logo
السنديانة التي قاومت الموت بالغناء لفلسطين
الأربعاء 31/01/2018

طرابلس – شبابيك ـ عدنان حمد

وصل الى كافة بقاع الوطن والشتات بحطته البيضاء ليحصد تعاطفا عالميا مع قضيته وغنى لفلسطين وهو على فراش الموت.

ولد ابراهيم محمد صالح “أبو عرب” عام 1931 في قرية الشجرة القريبة من طبريا في فلسطين المحتلة، وينحدر من عائلة مزجت المقاومة والفن بالتضحية من اجل الوطن.

كان جده يكتب الأشعار التي تلهب حماس الثوار في الثورة الفلسطينية على الانتداب البريطاني عام 1936 واستشهد والده عام 1948 خلال الاجتياح الصهيوني لفلسطين، كما استشهد ولده خلال اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان في العام 1982.

شهد في طفولته انطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ضد الاحتلال البريطاني والاستيطان الصهيوني، وعاش يتيما منذ أن كان في الـ 13 من عمره، وتنقل بين لبنان وسوريا وتونس ومخيمات الشتات ليحط رحاله في مدينة حمص السورية.

كانت أول أغنية غناها “أبو عرب” بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية في عام 1965. بدأ حياته الفنية الممزوجة بالنضال عام 1978، حين استدعاه عضو اللجنة المركزية في حركة فتح الشهيد ماجد أبو شرار، وطلب منه العمل في إذاعة “صوت فلسطين” وتسجيل الأغاني والأهازيج الوطنية. سجل “أبو عرب” في الإذاعة أكثر من 16 شريطا يحتوي على أكثر من 140 أغنية استمر تسجيلها حتى عام 1982.

تولى “أبو عرب” مسؤولية  الغناء الشعبي في إذاعة “صوت فلسطين” وعرف كأحد أبرز فناني الثورة الفلسطينية في الشتات.

أسس فرقتة الأولى في الأردن سنة 1980 وسميت بـ “فرقة فلسطين للتراث الشعبي” وفي حينه تألفت الفرقة من 14 عازفا. وغنى “أبو عرب” أكثر من 300 أغنية منذ سبعينيات القرن الماضي. وبعد استشهاد الفنان ناجي العلي-وهو من أقارب أبو عرب- غير اسم الفرقة لـ “فرقة ناجي العلي للتراث الفلسطيني”.

بعد 64 عاما من التهجير تحقق له حلم زيارة قريته “الشجرة” خلال مشاركته في الملتقى الثقافي التربوي الفلسطيني الخامس والسادس، حيث زارها برفقة العشرات من أقاربه وأهالي القرية عام 2012، وتجول فيها وهو مليء بالعواطف الجياشة، وأنشد ارتجالاً للقرية ولعين الماء فيها ولشجرة التوت.

غنى “أبو عرب”  لفلسطين وهو على فراش الموت، كما أظهر فيديو نشر على موقع “يوتيوب”. ورحل الشاعر الفلسطيني عن عمر ناهز 83 عاما أثر صراع مع المرض في الثاني من شباط عام 2014 ، في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث كان يتلقى العلاج، ودفن في مدينة  حمص بمشاركة الآلاف من محبي شاعر فلسطين.

اشتهر”أبو عرب” بأغاني ما زالت ترددها أجيال من الفلسطينيين داخل وخارج الوطن، أبرزها أغنية “من سجن عكا”، التي وثقت إعدام سلطات الانتداب البريطاني لثلاث فلسطينيين من أبرز الشبان الذين نشطوا في مقاومة الانتداب بمدينة عكا وهم محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي

مشاركة