logo
كرة الفقراء تشكو الاهمال في مخيمات لبنان
الثلاثاء 18/09/2018

صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي

 

تثبت مقولة ستافورد هيجينبوثام “كرة القدم هي الأوبرا التي يعزفها البشر جميعاً” أن اللعبة لا تميز بين الأغنياء والفقراء، تمارس في أرقى الملاعب والأحياء الفقيرة وبين الأزقة.

للمخيمات الفلسطينية نصيب كبير من كرة القدم حيث برز العديد من المواهب الفلسطينية في هذا المجال بينها اللاعب محمد أبو عتيق اللاجئ في مخيم البص.

يقول محمد أبو عتيق لـ “شبابيك”: بدأت مسيرتي الكروية في مخيم البص كهوايه ثم تطورت هذه الهواية لتصبح طموحا وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مررت بها إستطعت أن أصل إلى اللعب مع أكبر الأندية اللبنانية مثل نادي العهد.

يشير إلى أن البداية كانت في العام 2002 مع فريق السلام “صور” وهو فريق من الدرجه الرابعه، ثم إنتقل وهو في سن الـ 16 إلى نادي العهد حيث لعب حوالي 8 سنوات ثم عاد إلى السلام بعد أن أصبح الفريق في دوري الدرجه الأولى.

خلال إستطراده في سرد مسيرته يقول أبو عتيق: لعبت لمدة سنتين مع السلام صور لأعود إلى فريق العهد وألعب به لمدة موسمين ثم إنتقلت إلى فريق النبي شيت لموسمين وحاليآ ألعب مع الإخاء الأهلي “عاليه”، وهذا الموسم الثالث الذي ألعب فيه مع هذا الفريق.

يضيف قائلا “إخترت كره القدم لأنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم وأحببت هذه الرياضه التي فيها الكثير من المتعه وأصبحت بالنسبة لي أكثر من موهبه، عمل وإحتراف”.

ويرى في الكابتن أشرف صقر مثال المدرب والإنسان الخلوق الذي يتمتع بحس كروي وأخلاق عاليه، كما يرى أن هناك لاعبين سيكون لهم شأنا كبيرا في عالم التدريب مثل الكابتن وسيم عبد الهادي.

يقول أبو عتيق: دعمني معنويا في بداية مشواري أصدقائي وأخي الأكبر لكني لم أجد دعما من قبل المؤسسات الفلسطينيه.

وفي هذا السياق يدعو الإتحاد الفلسطيني للقيام بجهد أكبر لبناء جيل رياضي وتفعيل دور اللاعب الفلسطيني وزيادة عدد اللاعبين الفلسطينيين في الدوري اللبناني إلى أكثر من لاعب واحد لإفساح المجال أمام المواهب الصاعده لإثبات نفسها.

يقول عن واقع كره القدم في المخيمات الفلسطينيه “لا يوجد بناء صحيح وعمل رياضي، هناك أشخاصا يعملون لمصالح شخصيه، ومن المفترض العمل على إعداد مدربين ولاعبين قادرين على تحسين وتطوير لعبة كرة القدم”.

يطمح أبو عتيق للإنتقال إلى عالم التدريب لتغيير هيكلية كره القدم في المخيمات ومساعدة الأجيال المقبلة لتلعب على المستوى العالمي، ويحث اللاعبين على المثابره وبذل الجهد في التمرين للوصول إلى مستوى عال وعدم اليأس.

لدى إستعراضه لمسيرته يقول إبراهيم سويدان ـ وهو من قضاء صفد ويقيم في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينين ـ إنه بدأ مسيرته الكروية في نادي أشبال فلسطين في مخيم البداوي ثم إنتقل إالى الدوري اللبناني حيث لعب في صفوف نادي المودة “درجة ثانية” لمدة سنه إستطاع خلالها أن يحصد لقب هداف الدوري ثم إنتقل إلى نادي طرابلس الذي لعب فيه لمدة 7 سنوات حيث حصل على لقب الهداف التاريخي لمدينة طرابلس قبل أن ينتقل إلى منتخب فلسطين الأساسي ومن ثم إلى نادي الأنصار حيث لعب لمدة سنتين لكنه لم يحصل على فرصته.

حصل سويدان على لقب ثاني هداف في نادي الأنصار بعد اللاعب الأرجنتيني لوكاس غالان، ثم إنتقل إلى نادي السلام “زغرتا” وبسبب الإصابة لم يلعب سوى مباراة واحدة تمكن خلالها من تسجيل هدف.

يضيف سويدان “لعبت في منتخب فلسطين في الشتات وأصبحت هداف المنتخب”. يرى سويدان في المدرب إسماعيل قرطام مثال المدرب الناجح الذي دربه حتى وصل إلى هذا المستوى. كما يرى في المدرب أشرف صقر مدرباً كبيراً وفي اللاعبين وسيم عبد الهادي ومحمد أبو عتيق ومحمد قاسم نجوما لكرة القدم الفلسطينية.

لا يخفي سويدان أسفه لعدم مشاركة لاعبين فلسطينين خلال الفترة الأخيرة في الدوري اللبناني ويعيد ذلك إلى عدم تطور كرة القدم في المخيمات فلا دوري فلسطيني ولا مؤسسات تهتم باللاعب.

