ملاعب الفصائل مغلقة والاتحاد الفلسطيني غائب
الخميس 25/01/2018صور- شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي ورانيا سعدالله
للمخيم أيضاً نجومه، شبابه الموهوب والمحترف، اسماءه اللامعة في شتى المجالات لا سيما الرياضة، وتحديداً كرة القدم.
عقبات عديدة وربما مضاعفة تعترض مسيرة صعود هؤلاء النجوم وتطوير ادائهم لكنهم يصرون على تجاوزها محمولين بالرغبة في الوصول ويحققون نجاحات تستحق الوقوف عندها.
أحمد اسماعيل الملقب ب “ناكاتا” والبالغ من العمر 25 عاماً، لاعب فريق النهضة في “مخيم برج الشمالي” الذي تأسس عام 1987 وجاءت تسميته بهذا الاسم بهدف النهوض بالرياضة داخل المخيم، كما يلعب حالياً في نادي الاصلاح اللبناني.
يقول “ناكاتا” لـ “شبابيك “بدأت امارس هوايتي “كرة القدم” وانا في عمر ١٢ سنة في حارات وزواريب المخيم ثم انتسبت الى نادي النهضة وبدأت اتدرب واتطور واصبحت اكثر جهوزية لان العب كرة القدم الا انني ومثل كل اللاعبين داخل المخيم اعترضني العديد من العوائق المانعة للتطور والتقدم من ابرز هذه العوائق عدم وجود ملعب بمواصفات جيدة فمخيمنا الذي يسكن فيه قرابة ٢٢ الف نسمة لا يوجد فيه ملعب واحد لكرة القدم. هناك ملاعب على اطراف المخيم الا انها غير صالحة للعب فهي اما صغيرة او لا تتوفر فيها شروط الحماية والسلامة وبالتالي من الصعب ان يتطور فيها اللاعب”.
يضيف ناكاتا: “لقد تم طرح مشكلة الملعب على العديد من الجهات الا انه لم يكن هناك تجاوب من أحد لان هذه المشكلة كبيرة وبحاجة الى أموال هائلة لا تستطيع الاندية داخل المخيم تغطيتها لان هذه الاندية اساسا لا يصلها اي دعم من اي جهات وتحافظ على استمراريتها بالاشتراكات الشهرية من المنتسبين والدعم المحدود من المغتربين”.
يتابع ” ناكاتا” شرح معاناته ومعاناة الكثيرين من اللاعبين قائلاً: “من المستحيل ان تتطور الرياضة داخل المخيم الا اذا تم تجهيز ملعب بمساحة ومواصفات جيدة ومن خلال توعية اللاعبين من خلال المحاضرات التي اصبحت الان بأهمية التمارين الرياضية فهي تعمل على تهيئة اللاعب على الصعيد الثقافي والنفسي والعلمي والغذائي، وانشاء اكاديمية لكرة القدم تستهدف اللاعبين من الاعمار الصغيرة وتهيئة هذه الاجيال وتدريبها وتجهيزها واتاحة الفرصة امامها للاحتراف والتطور والنهوض بكرة القدم وهذه المسؤوليات تقع على عاتق الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم”.
هناك العديد من اللاعبين المحترفين الذين كان من الممكن ان يحترفوا في الخارج لكنهم اصيبوا بالاحباط واليأس لعدم وجود جهات تعمل بشكل فعلي على تطوير كرة القدم داخل المخيمات وابراز هذه المواهب للخارج فالاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في الشتات والمسؤول عن تطوير الرياضة يقتصر دوره على اقامة الدورات الرياضية.
يشير ناكاتا الى انه “لا يوجد تنسيق بين الاتحاد الفلسطيني والاتحاد اللبناني فيما يتعلق باحتراف اللاعبين الفلسطينيين في الاندية اللبنانية مما ترك اثرا سلبيا على اللاعبين في ظل قوانين الاتحاد اللبناني لكرة القدم المجحفة بحق اللاعبين الفلسطينيين ومن هذه القوانين انه يمنع منعاً باتاً على الفلسطيني الانتقال من نادي الى اخر خلال مرحلة “الذهاب والاياب” وقد حصل هذا الموقف معي شخصيا فقد كنت انوي الانتقال من نادي الى اخر وفوجئت بانه لا يمكنني ذلك خلال هذه الفترة مع العلم انه كان هناك لاعب اجنبي لم ينطبق عليه هذا القانون وانتقل بدون اي عوائق”.
بين القوانين الظالمة انه يمنع لعب اكثر من لاعبين فلسطينين اثنين خلال مباريات الدرجة الاولى والثانية والثالثة وفي حال وجود لاعب اجنبي يمنع لعب اكثر من لاعب فلسطيني واحد.
من شأن هذه العوائق والمشاكل ان تصل باللاعب الى مرحلة من اليأس والاحباط وترك كرة القدم والتوجه الى ممارسة السلوكيات الخاطئة كالتدخين وشرب الكحول والجلوس في المقاهي.
