logo
حراك تونسي لإقالة مدير بيت الرواية بعد ترجمة روايته إلى العبرية
الأحد 28/02/2021

تونس ـ شبابيك

يشهد الوسط الثقافي التونسي إحتجاجات على إدارة “بيت الرواية” بعد ترجمة رواية مديره كمال الرياحي “المشرط” إلى اللغة العبرية وتباهيه العلني بمقالة نشرتها صحيفة إسرائيلية حول روايته.

وشرع مثقفون تونسيون في التوقيع على رسالة تطالب بتنحية الروائي كمال الرياحي عن إدارة “بيت الرواية” لتوجيهها إلى الرئيس قيس سعيد. وجاء في الرسالة أنه في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات تونسية وطنية مناهضة للتطبيع ومطالبة بتجريمه القانوني، وفي الوقت الذي يتبنى فيه أعلى هرم في السلطة موقفا مبدئيا رافضا لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، تفاجأ الكتاب التونسيون بما أقدم عليه مدير مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة التونسية “بيت الرواية” من تبجّح وتفاخر بمقالة بائسة نشرتها عنه صحيفة صهيونية رسمية تعدّ من الأذرع الإعلامية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وإحتفت في أكثـر من مناسبة بالتوسع الإستيطاني للإحتلال و”إنتصاراته” الدمويّة المخزية على شعب أعزل تدمّر أرضه المغتصبة بشكل يومي ولا تكاد تجف فيها دماء الأطفال والنساء والشيوخ العزّل تحت الركام.

وأشارت الرسالة إلى أن هذه الحادثة لم تكن معزولة عن سياق كامل إنكشفت فيه السياسات الممنهجة لإدارة بيت الرواية في الإشادة “ضمنيا أو بطريقة مباشرة” بمشاريع “التطبيع الثقافي”، ولا أدلّ على ذلك من سابقة إستضافة ألبرتو مانغويل مع ما يحوم حوله من شبهات تبييض الصهيونية العالمية، بالتعاون مع بعض المثقفين بعد أن رفضت السلط الثقافية الرسمية إستقباله.

وطالبت الرسالة بــأن تحدد وزارة الثقافة التونسية موقفا واضحا من هذه الحادثة ومن التطبيع الثقافي عموما، بإعفاء مدير بيت الرواية من مهامه على رأس هذه المؤسسة والحياد بها عن التوظيف السياسي والشخصي، وتقديم مشروع قانون وطني يمنع التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني المحتلّ وعرضه على مجلس نواب الشعب في أقرب الآجال الممكنة حتّى لا تفتح هذه الحادثة أبواب الخيانة أمام المترددين والمتربصين ومنتهزي الفرص. وشددت على أن القضيّة الفلسطينيّة كانت وما تزال مظلمة العصر الّتي لن تسقط بالتقادم، وستبقى دوما قضيّة أحرار العالم وأحرار تونس الّتي إختلطت فيها دماء أبنائها بدماء الفلسطينيين إثر العدوان الصهيونيّ الغاشم على حمّام الشط في غرّة أكتوبر 1985.

وكتب مدير بيت الشعر التونسي الشاعر أحمد شاكر بن ضية أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي نشرت المقالة لسان الكيان وجيشه، والناقد كاتب المقال اسمه “آليعاد بار-نوي Elad Bar-Noy”، صهيوني (يحمل جنسية الكيان وليس من عرب 48)، يجامل الروائي في تعليق ويقول “أنه إسرائيلي لكن عائلته من أصول تونسية”. ومترجمة الرواية إلى العبريّة والمقال إلى العربية اسمها “ريم غنايم” (“إسرائيلية” من عرب 48)، لكنها تعتبر أن مناهضة التطبيع “حملة خراء منظّم”، وأن رفض التطبيع الثقافي هو “الخطر الذي لا يقل إرهابا وخطرا من داعش”.

وعلق بن ضية :أيها الروائي، إسخر ما شئت من الخلفيات الفكرية والإيديولوجيات الرجعية منها والتقدمية، اليمينية منها واليسارية، دينيّة كانت أو قُطريّة أو قومية أو حتى أمميّة، لكن قل لنا ما هي العلاقة الطبيعية التي يمكن أن نقيمها مع مجرم يمتهن النهب والقتل والإغتصاب؟ ،عندما يكتب عن تجربتك ناقد صهيوني في صحيفة صهيونية فهذا ليس مدعاة للشرف والفخر والإعتزاز بل للعار، وعليه الموقف “الطبيعي” الوحيد الذي كنا ننتظره من أي كاتب أو مثقف تونسي هو التبرّؤ والسعي لمقاضاة الناقد والصحيفة وليس نشره والتباهي به.

وكتبت القاصة والناشطة بلقيس خليفة على صفحتها على الفيسبوك أن الإفتخار بمقال نشر حول الرواية المترجمة في يديعوت أحرنوت تطبيع ثقافي صارخ ولا مجال لتبريره مشيرة إلى أن التطبيع لا يصبح شأنا شخصيا حين يمارسه مدير مؤسسة ثقافية. 

مشاركة