logo
مرور خجول للثامن من اذار في مخيمات لبنان
الجمعة 9/03/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

سواء بصمودها وتضحياتها أو انجازاتها تزاحم النساء الفلسطينيات في مخيمات لبنان على نصيب الاسد من الحضور في يوم المرأة العالمي واعطاء المناسبة زخما قد لا يكون حاضرا لدى الذين حددوا المعالم الاولية لرمزية الثامن من اذار.

من رحم اللجوء والمعاناة ولدت الفلسطينيات اللواتي تحدين المجتمع وسرن جنباً إلى جنب مع الرجل ليمنحن مفاهيم قضايا المرأة ابعادا جديدة.

بينهن زينب التي رفضت المعونة وفضلت بيع الخضار على الحاجة للناس والبقاء في دائرة الشفقة.

بحثت لنفسها عن مكان في سوق الخضار لتأمين قوت يومها، وتستيقظ عند السابعة صباحاً وتذهب بنفسها الى “الحسبة” لشراء الخضار، وحمله الى السوق لبيعه.

ومن هذا المعدن الكريم جبلت أم علي بائعة البطاطا المقلية التي توفي زوجها وترك لها إبنتين.

 لجأت أم علي الى بيع البطاطا المقلية على الطريق، تقدم الساندويشات مع سلطة الملفوف اللذيذة والكاتشاب.

 تقول: عندي زبائن من مختلف الاعمار وعلى الرغم من أنني أحظى بإحترامهم تعنفني النظرات المارة لكني لا اهتم فالمرأة لا تختلف عن الرجل في السعي نحو الرزق الحلال.

 ولاء الرشدان التي امتهنت الصيد واحدة من تلك النساء، تقول: لم يرزق ابي ذكوراً فكان يصحبني معه الى البحر، وكان الصيادون ينادونني بلال، تعلمت مهنة الغطس وزرع الأقفاص من والدي، وعندما أصيب أكملت مسيرته، فأنا اغطس ليلا، ازرع الأقفاص وأجمع ما في داخلها صباحاً، وأبيعه الى المسمكة، وبعد زواجي ما زلت أزاول مهنتي.

تجلس دلال سعيد أمام قفص الجرجير والخبيزة والفجل منتظرة أصحاب النصيب كما تسميهم. وتروي “لـشبابيك” رحلة العذاب في الحصول على الخضار الورقية من الأحراش.

تستقل دلال وعدد من النساء سيارة أجرة ويتقاسمن أجر السائق عند الرابعة والنصف فجراً حرصاً منهن على بقاء أوراق الجرجير وغيره من الخضروات طازجة غضة كما إعتاد الزبائن، يتم جمع الجرجير والخبيزة والشومر داخل أكياس، ويتم بيعها باقات بأسعار مختلفة.

اقتحمت غادة ـ ٣٧ عاما ـ مجالاً كان ومازال حكراً على الرجال وهو جمع البلاستيك والزجاجات الفارغة عن الطريق.

عمل شاق تقوم به بسبب ظروفها الاجتماعية الصعبة  تقول عنه انه “يتطلب الكثير من الصبر والقدرة خاصة في الصيف كما أن دفع العربة يتطلب جهداً وانا ابحث عن البلاستيك في كل مكان حتى خارج أسوار المخيم وبعد عودتي الى البيت اقوم بفرزه في كيس والتنك في كيس اخر ومن ثم أحمله الى المصنع لإعادة تدويره واعود الى أطفالي الخمسة بعشرة دولارات تقريباً .

غابت الاحتفالات عن اجواء نساء المخيمات وبقي عناءهن وعنادهن في مواجهة قسوة الحياة التي أصرين على عيشها حتى أخر لحظة دون أن ترف جفونهن ومنح الثامن من اذار مضمونا ومعنى وتذكير العالم بما لحق بهن من جور وظلم انساني

مشاركة