يقول ناكاتا: “اجتمعنا بمسؤول الشباب والرياضة في لبنان وطرحنا عليه مشكلاتنا وأملنا كبير في تحسين الوضع الرياضي وازالة الصعوبات التي نعاني منها للحيلولة دون تراجع الرياضة داخل المخيمات”.
انضم نادي النهضة الى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على امل ان يلقى الدعم والتحفيز لكن اعباءه زادت فلا اموال تصل منذ الانضمام، وهناك غرامة مالية بقيمة (٣٠٠ الف ليرة لبنانية) في حال التغيب عن المشاركة في مباراة من مباريات دوري الاتحاد مع العلم ان سبب التغيب من الممكن ان يعود لعدم وجود امكانية للمشاركة ونقل اللاعبين الى الملعب.
يضيف ناكاتا: “أتمنى كشاب فلسطيني لاجيء في لبنان ولاعب كرة قدم النظر الى مشكلاتنا والعمل على حلها بشكل جذري فالرياضة قادرة على تهذيب السلوك والارتقاء بالمجتمع نحو الافضل ومن خلال الرياضة نستطيع تمثيل فلسطين وحلمي كأي لاعب كرة قدم ان احترف عالمياً واصبح مشهوراً ولكن في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة والاوضاع الكارثية التي يعاني منها ابناء المخيمات على كافة المستويات من الصعب ان احقق طموحي”.
من ناحيته يقول رواد عادل شهاب لاعب فريق النهضة البالغ من العمر ٢٢ عاما: “بدأت ممارسة كرة القدم في الخامسة عشرة من عمري في حارات وزواريب المخيم ثم انتسبت الى نادي النهضة، والعب حالياً مع نادي الانصار اللبناني، أنا حاصل على الجنسية اللبنانية وهذه الجنسية اتاحت لي فرصة اللعب في الاندية اللبنانية دون اي معوقات”.
عن المشكلات التي طرحها “ناكاتا” يقول رواد انها مشكلات عامة تعاني منها كافة الاندية واللاعبين في المخيم وهي ليست بحاجة الى حلول سحرية بل بحاجة الى عمل جدي وفعلي من قبل المعنين وبالنسبة لمشكلة الملعب هناك مساحة كبيرة قرب عيادة الانروا سابقاً وهي انسب مكان لاقامة ملعب مناسب يستفيد منه اهالي المخيم.
ويختم رواد قائلاً: “طموحي ان احترف عالمياً وأن اصبح لاعبا مشهورا في كرة القدم وان شاء الله أن استطيع تحقيق حلمي وتجنب الوصول الى مرحلة الياس والاحباط التي وصل اليها الكثيرين بسبب الظروف والاوضاع الصعبة”.
في رده على سؤال “شبابيك” يقول محمد شيخة ابن الـ ٢٢ ربيعاً وهو من سكان مخيم الرشيدية: “بدأت العب كرة القدم في عمر الـ ١٠ سنوات في نادي الاصلاح وبعد ان توقف النادي لاسباب عديدة انتقلت الى نادي العودة وألعب فيه حالياً”.
عن كيفية تطور الفرق الرياضية في المخيم يشير شيخة الى ان هذا الموضوع مهم جداً “أريد ان أتحدث به أمام شخصيات مهمة وقيادات ومدربين وامنيتي أن اجتمع بهم وأن أقول ما لدي فنحن كشباب فلسطينيين وكلاعبين كرة قدم نريد ان يكون للرياضة دور مهم في المخيمات ولا يمكن أن تتطور كرة القدم طالما في المخيم عقليات كعقليات مسؤولي الفرق والمدربين الموجودين وطالما هناك ندّية وكره بين اللاعبين”.
ويرى ان غياب الروح الرياضية والاخلاق يؤدي دائما الى حصول اشكالات توصل الى الضرب بين اللاعبين والمدربين والجماهير.
لدى توقفه عند عدم توفر الملاعب يفيد شيخة: “دائما اسمع اصدقائي في المخيمات الاخرى يقولون لي “نيالكن” عندكم ملاعب، نعم لدينا ملاعب ولكن هذه الملاعب غير صالحة وغير متاحة لنا في اي وقت ودائماً مغلقة في وجوهنا، جميع الملاعب تابعة لتنظيمات ولا يمكن ان ندخلها الا اذا كنا تابعين لاحد تلك التنظيمات، هذه مشكلة كبيرة تواجه اللاعبين، بالاضافة إلى هذه المشكلة هناك مشكلة اخرى وهي عدم وجود مدربين متخصصين في كرة القدم، أنا منتسب لنادي العودة ولكنني غير مرتاح فلا يوجد احد يقوم على تدريبنا لنصبح اكثر جاهزية في الملعب ومنذ فترة بدأت اشعر بأن جسمي قد ثقل واصبحت غير قادر على التحرك والركض في الملعب بالشكل المطلوب لعدم خضوعي للتدريب بشكل جيد”.
