logo
“المنفيون” حملوا رسالة المخيمات ويطمحون لإقامة أكادمية فنية
الأربعاء 17/01/2018

صور – شبابيك ـ ايمان جمال الرفاعي

يهاجر الفلسطيني إلى كافة اصقاع الارض، يكبر، يتكاثر، يشيخ، بعيدا عن وطنه، تتعدد المسميات والاوصاف التي تقترن به “لاجيء، مشرد، مهجر، منفي” إلا ان طعم القهر والظلم يبقى واحدا مهما اختلفت التسميات.

تختلف اشكال تعبيره عن معاناته، فهو ينشئ الفرق الفنية والاندية الرياضية والمراكز والمؤسسات التي تحمل اسماء مدنه وقراه، او تنطوي على دلالات تجسد رحلة تهجيره وشقائه.

فرقة “المنفيين” احد تجليات محاولات التعبير عن معاناة اللاجئ، وتمسكه بحلم العودة، استطاعت ان تصيغ هويتها، وصار لها جمهورها بين اللاجئين، وتصر على ان تترك بصمتها الفنية، في عالم الابداع.

للتعرف على التجربة والوقوف والاقتراب من المشوار الذي قطعته التقى “شبابيك” مع عضو الفرقة بهاء جمعة واجرى معه الحوار التالي:

  • ما هي الفكرة التي انطلقت منها الفرقة؟

ـ  المنفيين عبارة عن مجموعة شباب من مخيم برج الشمالي وبعض المجموعة من خارج المخيم، بدأت فكرة الفرقة عام ٢٠١٤ عندما كنا مجموعة هواة للموسيقى، كل منا يعزف على آلة موسيقية مختلفة، ولديه موهبة معينة، قررنا ان نطور فكرة تشكيل فرقة، وبدأنا ببلورتها وتحديد الطريق والهدف الذي نريد.

  • ما هي الاسباب التي دفعتكم لاختيار هذا الاسم للفرقة ؟

 ـ  اخترنا هذا الاسم لاننا نعتبر أنفسنا منفيين عن وطننا، لجأنا الى لبنان قسراً، ولاسباب خارجة عن ارادتنا، تعريف المنفي هو الشخص الذي تم نفيه عن ارضه دون ارادته، ومن هذا التعريف يكتسب الاسم دلالته.

  • ما هي الصعوبات والمشاكل التي واجهتكم؟

ـ بعد الانتهاء من الاسم بدأنا نفكر بالطريق الذي سوف نسير فيه ونوعية الاغاني والموسيقى التي نريد ان نقدمها، واجهتنا بعض الصعوبات حيث اننا جميعنا هواة موسيقى وليس بيننا شخص مختص، شعرنا ان الموضوع أكبر من قدرتنا، خصوصاً بعد ان عرفنا أن لكل آلة موسيقية مقامات، لكننا تابعنا التدريبات واستفدنا من خبرات بعضنا البعض لمرحلة معينة قاربت السنة ونصف استطعنا خلالها ان نبني انفسنا دون معرفة احد بنا، شعرنا بعدها اننا وصلنا الى مرحلة وضعنا فيها كل امكاناتنا، وأصبحنا بحاجة إلى اشخاص يعرفون أكثر بالموسيقى ويقومون بتدريبنا ومساعدتنا لنصبح اكثر علماً وخبرةً من الناحية الموسيقية.

تواصلنا مع استاذ موسيقى وبدأ بتدريب الفرقة الا أننا لم نستطع ألاستمرار معه لاسباب مادية، فالفرقة لا تتلقى دعما من اي جهة وهي لا تريد ذلك حفاظاً على استقلاليتها، نريد ان نغني في المكان الذي نريد، وبالطريقة التي نحبها، في الوقت الذي يناسبنا، ورؤية الفرقة قائمة اساساً على الاستقلالية التامة وأن لا نكون ضمن اطار اي جمعية أو مؤسسة او تجمع شبابي او تنظيم سياسي، عنواننا فلسطين وكيف نخدم القضية الفلسطينية كشباب من خلال الموسيقى.

 تعرفنا بعدها على “ابو مالك” وهو من فلسطيني سوريا، يعزف على آلة البزق، ولديه خبرة ٢٥ سنة في الموسيقى ورأينا ان هناك تشابه في الافكار، بدأ ابو مالك بتدريبنا، بكلفة مقبولة، نستطيع تغطيتها من خلال الاشتراكات الشهرية للفرقة.

