logo
الهبيدة يقارعون الإحتلال على وسائل التواصل الإجتماعي
الجمعة 10/05/2019

صور ـ شبابيك ـ إيمان جمال الرفاعي

تمكن الحراك الرقميّ الفلسطينيّ “#اهبد194″، وبالإنجليزيّة “#Ihbid194” من توسيع هامش حضوره الإعلامي في فترة قياسية لنقل الروايه والمظلومية الفلسطينيتين والتأسيس لإعلام مختلف يقارع إعلام الإحتلال وأذرعه ويعوض بعض الغياب عن التأثير في الرأي العام العالمي.

يقول الناشط الشبابي وأحد القائمين على الحملة أمين عابد: إنطلقنا بمصطلح “اهبد” بعد قمع حركة حماس لحراك بدنا نعيش، وتقييدنا من الجهر بآرائنا، تعودت الشعوب المقموعة على اللجوء للنكتة السياسية في التعبير عن آرائها السياسية، فكانت “اهبد” لقياس مدى تفاعل الشارع معنا ومع القائمين على الحراك، جاءت على سبيل النكتة في البداية ثم ما لبثت أن تطورت إلى الإنقضاض على الإعلام الأصفر وردعه عندما يقوم بعمليات الإستخفاف ونشر المعلومات المغلوطة.

وعن كيفية رصد الأخطاء يقول عابد: يتم رصد الخطأ عن طريق الرصد والمتابعة لما ينشر في السوشيال ميديا ومتابعة النشطاء له، ويتم تعميم روابط هذه الأخبار على صفحات النشطاء ويتم هبدها بقوة، ولمسنا تفاعلا كبيرا وإيجابيا.

يستطرد قائلا “اكدنا على أهمية مواقع التواصل والسوشيال ميديا في إبراز مظلومية شعبنا، ودحض الرواية الصهيونية الكاذبة، لم نلق إستجابة من أحد، وعندما شن الإحتلال الإسرائيلي عدوانه الأخير على قطاع غزة أخذنا على عاتقنا سد الخلل وحمل الرواية الفلسطينية الحقيقية والتي تحمل مأساة شعبنا المقهور والواقع تحت إحتلال عنصري نازي.




أمين عابد – ناشط شبابي وأحد القائمين على الحملة

يضيف: إخترنا وسم #اهبد194 نسبة إلى القرار الأممي 194 الذي ينص على حق عودة وتعويض اللاجئين الفلسطينين، ونسبة أيضا إلى رقم فلسطين في الأمم المتحدة الذي حصلت عليه عام 2012. ولاقت الحملة إستحسانا وتفاعلا كبيرا من الكتاب والسياسيين والنشطاء الشباب في فلسطين والعالم.

ولضمان هذه الحملات وإستمرايتها يقترح القليل من التنظيم والإرشادات، واتاحة الفرصة للشباب لأخذ دورهم الريادي في هذا المجال.

يشير حسن الداودي إلى أن وجود رواية فلسطينية مضادة تغزو المنصات الإسرائيلية سيجعل المتعاطفين مع تلك المنصات في شك دائم وحالة بحث متواصل عن حقيقة ما ينشره الإحتلال، وهو ما سيؤدي به لاحقًا لتأييد الحق الفلسطيني في وجه الغطرسة الصهيونية.

يستطرد قائلا إنه لا يخفى على أحد أن السوشيال ميديا أصبحت أداة ضرورية ليست كمالية في عالم الإعلام الجديد والقوة كما يعرفها توفيق الحكيم هي الإستخدام الأمثل للوسائل لبلوغ الغايات مشددا على أهمية إيلاء الإهتمام في نقل الرواية الفلسطينية الصحيحة ودحض رواية الإحتلال المخادعة.

ويشير إلى أن الأرقام تؤكد تحقيق “الهبيدة” نجاحات كبيرة وغير مسبوقة على صعيد نقل الرواية الفلسطينية وهزيمة الرواية الصهيونية، ومن ذلك قدرة الهبيدة على مخاطبة العالم بـ 25 لغة مختلفة وتسجيل حالات إستقطاب لمناصرين للإحتلال ليصبحوا مناصرين لفلسطين وإجبار عدد من مسؤولي الدبلوماسية الرقمية في خارجية الإحتلال على حذف منشوراتهم المضللة كنفتالي حنانيا وجندلمان.




