logo
يحلم بدراسة الطيران ويبيع المناديل الورقية على أرصفة صيدا
السبت 23/06/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

في الوقت الذي يقضي معظم الأطفال وقتهم خلف مقاعد الدراسة لبناء مستقبلهم يقف عمر على قارعة الطريق حاملا كيس المناديل الورقية يعرضها على المارة قائلا “من شان الله اشتروا مني”.

يقول عمر أبو الهيجا الذي يبلغ من العمر 11 عاما بعد نزوحه مع عائلته من مخيم اليرموك في سوريا إلى مخيم عين الحلوة: منذ نزوحنا أتمنى أن أرتدي الزي المدرسي وأحمل حقيبة وكتب مثل بقية الاطفال، لدي أمنيات كثيرة قضت عليها الحرب، في عين الحلوة أبيع علب المناديل الورقية بين السيارات تحت أشعة الشمس.

يضيف عمر في حديثه ل”شبابيك”:عندما نزحنا إلى لبنان كان عمري أربع سنوات، إختفى أبي في بداية الحرب، وهربت أمي بنا أنا وإخواتي البنات، وبعد أن كبرت طلبت من أمي التوقف عن العمل، وأصبحت المعيل الوحيد الذي يصرف على العائلة إلى جانب بدل  الإيجار الذي نحصل عليه من وكالة الغوث. ما أحصل عليه شهريا بسيط جداً، مبلغ لا يصل إلى المئة دولار، يسد حاجة العائلة نوعا ما، ويساعد شقيقتاي اللتان ما زالتا تدرسان وسأحقق حلمي فيهما.

أذهب يوميا عند الساعة السابعة صباحا إلى مدينة صيدا حاملا علب المحارم راجيا الله أن يشتريها أحد ما كلها لأستريح من أشعة الشمس الحارقة. الزبائن انواع، هناك من ينهرني عندما أعرض العلبة عليه والتي يبلغ سعرها نصف دولار، وهناك من يعتذر عن الشراء بذوق، وهناك من ينظر إلي بشفقة دون أن ينطق بكلمة، ولا أعود إلى البيت إلا بعد أن أبيع الكمية كلها وأحيانا أتاخر حتى العاشرة مساء لأبيع كل ما في كيسي.

ويضيف: كنت أحلم أن أكون كابتن طيار ولكن الأحلام تقضي عليها الحروب دائما، أنا أُميّ لا أميز بين الحروف، لكني أصغي جيدا لأخواتي وهن يدرسن، وأتعلم الأعداد والأحرف لكن لا أكتب.

ويشير إلى أن قدر الشعب الفلسطيني أن لا يحقق ما يتمناه، لو كنا في وطننا لكنت الأن بين أقراني، ألعب وألهو، بدلا من أن أكبر وأنا ما زلت طفلا أعتبر نفسي أبا لأخواتي، أشقى ليعشن حياة كريمة.

 ويقول أبو الهيجا إنه سيغير مهنة بيع المحارم بعد عام، ويذهب للعمل في المدينة الصناعية ليتعلم مهنة تدر دخلا أوفر.

ويختم بالقول: إذا عدنا إلى سوريا سألتحق حتما بمقاعد الدراسة فأنا لم ولن أتخلى عن حلمي بأن أكون كابتن طيار حتى أستطيع التحليق فوق فلسطين

مشاركة