logo
العالم: مخيم اليرموك متحف الثورة الفلسطينية المعاصرة
الأحد 15/12/2019

دمشق ـ شبابيك

أعد موقع قناة “العالم” الإلكتروني تقريرا خاصا حول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق على ضوء الأحداث التي شهدتها سوريا ووصفه بأنه متحف الثورة الفلسطينية المعاصرة.

وجاء في التقرير أنه في الطريق إلى هناك، يبدأ الزمن بالغياب، وتدخل في حالة لا يحدها الوقت، بل تسير السيارة وكأنها تمشي على قلوب مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين عاشوا في هذا المخيم، وكانوا يملكون كل القدرة على العيش بأمل العودة إلى فلسطين.

وأفاد بأن من يعرف شوارع المخيم قبل الحرب يعي تماماً أن كل ما فيه كان يرفض فكرة الوطن البديل، أو التوطين، وهذا ما جعل الكثير من قيادات هذا الشعب المظلوم تنطلق منه نحو العمل الفدائي المسلح.

وأضاف أنه “عندما قطعنا مسافة في داخل المخيم، توقف الموكب وأصر مرافقنا على أن نتوجه إلى مقبرة الشهداء في نهاية المخيم، لكن الفاجعة الكبرى، أن ترى قبور الشهداء، والذين إرتقوا في وجه الكيان الإسرائيلي، أثراً بعد عين”.

وفي هذا السياق أشار التقرير إلى قبر الشهيد فتحي الشقاقي أمين عام حركة الجهاد الإسلامي السابق، الذي سرت أنباء عن تخريبه من قبل التنظيمات الإرهابية التي سيطرت سابقاً على المخيم.

وتساءل: “كيف يمكن أن نصون ذاكرتنا الفردية والجمعية في ظل محاولات محو معالم كامل للتاريخ النضالي الفلسطيني من خلال محو آثار الشهداء، وما هي العقلية الإجرامية التي تعاملت مع تاريخ شعب مظلوم بهذه الطريقة؟”

وأضاف إنه القاتل نفسه الذي يدفن شهداء المقاومة في مقابر الأرقام في فلسطين، أرسل التكفيريين لتدمير مقبرة الشهداء والقادة منهم بالتحديد.

وشدد على أن التاريخ لا يموت، ولا يقتل وأن الجناة التكفيريين من جبهة النصرة وداعش الذين دخلوا المخيم وعاثوا فيه خراباً ودماراً، لا يبتعدون كثيراً عن أساليب الكيان المشغل الرئيسي لهم، وأن أحد أسباب وجودهم في المخيم وإختطاف هذه الجزئية من جنوب دمشق، هو محو الذاكرة الفلسطينية، وإنهاء وجود اللاجئ الفلسطيني بالقرب من حدود وطنه.

ولفت التقرير إلى أن مخيم اليرموك يُعتبر متحفاً حقيقياً لمرحلة الثورة الفلسطينية المعاصرة والتي إنطلقت عام 1965، وتعد مقبرة المخيم الركن الأغلى فيه، والتي توثق بأضرحة الشهداء مرحلة الكفاح ما بعد النكبة وحتى إنطلاق الثورة المعاصرة، وبعدها حرب الإغتيالات التي شنها كيان الإحتلال في مختلف أصقاع الأرض، مروراً بإجتياح لبنان عام 1982، وما بعده.

وبين التقرير أن مقبرة الشهداء في المخيم كانت تضم الكثير من الشهداء الذين إرتقوا في مواجهة الكيان الإسرائيلي، وجميعهم كانوا يربون الأمل على طريق العودة إلى فلسطين.   

مشاركة