حسن الداودي – متخصص في الدبلوماسية الرقمية وأحد القائمين على الحملة

ويستطرد قائلا إن حفل يوروفيجن في تل أبيب قوطع من قبل العشرات الذين كانوا ينوون الحضور بعد أن وصلتهم صور العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة.

يعتقد أن الإعلام الفلسطيني يحتاج “إعادة نفض” فلا يعقل أن تبث “وسائل إعلامنا” مثلا مسرحية لمستوطن يتظاهر بالذعر من قذائف الفلسطينيين، وكأنها تريد ترسيخ صورة الضحية التي يريد الإحتلال تقمصها وتلبسنا ثوب الإتحاد السوفياتي كما يود الإحتلال تصويرنا.

وأشار إلى حملة #يوم_الهبد_الأكبر في ذكرى النكبة التي تحشد طاقات كبيرة من فرق إعداد ومترجمين ومصممين لتكون جاهزة لبث الرواية الفلسطينية والتصدي لرواية الإحتلال.

على المدى البعيد يتطلع الداودي كمتخصص في الدبلوماسية الرقمية للفت نظر وزارة الخارجية لهذه الحالة وإستثمارها في إستحداث دائرة دبلوماسية رقمية فلسطينية تدخل التصنيف العالمي بقوة لتنافس في بث الرواية الصحيحة ولا تترك الساحة خالية لرواية التضليل الصهيونية.

من ناحيته يقول عماد الأصفر الخبير والمدرّب الإعلاميّ في مركز تطوير الإعلام في جامعة بير زيت: يجب إسناد الفضل لأهله، ليس لي أي فضل في هذه المبادرة التطوعية العفوية سوى ملاحظتها وإسنادها ومحاولة إشهارها والدفاع عنها أمام المتشككين منها أو المشككين فيها. الفضل لمجموعة أصدقاء في غزة لا أعرفهم إلا عبر الإنبوكس، وقد بدأ الأمر بعفوية وظل عفويا حتى الآن، وما نشهده من وحدة هدف وممارسة في إطار “الهبد” ناجم عن إنسجام تقليدي بين المبادرين ووجود إيمان فكري لديهم بحقهم الوطني والإنساني، وهم بحسب معلوماتي المستمدة من حساباتهم على الفيسبوك، شباب متعلم مثقف يتقن أكثر من لغة ولديه الحس الوطني الأصيل والإستقلالية التي لا تجعله مجرد برغي في ماكينة هذا الحزب أو ذاك.

ويضيف أن ذلك إستدعى توجيه رسالة لأصحاب المواقف المسبقة، ولمن يتعمدون إساءة فهم الآخرين، ولمن يدمنون على إستفزاز الآخرين، ولمن نصبوا أنفسهم قراءا للنوايا، والقول لهم إن شابات وشباب الهبد هم أنفسهم الذين كانوا في طليعة مسيرات العودة تخطيطا ومشاركة وتغطية ولكنهم ورغم صدمتهم مما آلت إليه لم يهاجروا إلى تركيا وماليزيا وغيرها، وظلوا يسعون لتأمين علاج من أصيب منهم، وتنفيذ حملات الضغط والمناصرة لصالح الذين هدمت منازلهم في الإعتداء الإسرائيلي الأخير وأصبحوا يعيشون في العراء، ونفذوا حملة واسعة إستهدفت وزارة الإسكان التابعة لسلطة الأمر الواقع في غزة وأخرى ضد وزارة الإسكان في السلطة الوطنية وثالثة ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا.




عماد الأصفر – خبير ومدرّب إعلاميّ في مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت

ويقول إن هؤلاء الشبان هم أنفسهم الذين قادوا حراك بدنا نعيش، لا يقبضون رواتب لا بالدولار ولا التومان ولا الريال ولا الدرهم ولا الليرة التركية، ومن يعمل منهم راتبه إما مقطوع أو مخسوف، ورغم ذلك يتهمون بأنهم أجندات.

