مهندس للأرصاد الجوية يبيع الأحذية البالية في عين الحلوة
السبت 5/01/2019صيدا ـ شبابيك ـ وسام محمد
داخل محل صغير في مخيم عين الحلوة إفترش أبو علي بضاعته المكدسة من أحذية وملابس بالية ينادي عليها بصوت تكاد عذابات السنين أن تسكته: أي قطعة بـ 1000 ليرة.
يقول أبو علي الدوا البالغ من العمر ٦٥ عاما: أنا مهندس في الأرصاد الجوية حصلت على شهادة الماجستير من الجامعة في تركيا وعملت هناك لمدة سنتين وفي عام 1982 عدت وإلتحقت بصفوف المقاومة وبقيت في المخيم حتى يومي هذا ومازال أهلي في غور الأردن.
يبرم أبو علي شاربه ويبتسم بفم خال من الأسنان ويطلق تنهيدة قائلا: ذنبنا الوحيد أننا فلسطينيون حرمنا من حقنا في العمل، أعمل في بيع الأحذية لأن الدولة اللبنانية تمنعنا من العمل في إختصاص الهندسة خاصة وأن عملي دقيق ويعتبر عملا حكوميا، يرتبط بالرادارات التي تعمل على تسجيل حركة الملاحة ورصد الأحوال الجوية.
يقول أبو علي إنه لم يكن معه قطاعة أسلاك الصواريخ خلال الحرب فقام بتعرية الأسلاك بأسنانه مما أدى إلى تآكلها ويسجل عتبه على الفصائل الفلسطينية التي تركته دون تركيب أسنان بديلة.
أنجب ٤ أبناء ويعمل على تأمين قوتهم حتى إذا كان ما يجنيه قليلا وفي رده على إستفسار “شبابيك” يقول: يكفينا الحاجة للناس ومد يدنا لهم.
يذكر أبو علي أنه عضواً في نقابة المهندسين الفلسطينيين مع غيره من الذين حرموا من مزاولة مهنة الهندسة ويعملون في بيع الخضار والفلافل وغيرها من المهن التي تؤمن قوتهم و لقمة عيش أسرهم.