logo
الريشة التي راوغت الموت
الخميس 15/02/2018

صور – شبابيك ـ أمل الرفاعي

 

ناجي العلي أحد أشهر رسامي الكاريكاتير العالميين الذين عملوا على تغيير الوعي و استفزاز الضمير بالنقد اللاذع. أفنى حياته وهو يبحث عن مساحة للرسم، وقاوم بريشته حتى النهاية.

ولد في العام 1936 واغتيل عام  1987، وبين ولادته واستشهاده عاش حياة حافلة بالشقاء. شُرد من فلسطين عام 1948 و نزح مع اسرته الى مخيم عين الحلوة واتجه للعمل في البساتين مما احدث صحوة فكرية لديه.

كان يرسم على جدران المخيم كل ما علق في ذاكرته عن فلسطين، عرف أنه وشعبه كانا ضحية مؤامرة دنيئة من كل الدول بالتنسيق والتحالف مع الكيان الصهيوني، وبسبب نشاطاته تعرض للاعتقال.

انتقل الى مخيم شاتيلا ونصب خيمة عاش فيها حياة التقشف والحرمان الى ان حصل على دبلوم الميكانيك. سافر بعدها الى السعودية حيث كان يعمل ويرسم في وقت فراغه الى أن عاد الى لبنان وأصدر نشرة “الصرخة” السرية بخط يده، وبعض رفاقه من القوميين العرب، ثم انتقل الى الكويت ليعمل في مجلة “الطليعة” مخرجا ومحررا وصحفيا.

“حنظلة هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي ولا أبالغ اذا قلت انني سأستمر به بعد موتي”. هذا الفتى في العاشرة من عمره والذي يمثل سنه عند خروجه من فلسطين هو أيقونة الفلسطيني المعذب والقوي والشاهد الاصدق على الواقع المر والمنتمي للفقراء.

اضافة الى العديد من الرموز والشخصيات كالمرأة الفلسطينية فاطمة التي لا تساوم ولا تهادن بعكس زوجها الذي كان ينكسر احيانا كان يرسم بعشرين يد وكل يد ترسم و تحكي ما بالقلب.

عندما صدرت صحيفة “السفير” عاد الفنان الملتزم بقضيته والمؤمن بكامل التراب الفلسطيني والذي كان رسمه ينبع من واقع الشعب ويصب في قلوب الشعب الى لبنان لتتحول هذه الريشة الى نصل تمزق الاقنعة والمخططات العربية والصهيونية.

اعتقل في العام 1982 من قبل العدو الاسرائيلي وأطلق سراحه حيث اخطأوا التعرف الى شخصيته، مما اجبره على العودة الى الكويت التي ضاقت به بفعل الضغوط مما اضطره للتوجه الى لندن والاقامة فيها.

شاركت رسوماته في العديد من المعارض الدولية  وحصلت على العديد من الجوائز. أصدر ثلاثة كتب في الاعوام ( 1976، 1983، 1985) وكان يتهيأ لاصدار كتاب رابع لكن رصاص الغدر حال دون ذلك.

له اكثر من 40 الف لوحة كاريكاتيرية عدا عن التي بقيت حبيسة الادراج.

اختارته صحيفة “اساهي” اليابانية كواحد من اشهر رسامي كاريكاتير العالم، وهو

متزوج من أمراة فلسطينية و له اربعة ابناء.

أعاد ابنه خالد انتاج رسوماته بعد اغتياله في لندن عام 1987، حيث أُطلق عليه النار من شاب مجهول الهوية وبقي في غيبوبة حتى وفاته، وتعذر على ذويه دفنه  في مخيم عين الحلوة بجانب قبر والده

مشاركة