logo
حسن لـ “شبابيك: الفنان الفلسطيني صاحب قضية وهمّه إيصالها الى العالم
الخميس 12/04/2018

صيدا- شبابيك – لميس ياسين

كأي فنان فلسطيني ذاق مرارة وقساوة الاحتلال الاسرائيلي، حمل قضيته في كل أغانيه، ومثل فلسطين في معظم المحافل الفنية، كسر الفنان الفلسطيني عمار حسن كافة القيود من خلال مشاركته في أول برنامج غنائي للمواهب في العالم العربي “سوبر ستار” الذي كان يعرض على قناة المستقبل اللبنانية، ليكون أول فنان فلسطيني يحقّق انتشارًا كبيراً على المستوى العربي والفلسطيني.

قاوم بفنه مدفعيات العدو، وأوصل صوته الى العالم أجمع، غنى الى جانب أهم عمالقة الغناء في الوطن العربي في أوبريت “الضمير العربي” وعلى رأسهم العملاق “وديع الصافي”، إضافة إلى نخبة من أهم الأصوات العربية وكان الفنان الفلسطيني الوحيد بينهم، تميّزت أعماله بالرقي، كوّن قاعدة جماهيرية في العالم العربي من خلال اختياره لأجمل الأغاني الوطنية والكلاسيكية.

انتهى حسن خلال تواجده في لبنان من تسجيل أغنيته الجديدة، وبدأ بالتحضير لتصويرها على شكل الفيديو كليب مع المخرج أحمد المنجد، وفي لقاء خاص مع “شبابيك” كشف حسن ان اغنيته الجديدة تحمل اسم ” ضيفة شرف” وستكون مختلفة عن سابقاتها فهي من كلمات مازن ضاهر، ألحان فضل سليمان، وتوزيع عمر صباغ وسيتم عرضها في عيد الفطر.

وقال” أحببت ان أطل على الساحة العربية بأغنية عصرية مميزة من ناحية الشكل، التوزيع، واللحن، وبالنسبة لي هي بمثابة خطوة جديدة لأنني منذ وقت لم أطل على الجمهور العربي بأغنية كهذه”.

وعند سؤاله عن سبب عدم وصول معظم الفنانيين الفلسطينيين الفائزين ببرامج الهواة لنفس مستوى غيرهم من الفنانيين، أوضح حسن ان “الفنان الفلسطيني له أولويات، وهناك مسؤولية كبيرة على عاتقه، فنحن أصحاب قضية، ولا أقول ذلك للاستعراض أو للتملق، وهمنا وهدفنا الوحيد إيصال رسالتنا الفلسطينية الى كل العالم”.

وأضاف “هناك المدرسة الغنائية اللبنانية، والمصرية، والسورية ، فنحن نحاول كفنانيين فلسطنيين ُسنحت لنا الفرصة ان نظهر على الساحة العربية من خلال هذه البرامج، فشعرنا اننا بحاجة ان ندعم أغنياتنا الفلسطينية وخاصة الأغنية التراثية الفلسطينية التي تعبّر عن ثوابتنا ومعاناتنا” مردفاً ” انا ضد المسميات فأنا اعتبر ان الأغنية الإنسانية التي تعبّر عن الحُبّ، تعبّر عن الوطن، عن الأم، عن الشهيد، وعن القضايا الانسانية والتي هي من الأولويات”.

وأشار حسن الى ان ” الساحة الفنية تشهد اليوم نوع من الابتذال، والفنان الفلسطيني كرامته وعزة نفسه من أولوياته، ومن هذه الأولويات ان يغني لوطنه، لكن هذا لا يمنع ان يغني للحب، لان الغناء للحب يعني الغناء للوطن أيضاً”.

وفيما يتعلق بالتزامه الخط الوطني في معظم أغنياته، قال حسن ان “الفنان يجب ان يكون صاحب الفكر، وصاحب بُعد وان يكون مع الناس وملامس لهمومهم، ونحن كفنانيين فلسطينيين مررنا بظروف فلسطينية صعبة جداً سياسياً وهناك قضايا كثيرة، فأحببت ان أبرز الاغنية الفلسطينية بكافة عناصرها، فالأغنية الوطنية ليست فقط أغنية وطنية ثورية بل يجب ان تتوفر فيها مجموعة من العناصر كالكلمة، اللحن، والتوزيع”.

