logo
هويدي لشبابيك: سكان التجمعات ضحايا حروب يتهددهم الطرد
السبت 10/03/2018

صور ـ شبابيك ـ أمل الرفاعي

يترادف “التجمع” و”المخيم” عند الحديث عن الوجود الفلسطيني في لبنان الى حد تعويم التشابه والفوارق بينهما، هناك مشتركات يصعب حصرها، وإختلافات محدودة لكنها عرضة للإجتهادات.

في محاولة منه لتسليط الضوء على جوانب الإختلاف والتشابه إلتقى “شبابيك” مدير عام “الهيئة ٣٠٢ للدفاع عن حقوق اللاجئين” علي هويدي، وأجرى معه مقاربات بين الحالتين لإزالة بعض الالتباسات.

يقول هويدي إن التجمع في لبنان عبارة عن منطقة جغرافية غير محددة المساحة كما المخيم وغير معترف بها جعرافيا من قبل الدولة اللبنانية أو “الأونروا” بحكم أنها غير شرعية والأراضي التي يقيم عليها اللاجئون إما مشاع أو ملك الدولة اللبنانية وإما أملاك خاصة لبعض الأسر اللبنانية.

وأشار هويدي الى أن الذي أجبر اللاجئون على السكن في التجمعات التي تأسست بعد نكبة فلسطين وخصوصا بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٥٥ أي في نفس المرحلة التي تأسست فيها المخيمات يعود أولا الى أن معظم سكان التجمعات من البدو، عرب الهيب و الحمدون والمواسي والقديرات والسمنية وغيرها.

وأوضح أن هؤلاء بحاجة لمساحات جغرافية تكفيهم للسكن وإيواء الحيوانات الداجنة التي كانوا يعيشون من خيراتها في البلاد، كما أن طبيعة عيش البدو الذين كانوا يتنقلون في الجبال و الوديان ـ خاصة في منطقة صفد ـ ولا يملكون عقارا ساهمت في ذلك، والسبب الثالث يكمن في الانتماء للعشيرة والقبيلة والرغبة في الحفاظ على النسيج الاجتماعي والعادات والتقاليد.

 ويتوقف هويدي عند نوعين من التجمعات الأول تأسس بين عامي ١٩٤٨ و ١٩٥٥، والثاني بين عامي ١٩٤٧ و ١٩٧٦، وتحديدا بعد تدمير مخيم النبطية من قبل الطائرات الحربية الصهيونية عام ١٩٧٤، وتهجير اللاجئين من تل الزعتر الذي شهد أبشع المجازر بحق الانسانية وجسر الباشا وتجمعات النبعة والدكوانه والمسلخ والكارنتينا وحارة الغوارنه وسبينه ابان الحرب الأهلية في العام ١٩٧٦.

 ويقول هويدي في حديثه لـ “شبابيك” إن هذه العائلات استقرت بشكل متدرج في ١٣ تجمعا.




تجمع جل البحر في مدينة صور جنوب لبنان

وفي هذا السياق يتطرق الى الدراسة الميدانية التي أعدها مركز العودة في لندن تحت عنوان “المهجرون الفلسطينيون في لبنان بين مرارة اللجوء ومآسي الهجرة” في العام ٢٠٠٥، التي تفيد بوجود ١٣ تجمعا يعيش فيها حوالي ١٣١٧ عائلة فلسطينية مهجرة من مخيم تل الزعتر والنبطية، لكن إجمالي عدد التجمعات الفلسطينية في لبنان اكثر من ذلك فهو يصل الى ٥٨ تجمعا.

 يتابع هويدي قائلا: كانت أخطر مرحلة لهجرة اللاجئين هي مرحلة الاجتياح الاسرائيلي إلى لبنان في العام ١٩٨٢، فقد تأثر حوالي ألف لاجئ فلسطيني من أصل ٢٣٩ الف لآجئ مسجل لدى الانروا في ذاك العام. كذلك حرب المخيمات بين  ١٩٨٥ و ١٩٨٧. ومع استقرار الوضع الأمني في لبنان اثر إتفاق الطائف في العام ١٩٨٩، تم حل عدد من القضايا الاجتماعية للعديد من اللذين هجروا من الأخوة اللبنانين، حيث أن التهجير لم يقتصر على اللآجئين الفلسطينين بل شمل العديد من العائلات اللبنانية، التي هاجرت الى بلدان أخرى أو إختارت أماكن آمنه بعيدة عن مناطق الاشتباك والحرب.

ويفيد بأنه تمت إعادة مهجري منطقة الدامورعلى سبيل المثال وغيرها من المناطق الا أن المشكلة الأكبر بقيت عند الذي دمر مخيمه بالكامل ولم يسمح له بالعودة إليه حتى لو كان مدمرا.

ويقول هويدي انه بعد أن تم وضع الخطط لإعادة إعمار البلاد وبنائها بقيت مشكلة المهجرين الفلسطينين في التجمعات عالقة بالرغم من الحلول المجتزأة التي قامت بها الدولة من خلال وزارة المهجرين عام ١٩٩٣.

وأفاد أنه تم دفع مبالغ متساوية للآجئ الفلسطيني المهجر والمهجر اللبناني تراوحت بين ٢٠٠٠ و ٣٠٠٠ دولار، ولم يكن هذا المبلغ كافيا للمهجر اللبناني ولكنه في النهاية عاد الى منزله كجزء من الحل، ولكن بقيت مشكلة العائلات الفلسطينية التي ليس لها مكان تعود اليه بعد دمار منازلها وإستحالة العودة إليها في مخيمي تل الزعتر و النبطية بالتحديد، وبالتالي بقيت العائلات في التجمعات بدون حلول جذرية.

وذكر أن اللاجئين الفلسطينيين في تلك التجمعات يتهددهم الطرد بشكل دائم سواء من قبل أصحاب الارض أو الدولة اللبنانية

مشاركة