logo
المصورة الاولى
الجمعة 23/02/2018

صور – شبابيك ـ أمل الرفاعي

دون ان تدري صنعت المصورة كريمة عبود التي خرجت مؤخرا من بين ثنايا التاريخ الفلسطيني ذاكرة تحتفظ بمظاهر الحياة في فلسطين خلال القرن التاسع عشر.

تنحدر عبود من مدينة الناصرة وهي ابنة لعائلة ذات جذور لبنانية تعود الى بلدة الخيام الجنوبية نزحت الى فلسطين في اوائل القرن التاسع عشر.

ولدت  في العام ١٨٩٣ وكان والدها القسيس سعيد عبود منفتحا ومثقفا ورجل علم ويهتم بالشعر الى جانب نشاطه في التبشير الانجيلي.

ترعرعت في كنيسة الميلاد الانجيلية وفي هذا السياق لا بد من الاشارة الى جلوسها في الكنيسة وتأثرها بعائلة باسيل التي كانت تصور احداثا مهمة هناك.

حصلت على كاميرتها الاولى هدية من والدها لتشب والكاميرا رفيقتها الدائمة في كل تفاصيل حياتها وحياة المجتمع الفلسطيني في ذلك الزمن.

كانت ترافق والدها في تنقلاته من فلسطين الى بلاد الشام وتلتقط الصور للطبيعة والاماكن والمعالم التاريخية وهما في طريق سفرهما.

حققت عبود حلمها ودرست التصوير الفوتوغرافي على يد مصور أرمني من القدس واحترفت مهنة التصوير، فكسرت بذلك احتكار الرجل للمهنة فلسطينيا وعربيا، وافتتحت أول استديو للتصوير والتلوين خاص بها كمصورة محترفة.

وقفت خلف العدسة لتخترق عالما كان حكرا على الرجال تعمل وتعتاش من هذه المهنة ووضعت نفسها في مواقع احترافية وندية للمصورين الرجال الفلسطينيين والعرب والاجانب وعرفت عن نفسها في الاعلانات بـ ” مصورة شمس الوطنية ” اي أنها مصورة محلية تعمل في مجال التصوير الشمسي ثم باعتبارها المصورة الوطنية الوحيدة.

لم تكن عبود مصورة بورترية فقط بل مارست التقاط صور المدن والمشاهد الحياتية الحضرية منها والريفية حيث تشاهد من خلال صورها بيت لحم وطبريا والناصرة وحيفا وقيسارية قبل ان تطالها يد الاحتلال وتخنقها المستوطنات والانسان البريء الذي يتلقى  ضربات العدو.

جرى في عام ٢٠٠٦ الاعلان عن مجموعة صور تعود لكريمة عبود من قبل تاجر يهودي واستطاع الباحث احمد مروات شراءها بعد مجهودات شاقة وعسيرة وأخذ بكتابة المقالات ليعرف بفنها ثم قام بتأليف كتات فوتوغرافيا عنها يحمل عنوان “رائدة التصوير النسوي في فلسطين “. وأقامت دارة الفنون في عمان معرضا لها في مقرها في جبل اللوبيدة حيث عرضت مئات الصور الصغيرة و الكبيرة.

حفرت كريمة عبود اسمها كأحدى النساء الاوائل في القرن العشرين في الحفاظ على الهوية والتاريخ الفلسطيني عبر احترافها مهنة التصوير كما اتاحت تصوير بنات العائلات المحافظة بأريحية

مشاركة