  • ما هو نوع الاغاني والموسيقى التي تقدموها؟

ـ  اعتمدنا الاغاني التراثية من فلسطين وبلاد الشام والدول العربية وشرطنا في اختيار الاغاني هو ان تكون ملتزمة ولها اهداف، دائما نبحث عن تاريخ الاغنية والاسباب التي دفعت الى غنائها، والظروف التي غُنيت فيها، وقمنا ايضا بأعتماد الالات الموسيقة التي نريد ان نعزف عليها وهي البزق، العود، الناي واحياناً الجيتار.

  • هل حصلتم على فرص للغناء خارج المخيمات؟

ـ مع الوقت اكتسبنا شهرة وبدأنا نقيم حفلات في العديد من المناطق مثل ” الاسكوا، حرش بيروت، جامعة الأمريكية في بيروت  وجميعها حفلات ليس لها اي مردود مادي، لا نريد اموالا، هذه ليست غايتنا، ولا هدفنا.

في الفترة الاخيرة حصلنا على مشروع من مؤسسة الجنى التي تدعم المجموعات الشبابية وكان عنوان المشروع “تجوال المنفيين في لبنان” وفكرة التجوال مبنية على أقامة ٤ حفلات في مناطق عديدة ضمنها مناطق لا يوجد فيها تواجد فلسطيني وهي “مرجعيون، العاصي، والاشرفية” اضافة الى حفل في مخيم برج الشمالي والهدف من هذا التجوال هو التعريف بالمخيم والقضية الفلسطينية والاغاني التراثية الفلسطينية، وخلق جو من التواصل بيننا وبين المجتمع الذي نغني فيه، ودائما ما يكون هناك تفاعل ايجابي من قبل الجمهور.

  • ما هي اهدافكم وووجهتكم؟

ـ لدينا هدفين نسعى الى تحقيقهما، على الصعيد الفردي يسعى كل فرد داخل الفرقة لتطوير نفسه موسيقياً وفنياً من خلال المشاركة في ورشات عمل خاصة بالموسيقى، وشاركنا في العديد من التدريبات واخرها مشاركتنا في ورشة عمل منذ حوالي اربعة اشهر مع جمعية “معزف” وهي جمعية تهتم بالموسيقى العربية الاصيلة والموشحات، ويمكن ايضاً لاي شخص في الفرقة ان يشارك بشكل فردي في حفلات وهذا لا يتعارض مع قوانين الفرقة، على العكس تماماً فهو جزء من التطوير الفردي وبالتالي تطوير الفرقة، الهدف الثاني بعيد المدى الذي ننوي تحقيقه هو فتح معهد موسيقى او اكاديمية داخل المخيم للفرقة لتدريب وتعليم الموسيقى للاطفال والشباب وكافة فئات المجتمع.

  • هل تستطيع الفرقة المحافظة على استمراريتها؟

ـ نحن كفرقة فنية نحاول دائماً ان نحافظ على بقائنا واستمراريتنا لكن لظروف خارجة عن ارادتنا “سفر، دراسة” يغادرنا اشخاص ولسنا قادرين دائماً على تعويض النقص، فالموسيقى اذواق ومن الممكن جداً ان لا يتناسب ما نقدمه مع الكثيرين.

  • هل تعارضت فكرة الفرقة مع عادات وتقاليد المخيم؟

ـ فكرة الفرقة لم تلق اي تعارض داخل المخيمات، على العكس تماماً، الجميع يحب الموسيقى والغناء، لكن لون الغناء الذي نقدمة لا يتناسب كثيراً مع أهالي المخيم، عكس ما يحدث خارج المخيمات، الناس يحبون هذا اللون من الغناء، ونحن نريد الحفاظ عليه فهو يشكل ارثا وتاريخا وحضارة، نظن ان الجميع سيحبونه مع الوقت.

  • كيف استطعتم استقطاب الجمهور لاغانيكم؟

ـ  اعتمدنا فكرة تقديم معلومات عن الاغنية ” تاريخها وظروفها” وتوزيع كلمات الاغنية على الجمهور لكي يستطيع ان يتفاعل معها بشكل ايجابي وبالفعل في كثير من الاحيان يكون الجمهور هو المغني ونحن نكتفي بالعزف

alt

مشاركة