logo
غزة تطرق أبواب التحول للنضال السلمي
السبت 21/04/2018

شبابيك – أشرف السهلي/ عدنان الحمد/ رشا حيدر/ ايمان جمال الرفاعي/ لميس ياسين/ امل الرفاعي

 

طرحت مسيرة العودة وجمعة الكاوتشوك في قطاع غزة عددا من الاسئلة حول استراتيجية وتكتيك النضال الفلسطيني خلال المرحلة المقبلة لا سيما وأن التطورين اللذين شهدهما القطاع جاءا في اطار تطورات دولية واقليمية ألقت ظلالها على القضية الفلسطينية.

أبرز الاسئلة التي طرحتها أحداث غزة الاخيرة ما يتعلق باحتمالات تحول النضال الفلسطيني الى أشكال جديدة بينها النضال السلمي.

في بحثه عن اجابة طرح “شبابيك” السؤال الابرز على عدد من قادة العمل الوطني والباحثين الفلسطينيين.

في حديثه ل”شبابيك” أعرب القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صلاح صلاح عن تفاؤله قائلا: انا متفائل بشعبنا المعطاء دوما ويوجد عندنا قامات عظيمة مثل جيفارا غزة ودلال المغربي وكثيرون ممن مهدوا لنا طريق النضال، ولن يقف الشباب مكتوفي الأيدي أمام القيادات المستسلمة، فالشعب الذي أنجب كل هؤلاء المناضلين ممن استشهدوا أو أسروا في زنازين العدو الإسرائيلي لن يتوانى في الدفاع عن أرضه مهما طال الاحتلال، فالذي يطعن العدو بسكينة وهو يعرف أنه سيستشهد قادر على الاستمرار في النضال حتى التحرير ومرحلة النضال السلمي لا تعني أن نناضل بالمظاهرات والاحتجاجات فقط وانما بكل الوسائل المتاحة لنا لاسترداد أرضنا.

من جهته قال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال: أعتقد انه فصل كفاحي شعبي جديد لديه ميزة نضالية ابداعية فريدة، تربط بشكل وثيق المقاومة بالنضال سلمي، ويمكن اعتبارها مقاومة شعبية، لأن جمهور النضال السلمي ليس معزولاً أو معادياً أو بديلاً للنضال المسلح، بل هو روح المقاومة وينطلق من بيئتها والذي يقوم بالمقاومة الشعبية ذات حاضنة المقاومة وبيئتها الاجتماعية وبُعدها الثقافي، دائماً نؤكد أن الاستراتيجية الشاملة تهدف الى صياغة المقاومة الشاملة التي تبدع في صياغة العلاقة بين المدني والعسكري أو السلمي والمسلح، والاهم ان ترتكز الى تعظيم الفعل الشعبي وتوسيع حجم المشاركة وزج الطاقات في قلب الصراع وليس خارجه او نقيضاً له.

واضاف عبد العال: عندما نقول المقاومة الشعبية لا يلغي ذلك باي حال من الاحوال كل وسائلها، كما لا يعني ذلك أن تكون الغاية من استخدام النضال السلمي ادانة النضال المسلح، أعتقد ان التكامل بين الاشكال النضالية كافة وتفاعلها الزماني والمكاني سيظل محكوما للادارة الناجحة للصراع، دون ان ننسى أن الاحتلال ذاته ينظر لكل فعل نضالي مؤثر على أنه خطر سواء كان سلمياً او مسلحاً، وهكذا تعامل مع مسيرة العودة الكبرى.

من ناحيته يقول الباحث عزيز المصري ل”شبابيك” ان ما يحصل الان حراك سلمي يجمع الكل الفلسطيني بدون استنثاء للمطالبة بحق العودة الي قراهم وبلداتهم ومدنهم التي هجروا منها عام 48 متسلحين بالقرارات الدولية والشرعية الدولية التي تنص علي حق العودة للاجئين الفلسطينين.

ويعبر المصري عن اعتقاده بأن فكرة العمل السلمي لم تختمر بعد لدي حركة حماس وقواعدها التنظيمية ويمكن ملاحظة ذلك في مواقف أنصارها وقواعدها علي مواقع التواصل الاجتماعي والنقاشات الشخصية.

وفي الوقت ذاته يستبعد المصري اللجوء للعمل العسكري من قبل حركة حماس وفصائل المقاومة في الوقت الراهن لاسيما أن كلفة هذا العمل ستكون اكبر من أن تُحتمل.

