“الفنون الشعبية الفلسطينية” تشعل شمعتها الـ 39
الأربعاء 21/03/2018صيدا ـ شبابيك ـ لميس ياسين
يدل حضور فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية واغانيها ورقصاتها في بيوت الفلسطينيين ومدارسهم ومناسباتهم الاجتماعية في الوطن والشتات على ما حققته من شعبية خلال ما يقارب اربعة عقود.
استمرت الفرقة في عطائها ليمرّ عليها مئات الأعضاء في كافة التخصصات ومن كافة الخلفيات الإجتماعية، أضحت “الفنون” منزلهم الثاني ومجتمعهم المصغر، تلتقي فيه اليوم أجيال مختلفة من راقصين وإداريين ومتطوعين، تجمعهم روح الإنتماء للوطن والإيمان بالفرقة ورؤيتها الابداعية، وهو أحد أهم أسرار استمرار فرقة الفنون على مدى الـ 39 عاما الماضية.
في حديث خاص لـ “شبابيك” قال منسق المشاريع في فرقة “الفنون الشعبية الفلسطينية” في رام الله أنس أبو عون ان “الفرقة تأسست عام 1979، وهي جسم فني مستقل، غير ربحي، يعتمد بالأساس على جهود متطوعيه ومتطوعاته الذين يبلغ عددهم ما يقارب 200 عضو تقريباً، و100 راقص من الأجيال الثلاث ” ووصفهم بانهم من ” المتحمسين والواعدين، الذين كانت تدفعهم منذ اللحظات الأولى اهتماماتهم بحماية الفولكلور الفلسطيني من الضياع والاندثار والعمل على ترسيخ العلاقة بين التراث الشعبي والجمهور الفلسطيني في مواقعه المختلفه وتعريف العالم بمدى التجذر الفلسطيني في حضارته وتاريخه وصلته بالمكان”.
وأضاف أبو عون: توجت “الفنون” كرائدة للرقص الشعبي الفلسطيني، فقدمت أكثر من 1000 عرض محلياً ودولياً، وأنتجت 15 عملاً فنياً راقصاً بالإضافة لعشرات اللوحات لافتاً الى ان “المجموعة عملت على تقديم أشكال الفن الشعبي الفلسطيني من موسيقى ورقص، بأسلوب مميز فكان أول ظهور للمجموعة في مهرجان للدبكة في جامعة بيرزيت عام 1979، والذي تم بعده إطلاق إسم “فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية”.
وتابع “تطور عمل الفرقة في أوائل الثمانيات في نفس الاتجاه وانضم اليها المزيد من الأعضاء الواعين لأهمية الصراع ضد الاحتلال من خلال الثقافة والفنون فجاءت عروضها المتتالية “لوحات فلكلورية” “وادي التفاح 1984″ و”مشعل 1986″ وأفراح فلسطينية 1987” لتحمل رسائل جمالية وسياسية في آن واحد لجمهور فلسطيني واسع لم يسبق له أن التف حول أي من الفرق التي برزت وانتهت في فترة السبعينيات والثمانينات.
عن الأدوار التي لعبتها “الفنون” خلال تلك الفترة، أشار أبو عون الى انه كان للفرقة دوراً مميزاً في إحياء التراث الموسيقي والراقص، وتكمن أهمية هذا الدور في الاحتفال السنوي بيوم التراث الفلسطيني، والذي بادرت لإطلاقه “الفنون” في العام 1986، مضيفاً “كما لعبت فرقة الفنون الدور المحوري في تأسيس مركز الفن الشعبي سنة 1987، وهو مؤسسة تهدف لرفع الوعي الثقافي والفني في المجتمع ولإتاحة الفرص للمشاركة في النشاطات الفنية وفي أشكال التعبير الفني المبدع”.
كما حصدت”الفنون” خلال مسيرتها العديد من الجوائز الأولى وشهادات التقدير المميزة من مهرجانات محلية ودولية.
وعند سؤاله عن اللون التي تمتاز به ” الفنون”، أشار أبو عون الى ان “الفرقة تقدم التراث الشعبي الفلسطيني، الغنائي والراقص، برؤية خاصة بها يجمع ما بين الأصالة والحداثة، فتعمل من خلاله على تطوير الفنون الأدائية في فلسطين، للإسهام بالحفاظ وتطوير الهوية الثقافية الفلسطينية، وتعزيز روح الإنتماء والتعبير والإبداع والعمل الجماعي”.
وعن أبرز أعمالها وجديدها، قال عون ” قدمت الفنون وعبر مسيرتها الفنية أكثر من 15 عمل فني موسيقي وراقص، تناولت قضايا عديدة، مثل المرأة و الأرض والرحيل والعودة والمقاومة والإحتلال العثماني والإنجليزي والإسرائيلي، والكثير الكثير من القضايا التي تمس جوهر تاريخ الشعب الفلسطيني، بإسلوب يعبر عن إبداع وجودة فنية متطورة ، وتستعد الفرقة من أجل العمل الفني الجديد “أشيرة” و الذي يتناول أيضاً قضية الهوية و التحولات التاريخية فيها.
لمعرفة المزيد عن الفرقة وأبرز انتاجاتها بالامكان زيارة موقعها الالكتروني: