ليلة الشتاء في بركسات نهر البارد
الثلاثاء 16/01/2018طرابلس ـ شبابيك – عدنان الحمد
جميلة أيام فصل الشتاء لعشاق الأمطار والثلوج، ولعل أجمل ما فيها لحظات اجتماع العائلة، للاحتماء من لسعات البرد القارس، لكن الفقراء الذين يعيشون في مخيم نهر البارد شمال لبنان محرومون من هذه المتع.
مع كل شتاء تجتاح الفيضانات الناتجة عن مياه الامطار بركسات سكان المخيم وتلحق اضراراَ بالأثاث داخل المنازل، تملأ الممرات الضيقة، تربك الكبار وتخيف الصغار.
550 عائلة تسكن البركسات في التجمعات الخمسة التي انشئت عام 2009 لتكون سكنا مؤقتا لثلاث سنوات يتم خلالها اعادة اعمار المخيم، وللسنة العاشرة البنية التحية والصرف الصحي غير صالحين.
يقول ابو علي الذي يسكن البركسات، “انه مع كل شتاء يتكرر المشهد، مياه تدخل المنازل، شوارع غارقة في المياه، وكل ما في البيت يغرق، زارالبركسات أعضاء من اللجنة الشعبية وحصروا الأضرار ووعدونا بالحلول”.
عدد كبير من البركسات أصبح أشبه بأحواض سباحة نتيجة تجمع المياه داخلها، عدا عن تحوّل شوارع بأكملها إلى برك مياه. بعض العائلات قضت ليلها في العراء، رغم تساقط الأمطار ليلاً كما تقول أمّ يزن إحدى النساء اللواتي يسكن بركسات الحديد في منطقة العبدة في مخيم نهر البارد.
واشارت ام يزن الى ان البركسات تحولت لبركة كبيرة من المياه “في الليل صار عنّا المي نص متر، فرش الاسفنج والبطانيات صارت كلها تحت المي، وما قدرنا نضل، هربنا من المياه ولجأنا إلى بعض الاقارب، اكثر من 13شخصا في بيت صغير، نمنا فوق بعضنا من ضيق المكان حتى يطلع الضو وكتير من السكان قضى الليلة يطلع المياه من البيوت وهلأ بعدها عم تشتي كمان، بعده الوضع ما تغير، عدد اخر من السكان، في الطبقات العليا يقول تحاصرنا في بيوتنا وبيوت كثيرة عم تفوت مياه الى داخلها”.
وناشد اللاجئون عبر “شبابيك ” كافة الجهات واصحاب الخير والضمائر الحية لإنقاذ حياتهم وايجاد مأوى لهم ولأطفالهم في ظل تجاهل رسمي واضح، مطالبين المسؤولين والجهات المعنية بالتدخل الفوري لتحسين ظروفهم المعيشية.
ابو فراس ميعاري عضو اللجنة الشعبية في مخيم نهر البارد: قال ان أعضاء من اللجنة الشعبية ولجنة المتابعة قاموا على حصر الأضرار ووضع الجهات المعنية في حجم الخسائر واكدوا على البحث في إمكانية مساعدة المتضررين والاشارة إلى أن هذه المشكلة ستبقى قائمة ما لم يتم الاسراع بالاعمار.
ولفت ابوفراس إلى أن الشتاء يكشف تراجع خدمات الاونروا والمؤسسات المانحة، التي تغاضت عن اﻷمر الواقع ولم تسرع في عملية الاعمار الذي لم ينجز منه أكثر من 50% حتى الان أو تأمين سكن بديل أو اصلاح البركسات بالحد اﻷدنى المطلوب إنسانياً، فالأنروا تعلم انه يسكن في التجمعات اكثر من 550 عائلة فلسطينية بالأضافة إلى تراجع برنامج الطوارئ من دفع تعويضات للمخيم الجديد وعقد الايجارات والسلة الغذائية والطبابة