ويرى الباحث جابر سليمان أنه للإجابة على هذا السؤال ينبغي  العودة  ولو بإيجاز الى الاطار التاريخي لهذه المسألة مشيرا الى أنه: لدى انطلاقة الثورة الفلسطينية لم تكن أشكال النضال موضوع خلاف في البرنامج الوطني الفلسطيني، إذ أجمعت كل الفصائل على أن الكفاح المسلح هو الشكل الرئيسي للنضال. و تمّ هذا بالطبع على حساب أشكال النضال الأخرى، مثل النضال الدبلوماسي والنضال القانوني، التي لم يتّم الإلتفات إليها بشكل كاف.

وأوضح أنه في المرحلة اللاحقة التي أعقبت حرب تشرين 1973 وتبني منظمة التحرير الفلسطينية (م.ت.ف) للبرنامج السياسي المرحلي (1974)، والإعتراف بها عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، حصلت إنعطافة حاسمة في الفكر السياسي الفلسطيني، لجهة الأهداف الإستراتيجية للحركة الوطنية الفلسطينية وأهدافها المرحلية التكتيكية وكيفية إدارة الصراع مع العدو. وفي سياق هذه الإنعطافة تمّ التعويل أكثر من أي وقت مضى على جدوى النضال الدبلوماسي (الإعتراف والتمثيل) والنضال القانوني (قرارات الأمم المتحدة الشرعية الدولية). وراهنت قيادة (م.ت.ف) حينها على إمكانية أن ينجح النضال الدبلوماسي والقانوني، بجانب وتيرة ما من الكفاح المسلح،  في إجبار إسرائيل على الإنسحاب من اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يسمح بإقامة الدولة الفلسطينية، تطبيقاً للبرنامج المرحلي.

وأضاف أنه في مرحلة أخرى، قدمت الإنتفاضة الأولى (1987) نموذجا يُحتذى في النضال الجماهيري السلمي. وتميزت بمشاركة كل فئات الشعب الفلسطيني في أنشطتها وفعالياتها، وإتسمت بقدر كبير من الوحدة والتنظيم والإبداع والإبتكار فيما يتعلق بأساليب النضال وأشكاله. أي أنها قدمت تجربة  فذة ومتميزة لنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال. واظهرت الصورة الحقيقية لواقع الإحتلال الكولنيالي الصهيوني. وفي المحصلة حازت الأنتفاضة الأولى على دعم دولي واسع وحققت انجازات وطنية كبيرة، لم يجر إستثمارها في الإتجاه التاريخي الصاعد للنضال الفلسطيني، فتبددت في دهاليز المفوضات، التي أدت إلى كارثة أوسلو وما تلاها من تداعيات.

وأفاد بأن دروس هذه الإنتفاضة لم تفقد وهجها في مرحلة ما بعد أوسلو، مشيرا الى أن الكثير من أشكال المقاومة السلمية التي شهدتها  هذه المرحلة  تستوحي أساليبها من روح الإنتفاضة الأولى (التحركات الجماهيرية التضامنية في القرى والبلدات التي يهددها الجدار في بلعين ونعلين وغيرهما في الضفة الغربية). لكننا نخص بالذكر هنا الحراك الشعبي أو لنقل  “الحراك الشبابي” الذي شهدته فلسطين في أواخر العام 2015، والذي عوّل الكثيرون عليه في أن يتطورإلى “هبة شعبية” أو أن يتحول إلى “إنتفاضة ثالثة” تقتدي بنموذج الإنتفاضة الأولى، ولكن ظروف ما بعد أوسلو تختلف جذرياً عما قبلها، لجهة القيود التي فرضتها على التحركات الشعبية، وخاصة مسألة التنسيق الأمني المخجل مع الإحتلال.

يستطرد سليمان قائلا: حديثنا عن النموذج الفذّ الذي قدمته الإنتفاضة الأولى، يجب ألاّ يفهم منه أن على الحركة الوطنية الفلسطينية أن تعول فقط على هذا الشكل من النضال، بل أننا ندعو إلى ضرورة إستخدام كل أشكال النضال، وعدم إسقاط أي شكل منها أو إدانته، بما في ذلك المقاومة العنفية والكفاح المسلح (نشير هنا بشكل خاص إلى العمليات الفدائية التي ينفذها افراد كما هو في القدس والضفة والداخل المحتل –  طالما وجد احتلال هناك مقاومة). ولكن ينبغي علينا أن ندرك جيداً متى، وفي أي ظرف نلجأ إلى هذا الشكل أو ذاك من أشكال النضال، وفقاً لموازين القوى في الصراع. وهذا يتطلب  توفر رؤية  إستراتيجية للنضال الفلسطيني بعيدة المدى، قادرة على توظيف كل طاقات الشعب الفلسطيني وزجها في النضال ضد العدو.

