logo
فقراء القطاع يشتهون أسماكه
السبت 14/07/2018

صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد

لم يكن أهل غزة يعلمون بأن الحصار البري والجوي والبحري للقطاع سيتحول إلى حصار غذائي يمعن في تجويع الأهالي بحرمانهم من وجبة السمك التي تجود بها الطبيعة.

“السمك حلم أولادي” عبارة قالتها غادة مرعي من جحر الديك وهي أم ل ١٤ طفلاً، أعقبتها بتساؤل: “عندما يتحول الطعام إلى حلم ماذا تتوقع الحالة التي آل إليها الشعب؟” مشيرة إلى أن السمك المعلب لا يفي بالغرض وأولادها يطلبون منها يوميا السمك المقلي.

وتضيف مرعي التي تعيش أسرتها على راتب الشؤون كل 3 شهور أنه في أحد الأيام إضطرت إلى تنظيف منزل إحدى زوجات المسؤولين في منطقة أخرى لكن ما تقاضته من أجر لا يكفي لجلب كمية الأسماك المطلوبة لعائلة مؤلفة من ١٦ فردا مما إضطرها إلى شراء “سمك الرنقة المدخن” على إعتبار أنه أرخص من السمك الطازج وأرخص من الفسيخ الذي لم تذق العائلة طعمه في الأعياد منذ سنوات.

مفاجأتها كانت في أن أسماك (الرنقة) التي إشترتها فاسدة أصابت العائلة بالتسمم نقلت إلى المستشفى إثر تناولها.

تشير والدموع في عينيها إلى أن زوجها مقعد لا يستطيع العمل وتنتهي إلى أن كل ما يحيط بالفقير يتآمر عليه حتى لقمة العيش التي يتعب ليحضرها فاسدة.

في أحد المرات جربت النزول إلى البحر لتصطاد الأسماك التي تريد مشيرة إلى صعوبة “قصر يد أم لا تستطيع تأمين متطلبات أبناءها” لكن الصيادين طردوها خوفاً عليها من بوارج العدو.

وحين تذهب مرعي إلى السوق مع أولادها تحاول إغماض أعينهم عن بسطات السمك.

“السمك طعام الأغنياء في غزة”، يقول محمد أبو حمدان مضيفا أنه لم يعد أحد يقترب من بسطته هذه غير زوجات المسؤولين و”لولاهن تحولت من السمك إلى الخضروات”.

يضيف قائلا: نصطاد السمك في منطقة محددة، ونستورد ما تبقى من حاجتنا من مصر عبر الأنفاق مما يجعل ثمنه أغلى بكثير.

ويشير إلى أن أوضاع الناس تحول دون إستيراد الأسماك الجيدة مثل “السلطان إبراهيم” و “كلب البحر” واستبدالها بالسردين الذي لا يتجاوز ثمنه الـ 4 شيكل.

ويستطرد قائلا إن “أسماك الوطواط” كالسردين سعرها مناسب لكن لم تصل إلى السوق هذا العام لأن الناس يشترونها من الشاطىء صباحا.

مشاركة