسات والاهالي، حيث لوحظ أن هناك بعض العائلات التي تستفيد من أكثر من جهة بينما هناك عائلات لا يصلها اي مساعدة على الرغم من حاجتها.
يتابع عيد أن نسبة البطالة داخل المخيمات الفلسطينية عالية جداً في ظل غياب أفاق العمل فمعظم السكان يعتمدون على العمل الزراعي والبناء وهي أعمال موسمية لا تتسم بالإستمرارية، بالإضافة إلى العمل المؤسساتي الذي هو محصور بفئة معينة، من هنا يتولد عن ذلك واقع معيشي غاية في الصعوبة وأجزم أن هناك عائلات لا تستطيع توفير إفطارها الرمضاني.
عضو اللجنة الشعبية في مخيم برج الشمالي حسني عيد |
وتطرق عيد إلى غياب التكافل الأسري بين العائلات داخل المخيمات في السنوات الأخيرة فقد كان الاهالي سابقاً يتبادلون اطباق الطعام وتقوم العائلات الميسورة نوعاً ما بإرسال الإفطار إلى العائلات المحتاجة، والأن إنعدمت هذه الثقافة وأصبح الامر مقتصراً على بعض الإفطارات الجماعية التي تخصع للحسابات الشخصية.
يقول المصور الشاب خالد النصر من مخيم عين الحلوة ل”شبابيك” انه على الرغم من الأحداث الأليمة التي شهدناها مؤخراً إلا أنه لا يمكنك إلا أن تلاحظ أجواء التحضير لإستقبال رمضان وتظهر بهجة المناسبة الكريمة في الزينة التي ينشغل الأهالي بتعليقها على مداخل منازلهم وفي الأزقة وحتى في الشوارع الرئيسية والحارات وبعض المحلات التجارية، كما ينشغل التجار وأصحاب المحلات بشراء المواد الغذائية لعرضها على الزبائن من أجبان وألبان وغيرها وقد تفنن هؤلاء بطريقة عرضها لترغيب الزبائن بالشراء.
المصور خالد النصر |
عن حركة البيع والشراء والإقبال يقول: ما زلنا في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك ومن الصعب تقدير قوة الاقبال والحركة الشرائية لكن لوحظت حركة إقبال جيدة بسبب الحرص على تحضير المواد الخاصة برمضان فهناك الخضار على أنواعها واللحوم والعصائر والمواد الغذائية ذات العلاقة بوجبة السحور وغيرها.
ويرى أن لرمضان نكهة مختلفة حين يتعلق الامر بموضوع التكافل مشيرا إلى أن لدى الفلسطينيين عادات وتقاليد لا تتغير حيث يتم تبادل أطباق الطعام بين العائلات ولا ينسى الجار جاره الفقير فيقوم بتقديم ما تم تحضيرة لساعة الإفطار، وهناك مؤسسات قليلة تقوم بتقديم وجبات ساخنة للعائلات المحتاجة خلال الشهر الكريم رغم قناعة الجميع بأن هذه المشاريع محدودة الإمكانات والتوقيت وتقتصر على شهر رمضان كما جرت العادة وليس في غيره.