logo
بدر لشبابيك: وضعت حنظلة في محيط الحرب والحصار
الأحد 11/03/2018

صور ـ شبابيك ـ ايمان جمال الرفاعي

قد يكون الفن قاربا يمخر عباب سنوات التهجير من بلد إلى آخر ومن منفى إلى منفى، لجيل من المبدعين ما احتضنت خطاه أرض الأجداد التي غادرها قسرا، لكن ذلك لم يمنعه من تحويل القلم والريشة والصورة الى جواز سفر يعبر به جسر العودة من اللامكان إلى أرض الوطن.

‎أحمد بدر واحد من هؤلاء، يبلغ من العمر ٣١ عاما، ينحدر من بلدة سعسع قضاء صفد، ويقيم لاجئا في مخيم نهر البارد.

يقول لشبابيك: أتممت تخصص الفنون الزخرفية – التصميم الجرافيكي ـ في  الجامعة اللبنانية الدولية، كان اختياري لهذا المجال بناء على المامي بالرسم والالوان منذ الصغر، ومع مرور الوقت تبين لي أنني بحاجة لتطوير مهاراتي الفنية في ذات المجال من خلال الدراسة الجامعية، وكان اختياري التخصص في الفنون الزخرفية.

​يتابع بدر قائلاً: لم يدعمني أحد في دراستي أو تطوير موهبتي، تعلمت الكثير من الأمور من خلال التجارب منذ بداية اكتشافي لموهبتي منذ الصغر واعتمدت على نفسي  للخوض في مجال الرسم والفنون البصرية.

ويضيف بأنه في مرحلة سابقة قبل البدء بالدراسة الجامعية، كانت اولى التجارب التي قام بها هي التعلم على احد اهم تصاميم ” الفوتوشوب” وكان ذلك في عام 2004. ومع الوقت بدأ التعمق في  مجال التصميم الى أن أتم المرحلة الجامعية.

يستطرد في الحديث عن بداية اهتمامه بمجاله: ​في بدايتي كنت ألجأ لرسم الايقونة الشهيرة حنظلة للفنان ناجي العلي على مقاعد المدرسة والجدران مع بعض اصدقائي. كنا نتحدى بعضنا البعض في رسم الكاريكاتورات المتعلقة بناجي العلي. ثم تأثرت بالعديد من الفنانين الفلسطينيين والغربيين منهم اسماعيل شموط، ناجي العلي، والاسباني سلفادور دالي الرائد في الفن السريالي.

يضيف بدر أن ​الفن الجرافيكي بمثابة العشق اللامنتهي بالنسبة لي والسبيل الوحيد للتعبير العميق عن الكثير من الامور التي أريد أن أظهرها أو التي أريد التعليق عليها ان كانت نفسية أو انسانية أو سياسية، فرسائلي المرئية الفنية عديدة، منها الذي يحكي عن الحنين والاشتياق الى الوطن المسلوب، واخرى تحاكي المقاومة بكل أشكالها والكفر بكل مظاهر التطبيع والتفاوض مع الإحتلال.

لدى سؤاله ​عن ما تمثله القضية الفلسطينينة والهجرة واللجوء يقول: تظهر فلسطين في الكثير من تصاميمي، فهي القضية الام والمحور الجوهري للأنسانية الحقيقة التي ترفض التنازل والتخاذل وهدر الحق في مقاومة الاحتلال الى حين التحرير الكامل لكل الارض الفلسطينية. أما بالنسبة للهجرة أو بالأحرى ابعادنا عن أرضنا قسرا، هذا لا يعني لي شيئا طالما أشعر بوجود فلسطين في دمي وأنفاسي، هي حاضرة في داخلي رغم أنني لم أولد فيها.

​يردف بدر قائلا: لم يقدم لي أحد من المؤسسات المعنية أية خدمات وأواجه الكثير من المعيقات بخصوص ايجاد فرصة عمل ثابتة.

 يشير الى أن الوضع الاقتصادي في حالة جمود، وكفلسطيني تحديدا يواجه صعوبة الحصول على أية فرصة، بالرغم من مئات المحاولات والتقدم للكثير من الشركات والمؤسسات بطلب العمل.




الفنان الفلسطيني أحمد بدر

​حول مشاركته في معارض يقول: في عام 2016 شاركت في معرض “تجليات حنظلة” في بيروت بلوحة فنية تتحدث عن ايقونة حنظلة التي البستها الزي العسكري ووضعتها في محيط الحرب والحصار. و​في غياب وظيفة في بيئة فنية تقدم لي الجو المطلوب لاكتساب الخبرات، أستغل معظم وقتي أمام برامج التصميم وأقوم بتطوير مهاراتي ذاتيا من خلال اللجوء الى تصميم أي فكرة أو مقولة وأحولها الى لوحة فنية.

​يطمح بدر لوصول تصاميمه الى القمر، وأن يراها الغرب قبل الشرق، فهي رسالة دعم لقضية فلسطين ولا بد أن تصل الى قلوب الناس الذين لا يزالون يحتفظون بانسانيتهم التي افتقدها الكثير من العرب “على حد قوله” مما يساعد على تغيير الرأي العام.

ويعتقد بامكانية الوصول الى هذا الهدف من خلال الرسالة الفنية السلمية التي تحمل العديد من الرسائل ذات الايقاع الداخلي والحسي.

​يتقن بدر بالاضافة الى الجرافيك فن التصوير الفوتوغرافي فقد تعلم التصوير من والده وعمل معه منذ صغره في محله في المخيم. ومع التقدم التكنولوجي والمامه بالتصوير ووجود موهبة في الرسم والتصميم، اعطى التصوير اهمية كبيرة وتعلم قواعد التصوير الرقمي

مشاركة