وأردف”حتى الاغنية الوطنية يجب ان تكون بحجم الوطن، فوجدت ان هناك طابع معيّن للاغنية الوطنية فقررت ان اخرج عنه وان ابرز هذا الطابع للعالم ضمن مقولة “اذا اردت أن تعرف حضارة أي شعب فانظر الى فنّه”، فكما هناك الاغنية  الشعبية، هناك الاغنية الكلاسيكية التي تعبر عن حضارة وتاريخ ورُقي شعبنا الفلسطيني، وهذا ما دفعني اخر فترة بالاهتمام في الاعمال الفلسطينية المنتقاة والاعمال التي افتخر فيها بأي مكان أوجد فيه”.

وعن مدى تأثير التزامه هذا اللون على انتشاره جماهيرياً، أكد حسن ان” كل شيء له ضحية وضريبة، قد يختار الانسان طريق ضد التيار، ونحن نقدم فن من الفن، فن من أجل الوطن وليس فن من أجل التجارة ومن المعروف ان الفن التجاري هو فن أسهل وقد يكون ممتع أكثر، ولكن نحن فنانيين أصحاب قضية وأولويات، على سبيل المثال “عندما نرى العشق وتلك الحسرة في عيون أهلنا اللاجئين في الشتات والمخيمات الفلسطينية من الطبيعي ان نتألم، فالفنان عندما يغني الاغنية الفلسطينية بالشكل المطلوب كأنه يُرجع أبناء شعبه الى فلسطين عن طريق هذه الأغنية.

وقال “أنا كعمار حسن شعرت ان هذه من أولوياتي ويحب ان أضحي، والاغنية الفلسطينية هي اغنية مقاومة ولكن بشكل انساني وبحاجة ان “نأنسن” روايتنا الفلسطينية الى العالم وتكون في المستقبل الى الأجيال القادمة”.

وأكد حسن ان الفنان الفلسطيني لا ينقصه شيء وقدره الوحيد أن يقاوم ويناضل من خلال فنه ومن أجل وطنه، وقال ” من الصعب جداً أتقبل نفسي اغني في أي مكان لان كل انسان له هوية معينة، وأنا أجد نفسي عندما أغني للمرأة كأني أغني للوطن، وفي الوقت نفسه لا أمانع المشاركة في مثل هكذا أعمال وأفضل الغناء الى جانب فنان يشبهني من حيث الفكر والثقافة.

وعن امكانية خوضه تجربة التمثيل، لم يستبعد حسن هذا الخيار يوماً ما لكن تركيزه اليوم يقتصر على الغناء، وأوضح “بدأت خطوة جديدة ليست تنازل عن المبادئ لكن اختلاف في الأساليب، ابتعدت عن الساحة العربية فقررت العودة لجمهور عمار بأعمال جديدة، لان الفنان يجب ان يخرج دائماً من النمطية لأن النمطية حتى في الأغنية الملتزمة مضرّة،

وكشف حسن في حديثه لـ شبابيك انه يحضر لأوبرويت من ألحانه بعنوان ” سلامُ على القدس” الذي سيشاركه في أدائه الفنان الفلسطيني محمد عساف وسيتم تسجيله في فلسطين قريباً.

على مستوى الأغنية الملتزمة، قال حسن “وصلت لما أريد، لي احترامي ومكانتي حفرت أسمي للتاريخ، لكني أبحث دائماً عن الجديد والطموح لا حدود له، وأحاول دائماً ان اخرج من الدائرة المقفلة، فالاغنية الملتزمة مهمة جداً ، لكن هناك أغنية عصرية شبابية ايضاَ يجب ان تكون انسانية، ومهم جداً الاهتمام بالجمهور العربي، مضيفاً “اننا نتواجد على الساحة الفنية دائماً بشكل محترم وبعيد عن الابتذال، نحافظ على خصوصيتنا كلفلسطينيين حتى من خلال الأغنية العصرية نحافظ على احترامنا لبيئتنا ووطننا ومجتمعنا.

وعن مشاريعه المستقبلية، أعلن حسن انه في صدد تصوير أغنية “من رضي بقليله عاش” في لبنان مع المخرج الفلسطيني محمود رمزي، يذكر انها من كلمات وألحان الراحل ياسر جلال وتوزيع روجيه خوري وسبق وأصدرها كتسجيل صوتي فقط.

يذكر ان من أبرز أعماله: فلسطيني، دربي طويلة، شهيد الحب، دوس على البنزيني، للقدس نمضي، يافا، الكرامة للجميع، العمل الفلسطيني لتراثي للزفاف ( الأمير والملكة) ﻵخر يوم في عمري، حلم كبير، انت اسمك لا، وموخراً “صرخة بلد” وغيرها من اﻷعمال التي حقّقت نجاحًا كبيرًا بين الجماهير العربية.

مشاركة