عبودي يفتح فرنا في عين الحلوة بمخصصات الإعانة الألمانية
الإثنين 23/07/2018صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد
لم يكن عبد الرحمن حسين )22 عاما) يعلم أن رحلته إلى أوروبا ستكون بداية مشواره في مخيم عين الحلوة.
يروي عبد الرحمن الشهير ب “عبودي” رحلة العذاب من عين الحلوة إلى أوروبا ومن أوروبا إلى عين الحلوة قائلاً: هاجرت من عين الحلوة عبر سوريا ودخلنا إلى تركيا ومن هناك إلى جزيرة “ليسوبس” اليونانية التي وصلنا إليها عبر قارب صغير في البحر ومن هناك إلى ألمانيا حيث كانت وجهتي.
يضيف عبودي: قبل أن أترك المخيم كنت أعمل في البناء ولكن أُصبت في ظهري ويدي أثناء معركة “المقدسي” وأانا بطريق عودتي ليلا إلى بيتي ما أدى إلى عدم تمكني من العمل ثانية في أشغال شاقة.
يستطرد قائلا: كانت الهجرة هي الحلم الذي راودني كغيري من مئات الشبان الذين تصوروا أن أوروبا هي الملاذ من قهر اللجوء داخل مخيم نتنقل فيه جثثا حية لا تعلم متى تصاب برصاصة.
يشير إلى أنه “بعد التعب والخطر والعذاب وعشرات السماسرة الذين صادفتهم في طريقي تمكنت من دخول ألمانيا، سكنت في هايم مع آلاف اللاجئين من كافة أصقاع الأرض ومختلف الجنسيات على أمل الحصول على إقامة، مرت 3 سنوات دون أي نتيجة بحجة أنني من فلسطيني لبنان، ولبنان لا حرب فيه. جمعت ما حصلت عليه من إعانة داخل الهايم وعدت إلى المخيم، وقررت أن افتح فرن مناقيش، إستأجرت المكان أنا وشريك لي وإشترينا الآت العجن والفرن وإفتتحت المحل.
ويرى عبودي أن الوقوف أمام فرن النار أهون الف مرة من الغربة وعذابها والوعود الكاذبة.
وبما أن المنقوشة أيقونة الفطور في المخيم “يدر العمل في الفرن ربحاً أكثر مما كنت أتقاضاه في ألمانيا، يكفي أنني هنا مع أهلي وأقاربي وشعبي، أقدم كافة أنواع المعجنات بسعر يناسب دخل أهالي المخيم، كما أقدم طلبيات للأفراح والعزاء،
بالإضافة إلى أنني أبيع المناقيش بسعر زهيد لطلاب المدارس حتى يتمكنوا من شراء شيء آخر إلى جانب المنقوشة خلال الدوام”.