ويضيف انه من غير الدقيق القول “أن الفلسطينيين دخلوا مع مسيرة العودة الراهنة، مرحله النضال السلمي”. وهذا ما حاولنا إستعراضه فيما سبق. الأصح أن نقول أن  اللجوء إلى النضال السلمي لم يقتصر على مرحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بل له جذوره في تاريخ النضال الفلسطيني منذ ما يقارب القرن (هبة البراق، ثورة 1936.  ولكن لا شك أن مسيرات العودة السابقة والمسيرة الحالية (2018) إستعادت وهج المقاومة الجماهيرية  السلمية  وإنحازت لها، خاصة وأن طبيعة المناسبة (يوم الأرض وذكرى النكبة) تتطلب مثل هذا الحراك الجماهيري الواسع تعبيراً عن وحدة الشعب والأرض، ورفضاً لواقع الإنقسام، ولإسقاط المراهنة على مفوضات أوسلو العبثية، وخاصة بعد محاولات إدارة ترامب تمرير ما يسمى”صفقة القرن”.

وفي الختام يشدد سليمان على أنه بات ضرورياً في هذه المرحلة تعزيز كافة أشكال النضال السلمي ومن ضمنه النضال القانوني وحتى الدبلوماسي في المنابر الدولية، مشيرا الى النموذج الناصع الذي تقدمة حركة المقاطعة “بي دي اس” التي تمكنت من إستقطاب حركة تضامن عالمية غير مسبوقة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، إنطلاقاً من تمسكها بوحدة الأرض والشعب، كما تمكنت من فضح الطبيعة الكولونيالية العنصرية للكيان الصهيوني. الأمر الذي دفع قادة الكيان إلى إتهامها بأنها تسعى إلى نزع “الشرعية” عن دولة إسرائيل.

ويقول الكاتب السياسي ماجد كيالي ان الكفاح المسلح ارتكز في البداية على فكرة “فتح” عن “التوريط الواعي” للأنظمة او للجيوش العربية، بتحريك الجبهات العربية من خلال العمل الفدائي “وطبعا هذه فكرة ساذجة ولم تثبت صحتها ودفعنا ثمنها غاليا فهذه الانظمة حارسة لإسرائيل مباشرة أو مداورة” وكانت فتح تعتقد ان الجيوش العربية هي التي ستحرر، وحينه كانت حركة القوميين العرب والإخوان المسلمين ـ الفرع الفلسطيني ـ ضد الكفاح المسلح بدعوى من الأولى ان ذلك سيورط الانظمة التقدمية (نظام عبد الناصر مثلا) وبدعوى من الثانية ان الأولوية للجهاد الأكبر، مما فتح المجال كي تكون فتح المبادر وتحظى بالتفاف الفلسطينيين لا سيما بعد معركة الكرامة.

وأضاف كيالي أنه بعد ذلك ظهرت الجبهة الشعبية من رحم حركة القوميين العرب وتبنت الكفاح المسلح، وخطف الطائرات، وبدأت أفكار اعتبار حرب التحرير الشعبية طويلة الامد طريقا لتحرير فلسطين أو الطريق الوحيد أو الحتمي، في مزايدة من كل الفصائل التي لا تملك سوى اسلحة فردية، في مواجهة جيش اسرائيل، ومن دون غطاء عربي، ثم ظهرت حماس مع الانتفاضة الأولى من رحم حركة الاخوان المسلمين، ووصلنا إلى العمليات التفجيرية (مع حركة الجهاد الاسلامي)، وفي كل الأحوال الكفاح المسلح أدى دوره، في استنهاض الشعب الفلسطيني وتعزيز هويته والاعتراف بكيانه الرمزي منظمة التحرير حتى العام 1974، وبعد ذلك لم يحدث أي جديد حتى جاءت الانتفاضة الاولى التي كانت الشكل الأنسب والاجدى لظروف كفاح الفلسطينيين.

