من يوقف دوامة الصعق في برج البراجنة؟؟
السبت 29/09/2018صور ـ شبابيك ـ أمل الرفاعي، تصوير ـ إيمان الخطيب
ما زالت الصعقات الكهربائية سببا لوفاة اللاجئين في المخيمات الفلسطينية ولا سيما مخيم برج البراجنة الذي شهد مؤخرا وفاة لاجئين خلال 24 ساعة ليعيد طرح السؤال المطروح منذ عقود حول السبيل لنهاية هذه التراجيديا.
التقديرات المتوفرة تفيد بأن عدد ضحايا الصعقات الكهربائية في المخيم بحدود الـ ٥٠ ضحية خلال أقل من أربع سنوات وما زال العدد قابل للإزياد في ظل تقاعس اللجان الشعبية عن القيام بمهماتها في توفير الحلول.
يقول أمين سر اللجان الشعبية في منظمة التحرير أبو اياد الشعلان لـ “شبابيك ” إن هناك عناوين أساسيه أدت إلى العديد من الحوادث المميته تتمثل في قدم الشبكة وعشوائية التمديدات في بعض الاحياء، عدم إهتمام الجهات المشرفه على صيانة وجبايه الكهرباء وتخلي المجتمع المحلي عن مسؤولياته أسوة بالمخيمات الأخرى، وعدم موافقة شركة كهرباء لبنان على تحسين شبكة الكهرباء علما بأنه تم إيجاد تمويل مالي لذلك.
وأضاف الشعلان أنه سيتم العمل قريبا على تكريس لجان أهالي مسؤوله عن إدارة الكهرباء في المخيم، كل لجنه ضمن قاطع أو حي أو رابطه، حسب ما سيتم الإتفاق عليه.
وإستطرد قائلا: نحن في اللجان الشعبيه لمنظمة التحرير سنتحمل مسؤولياتنا الماليه للمساعده في المعالجه وكما هوه معمول به في جميع المخيمات.
من جهته يقول أبو أشرف مسؤول الخدمات في اللجنة الشعبية التابعة لتحالف القوى الفلسطينية في مخيم برج البراجنة إن الحوادث تحصل نتيجة تداخل شبكات الكهرباء والمياه والإنترنت والستالايت والهاتف والإشتركات الخاصة مشيرا إلى أن اللجنة الشعبية تتحمل جزء وأهالي المخيم يتحملون جزءا أخر.
ويتوقف عند “تعاطي أهالي المخيم مع الكهرباء كما يتعاطون مع المياه متناسين أنها خطر مميت” ويرى أن عدم توجيه إرشادات للأهالي يتحمل مسؤوليته الدولة اللبنانية وفصائل منظمة التحرير التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وعند سؤاله عن المشاريع التي يتم تقديمها للمخيم قال إنه لا توجد مشاريع صيانه للكهرباء، مشيرا إلى أن “بيرسيو” قدمت بعص الكابلات والعلب و تم العمل معها وأن الاهالي إمتنعوا عن دفع قيمة الجبايات رغم أنها رمزية و بناء على ذلك أصبحت اللجنة الشعبية عاجزة ماليا عن تحسين ظروف الكهرباء في المخيم.
وذكر أن المهندس عادل سمارة قدم دراسة كاملة عن مشروع للبنية التحتيه “الكهرباء والماء” في المخيم وتقدر كلفته بحدود المليون ونصف مليون دولار وحتى الآن لم يبصر النور مؤكدا إستعداد اللجنة للتعاون إلى أقصى الحدود.
وعند سؤاله عن عدم التعاون مع اللجنة الشعبية قال إن لجنة التحالف هي التي تقدم الخدمات للمخيم منذ ٣٠ عاما إضافة إلى الإنقسام السياسي بين اللجنتين وهناك الكثير من التحريضات من الفصائل للأهالي لعدم دفع مستحقات الصيانة مع أنها رمزية “١٠ آلاف” وهي بدل صيانة لعمال الكهرباء الذين يعملون على مدار ٢٤ ساعة لإصلاح الأعطال في غرف الكهرباء وتنظيم العلب والكابلات.
