عين الحلوة : بضائع مكدسة على الارفف والجيوب خاوية!
الجمعة 1/06/2018صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر
ازدانت اسواق مخيم عين الحلوة بالاضواء في شهر رمضان، وتكدست البضائع على الرفوف بكل ما لذ وطاب بانتظار المتشرين لكن الانتظار طال مع خواء جيوب المشترين المفترضين.
يقول “ابو حسين عوض” البائع في سوق المخيم لـ “شبابيك” ان رمضان الحالي لم يمر له مثيل منذ اكثر من عشرة اعوام .
ويشير الى انه “حتى بعد انتهاء المعارك التي هجرت الناس كانت الحركة الشرائية افضل, حتى الان لم تفرغ الارفف من المواد الغذائية الموسمية التي يكثر الطلب عليها في هذا الشهر الفضيل مثل الشوربات على مختلف انواعها , قمر الدين , القشطة والعصائر, الناس يشترون فقط الحاجات الضرورية للافطار والسحور ، يأتون الى دكاني يسألون عن الأسعار فقط ولا يشترون، وحتى الأن لم استعد رأس المال الذي دفعته ثمنا للبضائع المكدسة.
ومن ناحيته يقول الحاج خميس وهو صاحب بسطة في السوق يبيع عليها الاجبان والمعلبات : انا اعمل في السوق منذ اكثر من عشرين عاما، كنت ارى النساء يخرجن من السوق محملات بكل صنف ونوع، والخضراوات و اللحوم تنفذ قبل صلاة الظهر، والان تبقى المحال مفتوحة الى اذان المغرب على امل نفاذ اللحوم والخضار التي لا تُخزن، اتمنى ان تتحسن الحالة الشرائية في العشر الاواخر ليستطيع التجار تفادي الخسائر.
تقول “غادة حمادة ” من اهالي مخيم عين الحلوة لشبابيك:انا ام لـ 3 اطفال وبيتي بالايجار وزوجي يعمل في البناء ويتقاضى يوميا 25000 ل.ل لا تكفي لشراء كافة المستلزمات الرمضانية مما يضطرني للذهاب الى السوق في اخر النهار عندما تنخفض الاسعار من اجل تأمين وجبة الافطار لاولادي.
وتضيف حمادة قائلة “انا وغيري من المحتاجين في المخيم ننتظر بفارغ الصبر كرتونة المؤن التي تقدم في رمضان والتي توفر علينا شراء بعض الاحتياجات لوقت وجيز لان رمضان يحتاج الى الكثير من المصاريف الاضافية”.
يقول بائع حلويات في مدينة صيدا ابو غسان الدندنشلي لشبابيك: في موسم رمضان نعول نحن ابناء مدينة صيدا على الحركة الشرائية للفلسطينيين من داخل المخيم، فهم يستهلكون كميات كبيرة من المواد الغذائية والحلويات، لكن هذا العام الشارع اللبناني مصاب بالذهول بسبب حالة الركود التي اصابت الاسواق الللبنانية بسبب عدم اقبال الاخوة الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة والمية ومية على الشراء قياسا بالاعوام السابقة .
ويستطرد الدندنشلي قائلا كنت في الاعوام السابقة ابيع 4 صواني مدلوقة ومثلها من القطايف لزبائني من مخيمي عين الحلوة والمية ومية ومنذ بداية رمضان حتى الان لم ابع صينية ونصف مما اضطرني الى تغيير مكاني بحثا عن زبائن جدد .
وللاطفال نظرتهم في حالة الركود حيث تقول “اية ابراهيم” ابنة الـ 9 اعوام منذ اول ايام رمضان انا واخوتي نطلب من امي ان تشوي لنا اللحم ولكنها كانت تؤجل بسبب عدم توفر سعر اللحم لدى والدي .
اية ليست الطفلة الوحيدة في المخيم التي لم تأكل في رمضان الاكلة التي اشتهتها فهناك الكثير ممن حالت الاوضاع المادية بينهم وبين ما يشتهون واقتصر فطورهم على التمر والماء وبعض العدس .
وفي جميع الاحوال يبقى السؤال مطروحا دون اجابة : الى متى تبقى اوضاع اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان بهذا البؤس.