ويشير الى أنه على المدى الطويل، والى حين توفر الظروف الدولية والعربية المواتية والتي تسمح للفلسطينيين باستثمار كفاحهم وتضحياتهم ما ينبغي ادراكه أن الكفاح المسلح يتطلب بيئة عربية ودولية مناسبة، وهذه انتهت، كما يتطلب دعما مستمرا وهذا يقود أو يفضي إلى الارتهان والتبعية لأجندة خارجية شئنا ام أبينا، كما يدخل شعبنا في مواجهات أعلى من قدرته على التحمل، ويسهل لإسرائيل البطش به، كما حصل مرارا، مؤكدا على أن الفكرة لها أثمان باهظة وهي ليست ترفا ولا مجرد شعار نتحلى أو نتسلى به.

في مداخلته حول السؤال الذي طرحه “شبابيك” يقول الكاتب علي بدوان ان النضال السلمي الشعبي، شكل من أشكال الكفاح الوطني، يؤمّن مشاركة أوسع لكل إطارات الشعب في مواجهة الإحتلال، وقد مارسته شعوب العالم في بلدانٍ كثيرة كانت واقعة تحت نير المُستعمرين، وقد لجأت اليه كخيارٍ مُفضّل نظراً للإختلال الهائل في ميزان القوى العسكرية حال اتجهت للكفاح المسلح وحده دون غيره من أنماط وأساليب الكفاح الوطني.

 ويوضح بدوان ان هذا ما حدث في جنوب افريقيا، حيث كافح وناضل أبناء الأغلبية السوداء من المواطنين الأصليين أبناء البلد تحت قيادة حزب المؤتمر الإفريقي بشكلٍ سلمي ولأكثر من 99 عاماً، الى حين توّج كفاحهم بالإنتصار، وإنهيار نظام الأقلية ونظام الأبارتهايد.

ويرى انه في التجربة الفلسطينية كل اشكال النضال والكفاح مشروعة، ولكن الأهم من ذلك يتمثل في إختيار الأسلوب والنمط الكفاحي الأجدى والأفعل حسب ظروف ومعطيات كل مرحلة.

ويشير الى أن هذا ماحدث في الإنتفاضة الأولى التي تم فيها التركيز على العمل الشعبي السلمي الواسع، وأشكال العمل الإنتفاضي بالحجارة وغيرها، ونجحت الإنتفاضة في إعادة حضور القضية الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي، وفي إحراج دولة الإحتلال، ووضع العدو أمام حيرة في التعامل مع الفلسطينيين، فهو غير قادر على خوض حرب كلية تجاه المدنيين، وغير قادر على الصمت، وهنا يمكن القول أن مسيرات غزة الأخيرة نجحت في إرسال رسائل قوية للعدو، وللعالم بأسره، مفادها أن الإنفجار الهائل قادم حال إستمرت الأوضاع على ماهي عليه في القطاع والضفة، من حصار واستيطان واحتلال الخ.

ويؤكد أن مسيرات العودة بالقرب من الشريط الفاصل بين فلسطين المحتلة عام 1948 والقطاع، فعل كفاحي، يجب تنظيمه وتأطيره، لتجنب وقوع خسائر بشرية، حتى تصبح تلك المسيرات بعد تعميمها نقطة تحوّل في مسار العمل الكفاحي الفلسطيني في ظل صعوبة اشعال الكفاح المسلح بشكلٍ واسع كخيارٍ اساسي.

ويؤكد أن النضال السلمي الفلسطيني حال توفّرت الحواضن العربية والإسلامية الداعمة للإنتفاضة، ربما سيكون عنوان المرحلة القادمة، بعد فشل عملية التسوية المأزومةِ أصلاً، مما يرهق دولة الإحتلال ويستنزفها، لأنها ستدان أمام العالم لاستخدامها القوة المفرطة أمام العُزل.

ويشدد بدوان على أن مسيرات العودة شكل من أشكال المقاومة، أرسلت إلى الدبلوماسية الدولية رسالة قوية تفيد بأنه لن يتخلى الفلسطينيون عن حق عودتهم إلى أراضيهم التي هجرتهم منها إسرائيل عام 1948، فضلا عن الأراضي المحتلة في عام 1967، وأن الفلسطينيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مشاريع التصفية التي تستهدف قضيتهم، وأبرزها “صفقة القرن”، والقرارات الأميركية المناصرة للصهيونية.

ويشير الى أن فعاليات العمل الشعبي الكفاحي المناهض للإحتلال في فلسطين تترافق مع تطور حملة مقاطعة الاحتلال، وهي الحملة التي تعد في جوهرها شكلا من أشكال المقاومة، بطابعها السلمي الحضاري طويل النفس، ويمكن لها أن تحشد المزيد من الأصدقاء على امتداد العالم بأسره لمؤازرة القضية الفلسطينية.

