مشاريع قتلى تحت ردم بيوتهم
الخميس 10/05/2018ينتظرون رحمة الاونروا ومرور مواد البناء على الحواجز
صور ـ ايمان جمال الرفاعي، صيدا ـ رشا حيدر، بعلبك ـ وائل محسن
تتفاقم أزمة بيوت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع تقادمها وتزايد احتمالات انهيارها التي يقابلها تقليص خدمات الاونروا بما في ذلك المساعدة في عمليات الترميم واعادة البناء واستمرار منع ادخال مواد البناء الى المخيمات الا في حدود ضيقة.
“شبابيك” حاول القاء الضوء على المطرقة والسندان اللذان وقع اللاجئون بينهما وتحولوا بفعلهما الى مشاريع ضحايا انهيارات الاسقف والجدران فوق رؤوسهم.
تصف زينب أمين التي تسكن مخيم برج الشمالي بيتها بانه عبارة عن مغارة بكل ما للكلمة من معنى، لا شمس تصل اليه ولا هواء، يتألف من صالون، وغرفة نوم وغرفة جلوس ومطبخ وحمام، تعرض لحريق في العام 2006، أحد الجيران ابلغ الاونروا وصورت المنزل بكل ما فيه من خراب بفعل الحريق الذي أدى الى اتلاف سقف البيت، وبات ايلا للسقوط فوق رؤوسنا في أية لحظة.
وتشرح أمين معاناة سكان البيت في فصل الشتاء نتيجة التشققات وتسرب مياه الامطار إلى داخل الغرف، وفي فصل الصيف تتسرب مياه الصرف الصحي.
تضيف قائلة انها رفعت تقارير عن المنزل إلى مكتب الاونروا في بيروت وعندما جاء كشف باسماء المنازل التي سوف يتم اعمارها ذهبت لترى ان كان لها اسم لتتفاجأ بأنه ليس لها اسم من الاساس.
تعرب عن خيبة أملها قائلة كلهم كاذبون، لم يقدموا اسمنا من بين الاسماء التي بحاجة إلى ترميم، وها هو البيت تسوء حالته كل يوم اكثر من السابق، وقبل قليل سقطت قطعة من السطح فوق رؤوسنا.
لا يختلف وضع عائلة عبد الله كثيراً عن عائلة أمين حيث اضطرت إلى الخروج من منزلها المعرض للانهيار في أية لحظة والسكن في منزل بالايجار خوفاً من كارثة قد تودي بحياة أفرادها.
تقول أم صلاح ل”شبابيك”: وضع المنزل غاية في السوء، سقطت قطعة من السقف بالقرب من ابنتي وكادت أن تقتلها لولا لطف الله، أتت اللجنة وأخبرتنا أن المنزل يحتاج إلى ترميم ومن المفترض أن تكون له الأولوية اذا كان هناك مشروع إعمار جديد وها نحن ننتظر ولا نعرف متى يبدأ المشروع، مضى عام ونصف على خروجنا من منزلنا والاونروا تعلم أننا نقيم في بيت مستأجر لكنها لا تكترث بنا.
في اتصال لمعرفة المعايير التي يتم ترميم المنازل على اساسها قال احد العاملين في قسم الهندسة في الاونروا ل”شبابيك”: ان من أهم الشروط التي تتحدد على أساسها استفادة المنزل من مشروع الترميم هي أن يكون المنزل ضمن إطار المخيم وأن تكون العائلة مقيمة في المنزل وأن تقوم بتقديم طلب للإونروا إما من خلال مكتب مدير المخيم أو من خلال اللجنة الشعبية.
يضيف بأن المهم أن يصل الطلب إلى القسم لكي تقوم اللجنة بزيارة البيت واجراء دراسة اجتماعية وإنشائية وتحديد ما اذا كان بحاجة إلى ترميم أم لا.
وتابع المصدر أنه في مخيم برج الشمالي تمت زيارة حوالي ١٠٠٠ عائلة وحالياً يتم العمل في مخيم عين الحلوة، مشيرا الى أن مشاريع الاعمار تتم من خلال الممولين ويتم توزيع هذه المشاريع على المخيمات وكل مخيم له نسبة محددة من العدد الإجمالي يتم تحديدها حسب الكثافة السكانية للمخيم وهذه المشاريع تستهدف حسب التصنيف “أفقر الفقراء”، فكل ما كان الوضع الاجتماعي للعائلة أسوأ والوضع الهندسي للمنزل أصعب يتم وضع هذه العائلة ضمن الأولويات والحالات المستهدفة في بمشروع الترميم.
من ناحيته يقول أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة “أبو ربيع” أن المعايير التي تتبعها الاونروا لاعادة الترميم تتعلق بالوضع المعيشي والاجتماعي للعائلة بالاضافة الى الوضع الهندسي للبيت.
ويوضح قائلا انه بعد ان يقوم مهندسون تابعون للاونروا بالكشف على أساس المنزل يتم تقديم تقرير مفصل وبناء على ما أرفق بالتقرير تتم الموافقة أو الرفض مشيرا الى اكثر من 2000 طلب تم تقديمها منذ 3 سنوات ولم تتم الموافقة الا على 300 فقط.
ويستطرد قائلا ان 100 عائلة فقط قامت بالترميم الفعلي بسبب منع الاجهزة الامنية اللبنانية دخول مواد البناء الى مستحقيها رغم الخطر المحدق بهم.
ويشير الى أن المطالبة بتعجيل وتسهيل دخول مواد البناء عن الحواجز والالحاح على الاونروا بالنظر بعين الرحمة ليس من باب التدخل وانما المصلحة العامة وضرورة درء الخطر عن سكان المخيمات لأن هذه القضية تخص 180 الف نسمة وكل بيت في المخيم بحاجة الى أعمال الترميم والصيانة.
من ناحيته يقول المسؤول في اللجنة الشعبية أحمد صلاح ان ملف اعادة الترميم شائك فهو مرتبط أيضا بنقص التمويل نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها الاونروا بعد أن توقفت الدول المانحة عن تقديم المساعدات لها.