يختم سويدان حديثه بمطالبة القيمين على تطوير كرة القدم داخل المخيمات بإنقاذها والتعاون لما فيه مصلحة الشباب الفلسطيني، كما يدعو الشباب الفلسطيني للابتعاد عن السلوكيات والعادات السيئة والإهتمام بلعبة كرة القدم.

خلال لقائه مع “شبابيك” يُعرف وسيم عبد الهادي عن نفسه بأنه من مواليد 1982 ويتحدر من بلدة صفورية قضاء الناصرة.

كانت بدايات وسيم مع نادي النهضة في مخيم برج الشمالي حيث يقول “نشأت وتربيت في هذا النادي على يد الكابتن وسام داوود الذي كان له الفضل الكبير بعد الله في تطويري وأحرزت مع النهضة بطولات ودورات كثيرة وإنتقلت بعدها إلى نادي الإصلاح في البرج الشمالي وهو نادي لبناني في مصاف الدرجة الثانية”. لعب وسيم في الإصلاح ثلاث مواسم وفي أخر موسم حصل على لقب هداف الدوري “الدرجة الثانية” ثم إنتقل إلى دوري الدرجة الأولى “الدروي الممتاز” من بوابة نادي الأنصار.

مع نادي الأنصار حصل على كأس السوبر والمركز الثاني في الدوري وبعدها إنتقل إلى نادي الصفاء لموسم واحد ثم إلى نادي التضامن “صور” لموسم واحد قبل أن ينتقل إلى نادي الراسينغ حيث لعب ثلاث مواسم حصل خلال كل منها على لقب هداف الفريق.

كانت له عودة إلى نادي الأنصار لموسم واحد ثم إنتقل إلى نادي شباب الساحل حيث لعب مع الفريق ثلاث مواسم أحرز خلالها 27 هدفا وإنتقل مجددا إلى نادي التضامن صور ليحرز 11 هدفا في موسمين.

يقول وسيم لـ “شبابيك” كان لي شرف تمثيل المنتخب في عدة مناسبات، وشاركت من سنة 2004 لغاية 2009 مرات عديدة في تصفيات آسيا وبطولة غرب آسيا”.

يصف واقع الرياضة الفلسطينية في لبنان بأنه ضعيف وبحاجة إلى إهتمام كبير من المعنيين والأندية والمؤسسات مشيرا إلى أن الإمكانيات شبه معدومة “لا ملاعب صالحة للعب ولا مدربين مؤهلين وأندية لا تملك شيئا، رغم ذلك نرى هناك بعض المواهب التي يجب صقلها والإهتمام بها ورغم كل الظروف يعمل الكثير من الأندية بجهد لتطوير الرياضة والرياضيين”.

يستطرد قائلا “أنا في نادي النهضة المستقل الذي لديه تقريبا 135 لاعبا يتوزعون على فئات عمرية يعتمد على إشتراكات أعضائه وبعض المغتربين من أولاد النادي

لتسيير أموره وإكمال المسيرة الرياضية، خرج هذا النادي لاعبين كثر للدوري اللبناني درجة أولى وثانية وثالثة”.

بدأ اللاعب الفلسطيني جهاد أبو العينين الذي يتحدر من “حيفا” واللاجيء في مدينة صيدا مسيرته الكروية داخل الأكاديميات الخاصة بكرة القدم قبل أن يلتحق بنادي الأنصار.

يقول أبو العينين لـ “شبابيك” إنه إختار هذه الرياضة لأن والده أساسا لاعب كرة قدم وبفضله وتشجيعه أحب هذه اللعبة ووجد نفسه فيها.

عن المشكلات التي واجهها يقول “في الدوري اللبناني لا يحق إلا للاعب أجنبي واحد اللعب في المباريات، ويعتبر الفلسطيني لاعبا أجنبيا، مما يؤدي إلى تضاؤل فرصتي في اللعب” لكن ذلك لم يحل دون تحقيقه العديد من الإنجازات أهمها حصوله على وصيف في دوري الأشبال وبدور الناشئين.

يطالب أبو العينين الإتحاد الفلسطيني بتسليط الضوء على اللاعبين الناشئين الذين يمتلكون مواهب في كرة القدم ويحتاجون الدعم والمساعدة. ويتذمر من غياب الإهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية بالرياضة.

يرى ابو العينين أن للاعبين محمد حمادي ومحمد حبوس مستقبلا واعدا في كرة القدم وفي المدرب أشرف صقر مواصفات المدرب الناجح ويحلم باللعب في منتخب فلسطين للناشئين كما يطمح للوصول إلى المركز الأول في نادي الانصار واللعب في الأندية الأوربية.

رسالة أبو العينين للشباب الفلسطيني “عدم التوقف عن لعب كرة القدم لأنهم لا يعرفون متى تاتي الفرصة لإظهار مهاراتهم”، ويشير إلى أنه يعرف الكثيرين ممن يملكون المواهب ولكن لا يوجد من يعمل على تنميتها.

مشاركة