ويستطرد أن شابات وشباب الهبد يعيشون الحصار، ويسعون لتأمين حياتهم بكل شرف، ويدفعون الضرائب الباهظة، وتتعرض أحياءهم وبيوتهم للقصف، ومع ذلك يسهرون الليل لإيصال معاناة وأحلام شعبهم للعالم، ويحاربون الروايات الإحتلالية الزائفة بكل ذكاء، ويصححون ما لحق بصورتنا من تشويه.

ويضيف أنه أمام مبادرة بهذه المواصفات وبقيادة هؤلاء الشباب أستطيع القول إن الدعم والمشاركة يصبح واجبا فهي شفافة جدا ويتم العمل فيها بشكل جماعي تشاوري عبر الفيسبوك ويستطيع كل الناس الإسهام برأيهم في المستهدفين بالهبد وفي نوعية الرسائل والصور وبأي لغات موضحا أنه تم إستخدام أكثر من 25 لغة آخرها البرتغالية للتأثير على جمهور البرازيل الذي بدأ بالتغريد ضد رئيسه وإبن رئيسه على خلفية دعمهم للإحتلال.

يؤكد على أن الدبلوماسية الرقمية أصبحت اليوم أكثر أهمية، وهي سهلة ومتاحة وقادرة على التأثير والشرط الأساسي فيها إمتلاك القدرات التقنية على توجيه رسائل قصيرة وذكية ذات مضمون واضح وبكثافة لأشخاص يمكن ردعهم أو تغيير مواقفهم أو التأثير فيهم على الأقل.

يستطرد قائلا: لا أدري إذا كانت وزارة الخارجية الفلسطينية تمارس مثل هذا الدور أو تساند من يقومون فيه، ولكنها يجب أن تفعل ذلك، فتحول الدبلوماسية الرقمية إلى مهمة شعبية.

يرى أن المبادرة ما زالت في بدايتها ولكنها واعدة جدا وباتت تحظى بقبول متزايد وإنضمام وإلتحاق متطوعين كثيرين لها من خارج فلسطين أيضا ومستقبلها مفتوح على شتى الإحتمالات فهي غير مكلفة ولا مركزية ويمكن أن تتكرر في أكثر من مكان ولأكثر من هدف ويمكن لكل جماعات الضغط أن تحاكيها، المهم أن تكون هذه الجماعات منفصلة عن المصالح الشخصية والحزبية وأن تعمل ضد المسيء بغض النظر عن هويته أو إنتمائه.

ويؤكد على أنه لا يمكن النظر لهذه الحملة بإعتبارها بديلا للإعلام أو منافسا له بقدر ما هي مكمل وبإمكانها أن تعمل بمرونة أكبر وكلفة أقل.

ويعبر عن إعتقاده بأن المناطق التي نجحت فيها الحملة ما كان للإعلام التقليدي أن ينجح فيها نظرا لطبيعته البنوية وتقليدية الرسائل المكررة التي يستخدمها.

ويبدي قناعته بأن اهبد ستستمر وتتوسع وتظل مرنة وعفوية وفي ذلك خير، ولكن الحملة التي تشتد مع العدوان الإسرائيلي، وتتصرف بإنفعال وتعجل ستكون أكثر تركيزا وأدق إستهدافا في المستقبل، وستكون أكثر هدوءا، وقد نشهد محاكاة لهذه الحملة ولو بأسماء أخرى.

ويشير إلى إنتشار الفلسطينيين في شتى أصقاع الأرض وبإمكانهم إختيار الرسائل التي يريدون إيصالها والجهات التي يريدون إستهدافها من أجل شرح معاناة شعبهم ومحاربة التزييف الذي يلحق بالرواية الفلسطينية على أيدي جماعات إسرائيلية وأخرى مؤيدة لإسرائيل.

يشار إلى أن القيميين على الحراك هم أحمد جودة، أمين عابد، حسن الداودي، محمود نشوان والناشط في أوروبا علي شعث.

مشاركة