ويعبر عن اعتقاده بان هذا النمط الكفاحي من الأعمال الوطنية لا بد أن يعطي نتائج مثمرة ولو بعد حين، فهو عمل سلمي ديمقراطي وحضاري بامتياز، يتقبله الرأي العام على امتداد المعمورة، ولا يستطيع أحد أن يطعن فيه أو أن يطعن في مصداقية ودوافع أصحابه وحملة رايته، أو أن يتهم أصحابه بالإرهاب.

ويشير الى ان تلك المؤشرات تحمل دلالاتها القوية ومن بينها أن هذا الميدان من العمل الكفاحي الشعبي في مواجهة الإحتلال ككرة ثلج تتعاظم ولو ببطء مع كل إنجاز جزئي، فهي فعل تراكمي وتضامني وتشاركي، ورافعة من روافع المقاومة المتعددة الأنماط بيد الشعب الفلسطيني في ظل الاختلال الهائل في موازين القوى العسكرية على الأرض لصالح الاحتلال.

ويؤكد الباحث والكاتب نبيل السهلي على ان مرحلة النضال السلمي انطلقت مع انطلاقة الانتفاضة الاولى وخبت لعدة اسباب اهمها غياب القيادات والاجندات ناهيك عن طبيعة العدو الشرسة والقمعية.

ويرى أنه بدون ترشيد الحراك يمكن أن يكون الاستثمار بائسا رغم عطاءات شعبنا الماثلة خلال سنوات الصراع مع العدو الصهيوني وترشيد الحراك يتطلب جهدا لكافة الشرائح من أصحاب الرأي والفكر من المستقلين والفصائل على حد سواء والعمل بداية على تغليب الصراع الرئيسي مع العدو على التناقضات الثانوية في الساحة الفلسطينية.

من جهته يرى مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان محمد ياسين أن “الكفاح الشعبي المسلح يبقى الشكل الأساسي ان لم يكن الوحيد الذي يفهمه العدو الصهيوني والذي يعيد الحقوق للشعب الفلسطيني.

ويستطرد قائلا: “إلا أننا نواجه العدو بعدة أشكال أخرى ومنها الشكل السلمي كما حصل في يوم الأرض في غزة والضفة ومناطق الـ 48 والشتات، وكما هو متوقع أن يحصل في الأسابيع القادمة حتى 15 أيار ذكرى النكبة وتنفيذ اعلان ترامب بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة.

 ويوضح أن الشكل السلمي يعتبر شبه اجماع فلسطيني للمواجهة مع العدو في هذه المرحلة، ونريد أن نؤكد للصديق والعدو أن هذا الشكل لا يمكنه أن يكون بديلاً عن الشكل الأساسي وهو المقاومة المسلحة.

في هذا السياق، أشار ياسين الى أن “هذا الشكل لا يشكل قناعة عند كل القوى الفلسطينية خاصة عند الفريق الذي وقع اتفاقية الذلّ والعار في أوسلو، مردفاً أن “النضال السلمي تتبلور أهميته في هذه المرحلة، فشعبُ فيه أمثال ابراهيم أبو ثريا وأحمد جرار وعهد التميمي وباسل الأعرج، وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا أخيراً في غزة لا يمكنه أن يستكين ولن يتراجع عن النضال حتى تحرير كل فلسطين وهذه حتمية تاريخية لا بد أن تتحقق.

وأضاف أنه رغم الظروف الصعبة التي تحيط بالقضية الفلسطينية وخاصة “صفقة القرن”، شعبنا كفيل باسقاط هذه المؤامرة كما استطاع اسقاط غيرها من المؤامرات السابقة.

 من ناحيته يؤكد مسؤول الجبهة الديمقراطية في شمال لبنان عاطف خليل على ان ما يجري الان شكل من اشكال المقاومة والنضال، ولن يكون بديلا عن المقاومة المسلحة، لان تاريخ النضال الفلسطيني يعتمد على اشكال متعددة من المقاومة، أحيانا يتقدم الجانب العسكري على الاشكال الاخرى من المقاومة، وأحيانا تتقدم المقاومة الشعبية بأشكالها المتعددة، وأحيانا يسيران معا، وفي كل الاحوال على القيادة الفلسطينية أن تحدد المسار السياسي والهدف السياسي بالمقاومة بكل أشكالها ضمن عقلية سياسية السلاح وسلاح السياسة لأن غياب البرنامج والرؤية السياسية سيؤدي حكما الى ضياع التضحيات وعدم استثمارها

مشاركة