الشاعر الحنفي: المنفى يحرضني على الكتابة
السبت 21/04/2018صور ـ شبابيك ـ ايمان جمال الرفاعي
يعتبر الشاعر الفلسطيني جهاد الحنفي المنفى محرضا حقيقيا للكتابة وعاملا هاما في صياغة هويته وثقافته.
ويوضح الحنفي الذي يقيم في مخيم برج الشمالي خلال حديث مع “شبابيك” أننا لاجئون، هذه المعاناة، هذا التشرد محرض حقيقي للكتابة، المخيم صاغ هويتي وثقافتي.
لكن الهوية تبقى ملتبسة حسب رأيه حيث يستطرد قائلا: لعلي لم اعرفني بعد، او لعلي في بحث دائم عني في كل زمان ومكان.
بدأ الحنفي كتابة الشعر مبكراً على مقاعد الدراسة، متأثراً بنهم المطالعة للمتنبي ومحمود درويش وأحمد شوقي وسميح القاسم وغيرهم، حيث ساهم هذا العشق في نظم بيانه، ووضع أولى خطواته على طريق كتابة الشعر، ليصبح جزءاً من كيانه.
يصف حالته مع الشعر قائلا: الشعر وجود يسكنني، يجتاح أعماقي وخواطري وحياتي، حياتي هي القلم وما يوحي لي، حياتي هي الظلال التي يغرقني فيها الحرف، الشعر رسالتي وهوايتي، الشعر سلواي ونجواي، الشعر سلاحي وجناحي.
أطلق الشاعر جهاد الحنفي ديوانه الاول “ميلاد ثائر” قبل ان يتجاوز العشرين عاماً، فكان نبضا على ورق، وصرخة انطلاق، باح به ببعض ما في قلبه.
أرسل الحنفي لقارئه من خلال أشعاره جمالاً وظلالا حالمة ملونة فهو الذي قال يوماً في أحدى قصائده.
“أحِنُّ
أحِنُّ إلى ياسمينِ يديكِ
إلى خمرةِ الفجرِ في شفتيكِ
إلى عطرِ صدرِكِ والشَّامتيْنِ
سلامي … سلامي إلى شامَتَيْكِ
أحِنُّ إلى اللَّيلِ يغمُرُني
بشوقِ الرَّحيلِ إلى مُقلتيْكِ
أحِنُّ الى الدَّربِ يزرعُ ظلِّي
بوردٍ تَناثرَ من قَدَميْكِ
أحِنُّ إليَّ نسيماً شقياً
طفولتُه في مَدى راحتيكِ
مراهَقَتي فيك لا تنتهي
وكلُّ المَلامِ عليكِ عليكِ
إلا تعرفين انهيارَ سمائي
لديكِ حنيناً إلى ما لديكِ
أحبُّكِ … كلُّ جهاتي قلوبٌ
عناوينُها النَّبضُ فيكِ إليكِ”
لا تغيب فلسطين عن قصائد اللاجئ الشاعر، فهي تحتل المساحة الاكبر منها، هي بالنسبة له السماء التي تحلق بها روحه وحروفه، حيث يقول في هذا الصدد ان لم يكن الوطن هو القصيدة هذا يعني لي موت القصيدة ذاتها.
عن تطور مسيرته الشعرية يقول الشاعر الفلسطيني ما زلت أحافظ على روحي في قصائدي ولكن التجربة والقراءة جعلتني أكثر نضجا وأكثر وعيا، اختلفت المضامين وأدوات التعبير، واختلفت رؤيتي للكثير الكثير.
يرى الحنفي أن واقع الشعر الفلسطيني جيد ويعيد ترميم نفسه بعد رحيل كبار الشعراء، ولكن يبقى على الجيل الجديد الدور الاكبر لتطويرالتجربة الشعرية لكي تليق بفلسطين وقضيتها، ويرفض فكرة التبني، ويقبل المساعدة والتشجيع، فهو يرى أنه يجب أن يكون الشاعر خارج الحدود، يجب أن يكون حرا.
يلقي باللوم على الجهات الرسمية الفلسطينية لكنه يغفر لها أحياناً اخرى “لان تفاصيل ألمنا كثيرة واوجاع منافينا تغرقنا” ويضيف لكن يجب أن يكون هناك اهتماما أكبر بالناحية الثقافية الفلسطينية بشكل عام.
يختم الحنفي حديثه قائلا: ديواني الاخير على نار حامية، ولم اختر له عنوانا بعد، مشيرا الى أن فكرته فلسطين وشعبها مع باقة من القصائد الوجدانية.