logo
هجرة الشباب تهدد بشيخوخة المخيمات الفلسطينية
الأربعاء 31/10/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر ووسام محمد

في أوضاع تخلو من مقومات العيش ويُحرم الإنسان فيها من التمتع بحقوقه باتت الهجرة حلم يداعب أحلام الشباب في مخيم عين الحلوة رغم خطر الموت والمصير المجهول الذي سيواجهونه هناك.

يقول شادي سعيد (29عاماً) الذي يسعى للهجرة جاهداً “لم يتبقَ لي أمل هنا أنا كفيف منذ الولادة، وشهادتي الجامعية لم تشفع لي لإيجاد عمل أعتاش منه وأتزوج وأستقر كغيري من الشباب لذا سأهاجر من هذه البلاد حتى وإن إضطر الأمر لبيع كليتي”، مشيرا إلى أنه تواصل مع أحد السماسرة وتم تحديد السعر.

من ناحيته يقول محمد حسين “أنا أنتمي لأحد التنظيمات من أجل الحصول على المال فأنا عاطل عن العمل وإصابتي في يدي منذ الصغر تجعلني لا أستطيع العمل لذا إلتحقت بأحد التنظيمات ومع تزايد أعداد المهاجرين باتت الفكرة تراودني خاصة أنني أرفض فكرة الموت على يد إخوتي في الوطن أو قتل واحد منهم”.

يستطرد حسين “أخذت قرضا قيمته 4000 دولار وما زال ينقصني 5000 دولار لأستيطع السفر، والسمسار أكد لي الوصول بسلام، لا أريد السف عبر مراكب الموت الجماعي بل بطريقة آمنة”.

وفي رده على سؤال “شبابيك” قال: أنا مغترب هنا بين أهلي وإخوتي في الدم واللغة وهناك أخوتي مستقرين منذ عام .2012

يُعلق أبو شادي كردية مسؤول لجنة المتابعة في مخيم عين الحلوة على تنامي ظاهرة الهجرة قائلا: “حلم الهجرة يراود جميع الشباب في الدول النامية وأصاب الشباب في مخيم عين الحلوة الذين يعتقدون أنهم سيحصلون على معيشة أفضل وسيحسنون وضعهم الإجتماعي إذا ما هاجروا”.

وأضاف أن هناك عدة أسباب تشجع الفلسطيني على الهجرة فهو يعيش حياة بائسة خارج بلده الأم فلسطين، بالتالي هو لاجئ على أية حال، لكن حتى اللجوء درجات، كما أنه يسعى وراء تحسين وضعه الإجتماعي وبناء أسرة وإيجاد فرص عمل، فالبطالة تقود الشباب للموت المحتوم من خلال الإنضمام للتنظيمات المسلحة أو التجارة بالمخدرات، وإذا إستمر الشباب بالخروج من المخيم لن يبقى في نهاية العام 2030 إلا كبار السن وهذا أمر خطير خاصة مع المنافسة بين السماسرة وخفض الأسعار وتسهيل خروج الفلسطينيين.

ويحذر من أن النقص المستمر في الطاقات والقوى العاملة سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة تنعكس حتى على المجتمع اللبناني، فمن الممكن أن تكون الهجرة حل فردي قد يتحمل مسؤوليته الفرد ويصيب أو يخطئ فيه لكنه على أية حال ليس حلاً جماعياً يغير حال اللاجئين الفلسطينيين أو ينهض بهم.

مشاركة