في رده على سؤال حول الاندية اللبنانية يقول “انها تفتح ابوابها لكل لاعب فلسطيني لكن هناك قوانين في الاتحاد اللبناني تمنع لعب اكثر من لاعب فلسطيني في الملعب كما تمنع انتقال اللاعب الفلسطيني بين مرحلة الذهاب والاياب ولقد حصلت معي ومع العديد من اللاعبين الفلسطيين هكذا مواقف، وحرمنا من فرص كثيرة، وطالبنا الاتحاد الفلسطيني بالتدخل لحل هذه المشكلة ولكن الاتحاد الفلسطيني لا يقوم بأي دور فعلي بهذا الخصوص”.
ويستطرد قائلا: “لا أرى ان الاتحاد هو المسؤول عن الرياضة في المخيم بل مسؤولي الاندية وأطالب بأن يكون هناك لجنة رياضية تتولى الرياضة وتعمل بجدية لتحسين الواقع الرياضي. ونطالب ايضاً بأن يكون هناك دور اكبر للاتحاد الفلسطيني لدعم الرياضة وان يدعم الاندية والفرق الرياضية مالياً”.
يتابع محمد سرد معاناته ويقول: “لقد اتيحت لي فرصة لكي اتدرب مع المنتخب الفلسطيني في لبنان وذهبت وشاركت في مباراة وعدد من التدريبات وبعدها لم يتم التواصل معي لاكتشف في وقت لاحق انهم ابلغوا شخصا لكي يتولى التنسيق معي واخباري باوقات التدريبات لكنه لم يفعل واضاع فرصة كنت احلم بها منذ كنت صغيرا وهي ان أمثل فلسطين وان أرتدي “كنزة” المنتخب الفلسطيني وان اخدم قضيتي من خلال كرة القدم”
عن دور الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يقول الحاج محمد رشيد “ابو رشيد”، مسؤول الاتحاد في منطقة صور: “الاتحاد الفلسطيني في لبنان يضم أندية من كل المخيمات الفلسطينية في لبنان، هناك حوالي ٤٠ ناديا رياضيا من الشمال والبقاع وبيروت والجنوب، وهناك نهوض وتطوير للرياضة الفلسطينية في المخيمات ولاول مرة في تاريخ الاتحاد اقيمت دورات مدربين شارك فيها الكثيرين ونجح منهم فوق الـ ١٥ شخصا وحصلوا على شهادات معتمدة من الاتحاد الاسيوي”.
واضاف ان الاتحاد الفلسطيني وضع خطة تطوير تجاه الحكام واقام دورة فلسطينية في صور والشمال، وستقام دورات مقيمين ودورات للهيئات الادارية والمراقبين، هناك حالة تطويرية وخطة موضوعة وتشكلت لجنة اسمها ” لجنة تطوير” مهمتها وضع خطة للعام ٢٠٢٠ حول كيفية تطوير الرياضة الفلسطينية في مخيمات لبنان.
ويؤكد وجود تواصل دائم بين الاتحاد الفلسطيني في لبنان والاتحاد الفلسطيني المركزي في فلسطين مشيرا الى ان الاتحاد الفلسطيني في لبنان فرع من فروع الاتحاد في الشتات وما يطبق عليه يطبق على غزة والضفة الغربية.
وذكر انه اعتباراً من هذا العام سيتم تسجيل اسماء الاندية التي يعتمدها الاتحاد الفلسطيني في فلسطين وهناك قوانين اتحادية سوف تطبق في لبنان.
واشار الى بطولات سيتم اعتمادها وقوانين مثل منع اللاعب الفلسطيني الذي يلعب في الاندية اللبنانية من التسجيل في الاتحاد الفلسطيني، واستطرد قائلا: “لا يجوز ان يكون في الاتحادين لان الاسماء سوف ترسل الى الاتحاد الاسيوي والفيفا وسيكون هناك في المستقبل نوع من الاحتراف والانتقال من نادي الى نادي والاندية سوف تستفيد مادياً ومعنوياً، وبدل انتقال اللاعب بين الاندية اللبنانية سوف ينتقل داخل الدوري الفلسطيني”.
وقال رشيد: “أصبح لدينا مجلس اعلى للشباب والرياضة في لبنان ومن خلاله سوف يتم اعتماد وترخيص الاندية والجمعيات الفلسطينية وهذا ما كان فعلياً قبل عام ١٩٨٢ وتوقف وثبت الان من خلال مدير عام الشباب والرياضة في لبنان الاخ خالد عبادي ومركز الاتحاد الفلسطيني في مخيم مار الياس”.
عن الانتقادات المتعلقة بوجود التقصير يؤكد انه لا يوجد تقصير كبير “نحن نعمل ضمن امكانياتنا المتواضعة ولدينا طموح لان يكون العمل اكثر من ذلك وهناك مفهوم ثقافي مغلوط من قبل الاندية تجاه الاتحاد الفلسطيني ونتمنى من خلال التواصل ان تتضح الامور اكثر وان نزيل هذه الافكار”.