logo
جدل أردني حول تغيير مهرجان جرش الصورة النمطية للمخيم
الأربعاء 9/07/2025

عمان ـ شبابيك

أثارت دعوة الهيئة الإدارية “لرابطة الكتاب الأردنيين” إلى تغيير الصورة النمطية للمخيم بإعتباره “مجرد مكان للجوء” جدلا في الأوساط الثقافية الأردنية التي طالبت بتوضيحات حول هذه المسألة.

جاءت الدعوة في سياق “مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم” الذي تطلقه الرابطة ضمن فعاليات “مهرجان جرش للثقافة والفنون” حيث أفاد عضو الهيئة الإدارية للرابطة ومنسق المشروع محمد سلام جميعان بالسعي لتغيير الصورة.

في مقالة نشرها على “الفيسبوك” رد الروائي والناقد جهاد الرنتيسي بأن دعوة الهيئة الإدارية للرابطة تنطوي على صورتين إحداهما نمطية وأخرى متجاوزة للنمط، مشيرا إلى أن إستخدام وصف “النمطية” يعني أن الصورة أصبحت مستهلكة وعفى عليها الزمن، وبالتالي لم يعد من اللائق الإستمرار في التعامل مع المخيم بإعتباره “مجرد مكان للجوء”، الأمر الذي ينطوي على دعوة للإنقلاب على معنيي المخيم واللجوء وعدم الإكتراث بتلازمهما المفاهيمي والقانوني.

وأوضح الرنتيسي أن الوصف المستخدم المتبوع بالدعوة إلى التغيير يستدعي البحث عن وظيفة أخرى للمخيم غير اللجوء مما يخرجه عن مبرر وجوده ـ كمكان مؤقت إلى حين العودة ـ وقد يمنحه مستقبلا وظائف ومسميات أخرى وربما يدمجه في المدن توطئة لإفقاده معناه كشاهد على النكبة واللجوء.

واستطرد قائلا في مقالته التي أعاد نشرها موقع “جو 24” الإلكتروني إن الهيئة الإدارية ممثلة بعضوها جميعان ساقت أهدافا أخرى لـ “مشروع الذاكرة الثقافية للمخيم” المتمرد على “الصورة النمطية” مثل “ربط المخيمات بالمدن والقرى ثقافياً وتنموياً، وتكريس الذاكرة الثقافية للقضية الفلسطينية بأبعادها المختلفة” لتضعنا أمام مشهد سوريالي، بعض مفرداته إنتماء أبناء المخيمات لثقافة أخرى مختلفة عن ثقافة المجتمع الأردني.

وشدد على أن مبررات مشروع إيجاد تعريف غير نمطي للمخيم بدت غير مفهومة في بعض الأحيان مع تأكيد الهيئة الإدارية على أنه “جزءا أصيلاً من مشروع ذاكرة المكان الأوسع الذي تتبناه الرابطة، والذي يتناول الجوانب التاريخية والأنثروبولوجية والسياحية لعدد من المدن الأردنية”، مشيرا إلى أن المعروف عن الأنثربولوجيا أنها علم دراسة الإنسان، مما يعني اننا بصدد البحث عن تعريف غير نمطي لسكان المخيمات يتناسب مع تغيير الصورة “النمطية” للمخيم، ومن ثم الإنزلاق إلى المجهول، ولا يخلو الأمر من إمكانية التعامل مع المخيمات بإعتبارها أماكن سياحية رغم إفتقارها للمغريات التي تجذب السياح.

وأفاد الرنتيسي بأن توقيت الدعوة لتغيير الصورة النمطية للمخيم كمكان لجوء يزيد من سوريالية الموقف، فقد جاءت فعالية رابطة الكتاب في “مهرجان جرش” متزامنة مع إندفاعة عدوانية غير مسبوقة لشطب جوهر القضية الفلسطينية المتمثل باللاجئين، الذي يأخذ أشكالا عدة، بدء بحرمان وكالة الغوث من المساعدات الذي أوصلها إلى حالة من العجز عن القيام بمهامها، ومرورا بحرب الإبادة والتدمير التي يشنها الكيان الصهيوني على مخيمات قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، والمصير المجهول الذي تواجهه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وجنوب لبنان.

وكتب القاص والمترجم تيسير نظمي معلقا على ملاحظات الرنتيسي بأن الموضوع على درجة من الخطورة تتطلب التوضيح من الرابطة لدرء الشبهات حول الدور الوظيفي للرابطة نيابة عن وزارة الثقافة.

وأكد الناقد الفلسطيني المقيم في نابلس رائد حواري على بقاء المخيم مكانا مؤقتا، فرض على الفلسطيني السكن فيه إلى حين عودته إلى وطنه، وبيته الحقيقي والأصيل في فلسطين، حتى لو أصبح المخيم أحد ضواحي باريس.

ووصفت الروائية زينب السعود ما كتبه الرنتيسي عن دعوة الهيئة الإدارية للرابطة بأنه إضاءة لافتة وطرح يُحترم.

وعلق نائب رئيس الرابطة مهدي نصير على الجدل المثار بأن “المخيم يبقى مؤقتاً في إنتظار العودة، وفي الوقت نفسه هو جزء مهم جداً من النسيج الوطني الأردني، ومشروع ذاكرة المخيم الذي قدمته رابطة الكتاب الأردنيين جاء لتوثيق المخيم وتاريخه ومبدعيه ورسالته ودوره في الحضور الثقافي والحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعبير مبدعيه عن حقهم بالعودة” إلى فلسطين.

مشاركة