وقدر عدد المتمنعين عن الدفع بحدود ٧٠% من أهالي المخيم مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك جباية كيف سيتم إعطاء الموظفين بدل أتعابهم.
وقال إن اللجنة الشعبية غير قادرة على تنظيم الشبكات العشوائية للكهرباء وإعطاء العمال رواتبهم مشيرا أن الجباية ليست ثمن كهرباء بل بدل تصليح وعامل الكهرباء لا يعمل للمخيم ببلاش.
من جهته وصف الصحفي بديع الهابط وضع الكهرباء بالمزري مشيرا إلى أن المعنين في سبات عميق خاصة اللجان الشعبية رغم العديد من التحركات والمبادرات التي تحاول إيجاد الحلول والحد من هذه الخطورة ولكن للأسف التدخلات الفصائلية والسياسية تمنع حدوث أي إصلاح حقيقي.
وإستطرد قائلا إن مخيم برج البراجنة يعاني من وجود لجنتين شعبيتين واحدة بإسم التحالف وهي مسؤولة عن الجباية والخدمات وأخرى مستحدثة هي لجنة منظمة التحرير، وبالتالي هناك مرجعيتين وأي تحرك يصب في تعزيز الإنقسام لأنه ليس هناك مرجعية واحدة للجوء إليها.
يقول الناشط الاجتماعي حسن الخطيب ل”شبابيك” “أسوأ عشوائية في الكهرباء عرفها التاريخ موجودة في مخيم برج البراجنه، كل الأطراف تتحمل المسؤولية، بداية ليس هناك
تخطيط للبنى التحتية، تراكمت الفوضى والمسؤولين عنها المتنفذين في اللجان الشعبية وأبناء الفصائل وبعض الشبيحة”.
وذكر أنه إضافة إلى شبكات الكهرباء هناك شبكات تمديدات خاصة وشبكات مياه مالحة وشبكات مياه حلوة خاصة ومضخات خاصة وفوق ذلك هناك خطوط ستالايت وخطوط للإنترنت وخطوط الهاتف و جميعها متداخلة وقريبة من رؤوس الاهالي، وعند حدوث خلل معين تصبح خطوط الستالايت والإنترنت ناقلة للكهرباء بقوة ٢٢٠ فولت، مثلها مثل أي كابل كهرباء.
وأضاف هناك عمليات تعدي على الكهرباء هائلة جدا إضافة إلى موجة النزوح الكبيره للنازخين السوريين التي تقدر بحوالي ٣٠ ألف نازح، مما دعى البعض إلى الإستفادة بالإعمار في المخيم لإيواء السوريين مما زاد من إستهلاك الكهرباء التي لا تكاد تكفي اللآجئين في مخيم برج البراجنة.
وعن المشاريع الموجودة في المخيم قال إن هناك مشروع في حي الوزان تحت إسم إعادة تأهيل البنية التحتية للكهرباء والمياه وهو عبارة عن فصل كابلات الكهرباء والمياه عن بعضها و تمريرها في الأزقة بشكل منظم وإعادة ترتيب العلب وفق نظام هندسي.
تقول عضو إتحاد المرأة إيمان الخطيب ل”شبابيك” “لجنة التحالف يهمها فقط الجبايه الشهريه ولا تسمح لأحد بالتدخل”.
يقول الناشط عيسى محمود ل”شبابيك” إن تمديد الكهرباء عشوائي وخراطيم المياه فوق الأرض مع أشرطة الكهرباء عشوائية التمديد، مشيرا إلى أن “غياب دور اللجان الشعبية أوصلنا لهذا الحال”.
الإتفاق على أسباب كارثة البنية التحتية التي تتسبب بالموت صعقا في برج البراجنة لا ينهي الكارثة في ظل غياب التنسيق بين اللجنتين المعنيتين بتقديم الخدمات للاجئين مما يعني بقاء الدوران في دائرة مغلقة تنتظر من يكسرها ويأتي بالحلول من خارج الصندوق الذي بات فارغا إلا من جدل بيزنطي لا يوقف حوادث الموت ولا يعيد ميتا.