logo
مرضى المخيمات في عراء الاونروا
الأحد 28/01/2018

طرابلس – شبابيك ـ عدنان الحمد

“الله يبعدنا عن الحكمة والحاكم”، دعاء يتردد بين اللاجئين الفلسطنيين في لبنان عند الحديث حول تكاليف العلاج التي تفوق خيالهم وأسعار العمليات الباهظة، بعد ان وجدوا انفسهم يخضعون لاحتكار تجار العلاج.

من يحمي فقراء المخيمات من المرض ويعالجهم اذا مرضوا؟ هذا ما بدأ به حديث محمد خير وهبة “أبو زكريا” الرجل السبعيني من سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين.

له ثلاث بنات وابن ويعاني من امراض السكري والضغط. قبل نحو شهر اصيب بصعوبة في التنفس وألم في الصدر، فقصدت العائلة عيادة “الانروا” في مخيم نهر البارد للعلاج و كانت المفاجأة بإبلاغه أنه بحاجة لعملية القلب المفتوح وان كلفة العملية 65000 دولار امريكي واقتصرت مساهمة الانروا على 3500 دولار، ولم يستطع  “أبو زكريا” وعائلته تأمين باقي تكاليف العملية الجراحية بسبب الفقر الذي يعانيه مما اضطره إلى الاستعانة ببعض الجمعيات الخيرية.

العجز عن دفع تكاليف العلاج أصبح شائعاً، بسبب ارتفاعه من جهة وانخفاض المستوى المعيشي للاجئين من جهة ثانية وتخلّي “الأنروا” عن مسؤولياتها وواجباتها تجاههم من جهة ثالثة.

“أم علي” 30عاما لا تختلف عن “أبو زكريا” كثيراً. كانت  تشكو من عدم انتظام في دقات القلب، مما استدعى نقلها إلى المستشفى بشكل طارئ، لإجراء زراعة منظم لدقات القلب، وبلغت تكلفة العملية 4000 دولار امريكي واقتصرت مساهمة الاونروا على مبلغ 950 دولار للعملية رغم ان الكلفة الاجمالية بلغت 8000 دولار. تقول “أم علي” وهي ام لابنتين ومن اسرة فقيرة، أنها استعانت ببعض المحسنين من أهل المخيم وبعض الجميعات الخيرية واستدانت باقي المبلغ لاستكمال العلاج.

يقول بشار النصار وهو احد المتطوعين في الصندوق الخيري لمساعدة مرضى السرطان وعضو في  لجنة القلب لجمع التبرعات في مخيم نهر البارد – وهي مجموعة من الشبان الذين اخذوا على عاتقهم جمع التبرعات من المحسنين من ابناء المخيم والمغتربين – ان عدد مرضى السرطان في المخيم 86 مريضا والمستفيدين 55 مريضا وعدد الاطفال المرضى 6 اطفال اصغرهم عمره سنة، يستفيد كل مريض مسجل لدى  اللجنة بمبلغ 100 دولار شهريا وهذا لايغطي إلا جزءا بسيطا من ثمن الجرعة والتكاليف العلاجية الباهظة.

يضيف بشار: “نحن بحاجة إلى مبلغ 5500 دولار شهريا إذا كان عدد المستفيدين 55 مستفيدا، ولا يوجد اي جهة رسمية تقدم دعما للجنة، نعاني من صعوبات وعدم تلبية حاجة المريض كما نعاني من عجر في تغطية حاجات مرضى السرطان.

عن لجنة القلب قال ان الاونروا تقدم 50% من ثمن الجرعة كما تنص قوانينها والمريض يدفع 50% لكن حجم المساعدة تقلص مما يكلف اعباء مادية كبيرة على المريض نتيجة العجزعن تحمّل تكاليف العلاج. وذكر أن الاونروا لا تتحمل صرف الدواء لمرضى السرطان والقلب فهو غير متوفر في عيادتها وأسعار الدواء غالية جدا على المرضى مما يجعلهم يلجأون إلى الجمعيات الخيرية وأهل الخير لجمع التبرعات وبيع ما يملكون من اجل العلاج.

يرى النصار أن تقليصات الاونروا تترك المرضى أمام تكاليف يعجز اللاجئ الفلسطيني عن دفعها ومضاعفات تترك انعكاساتها على المرضى. وناشد الاونروا تحمل مسؤولياتها ورفع الظلم عن المرضى والالتزام بالقوانين بشكل كامل دون تقليص 50% ودفع كافة تكاليف الاستشفاء للمرضى مع الادوية وأن لا تترك المريض الفلسطيني وحيداً يتخبّط بحثاً عن أبسط حقوقه البديهية

مشاركة