الأخبار تتهم كلاوس بتحويل الأونروا إلى مركز تجسس
الأربعاء 3/12/2025بيروت ـ شبابيك
تساءلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عما إذا تم تحويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في لبنان إلى مركز لجمع المعلومات الأمنية.
ونشرت الصحيفة تقرير بعنوان “من غوث اللاجئين إلى جمع معلومات أمنية” أشارت فيه إلى أن مكتب الوكالة في لبنان يشهد تحوّلاً لافتاً من منظمة إنسانية إلى أداة ذات أدوار سياسية وأمنية تحت إدارة دوروثي كلاوس.
وأوضحت الصحيفة أنّ طبيعة التقارير التي تعدّها كلاوس ونشاطها في لبنان باتا يوحيان بتجاوز واضح لمهمّة الوكالة الإغاثية.
وتطرقت إلى تقرير داخلي أعدّته كلاوس وأرسلته إلى إدارتها قبل أقلّ من أسبوعين، يفيد بأنّها تولي حيّزاً واسعاً للضغوط الأميركية الرامية إلى نزع سلاح “حزب الله”، مقابل تراجع الإهتمام بالإحتياجات الإنسانية للاجئين، ما جعل الوكالة تبدو أقرب إلى جهاز رصد لملفات أمنية حسّاسة تخدم أجندات خارجية.
وأضافت الصحيفة بأن تقرير الوكالة يوحي بأنّ “الأونروا” أقحمت نفسها في الصراعات بين الفصائل الفلسطينية، وإتّخذت عملياً موقفاً منحازاً حين إعتبرت أنّ “اللقاء الوطني الفلسطيني التشاوري” في لبنان تحوّل إلى إطار سياسي جديد خارج منظمة التحرير الفلسطينية.
واستطردت “الأخبار” بأن التقرير يفيد بوجود تعاون وثيق بين “الأونروا” والأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، إذ بدلاً من الدفاع عن حق اللاجئين في حرية الحركة، توثّق كلاوس الإجراءات الأمنية وتتعامل معها كأمر واقع، بل وتذهب أبعد من ذلك عبر التعاون مع هذه الأجهزة في بعض عملياتها.
وجاء في الصحيفة أن تقرير “الأونروا” يبرر هذه الإجراءات من دون تسجيل أي إعتراض على ما تخلّفه من إنتهاكات لحقوق اللاجئين.
واتهم التقرير كلاوس بتبرير تقليص الخدمات الإنسانية بدلاً من العمل على تعزيزها، في إنسجام مع أجندة تُفضي عملياً إلى تآكل دور الوكالة تدريجياً.
وأشارت “الأخبار” إلى ممارسة “الأونروا” لدور أقرب إلى جهاز إستخباري، من خلال جمع معلومات أمنية مفصّلة، وتحويل متابعة الأوضاع إلى تقارير تحليلية عن التحالفات السياسية والعسكرية داخل المخيمات، وتتبّع تحركات الأطراف المسلحة، وتوثيق التوترات الداخلية، ورصد نشاط الجيش والأجهزة الأمنية والإشتباكات بين الفصائل والتحركات المرتبطة بتجار المخدّرات.
وتوقفت الصحيفة عند حجم التنسيق المتزايد بين كلاوس والأجهزة الأمنية عبر برنامج تعاون غير مُعلن مع الجيش اللبناني، يشمل تبادل المعلومات حول أوضاع المخيمات، وتوفير تغطية في التقارير الدولية لعمليات الجيش، مقابل صمت عن إنتهاكات تطاول اللاجئين، كما تقدّم الوكالة معلومات دقيقة عن البنية التحتية للمخيمات ونقاط التوتر فيها، بما يعزّز سرديات تخدم الإحتلال الإسرائيلي وجهات لبنانية معارضة للوجود الفلسطيني، عبر تصوير المخيمات كمراكز تهديد أمني، وتسهيل خطط إعادة توطين الفلسطينيين خارجها من خلال تقليص الخدمات وخلق ظروف معيشية خانقة، ومنح غطاء “إنساني” لعمليات إعادة هندسة ديموغرافية.
وذكرت “الأخبار” في تقريرها أنّ برنامج كلاوس يسير نحو تحويل موظفي الوكالة إلى عملاء لجمع المعلومات، وإستغلال الحصانة الدبلوماسية لنقل البيانات، وإستخدام المساعدات الإنسانية وسيلة ضغط، مع إنشاء شبكة مراقبة تعمل تحت غطاء المشاريع الخدمية.