logo
حميد: لا بد من ادامة الحوار بين السياسي والمثقف
الأحد 11/03/2018

دمشق – شبابيك – أشرف سهلي

قال الكاتب والأديب الفلسطيني حسن حميد إن فوز أي عمل فلسطيني بمركز مهم في المسابقات الأدبية العربية يؤكد أن القضايا المصيرية لا تزال حاضرة في الوجدان العربي.

اشارة حميد جاءت خلال مقابلة أجراها معه موقع “شبابيك” للوقوف على فوزه ممثلا لفلسطين بالمركز الثاني لجائزة “الطيب صالح” للإبداع الكتابي بنسختها الثامنة.

استحق حميد الجائزة ـ ضمن فئة القصص القصيرة ـ على مجموعته القصصية “المرمريتي” وتبلغ قيمتها 10 آلاف دولار أميركي، تسلمهما خلال حفل منتصف شباط/ فبراير الفائت، الذي تضمن الإعلان عن الفائزين وتكريمهم في الخرطوم، وفيما يلي نص الحوار:

  • استطاعت جائزة “الطيب صالح” تحقيق حضور في دائرة الجوائز العربية، ما الذي تعنيه لك المشاركة في المسابقة والفوز في أحد فروعها؟

ـ جائزة “الطيب صالح” العالمية واحدة من أهم الجوائز المعنية بالسرد العربي، قيّضت لي فرصة الفوز بها هذه السنة وانا سعيد لأن كتابتي السردية حظيت بالتقدير. وأنا حزين في الوقت ذاته لأن الموضوع الفلسطيني يحظى بهذه الجائزة لأول مرة. المشاركات الأدبية كانت كثيرة بلغ عددها 626 وأن يفوز نص من بين هذه النصوص هو أمر لافت للانتباه.

  • ما أثر هذه الجوائز على الأدب والثقافة الفلسطينيين برأيك؟

ـ فوز الأدب الفلسطيني بجائزة يعني أن القيم النبيلة بخير وأن الضمير الوطني حي، وهذا أمر بهيج أن تتجلى أمور ثلاثة، أولها مواصلة النضال ومقارعة الاحتلال، وثانيها مواكبة الأدب لبطولات أبناء الشعب الثائر، وثالثها نظرة التقدير لأفعال البطولة والمقاومة وللأدب المقاوم. الفوز بالجوائز يعني مواصلة درب الشعراء والروائيين والكتاب عبد الرحيم محمود، نوح ابراهيم، خالد أبو خالد، رشاد أبو شاور، حنا مقبل، عبد الكريم الكرمي، ابراهيم طوقان ، جبرا ابراهيم جبرا ، غسان كنفاني ، كمال ناصر، ماجد ابو شرار وعزالدين القلق.

  • ما هو انعكاس ذلك على الحالة الفلسطينية؟

ـ كل شيء اليوم يقصي الموضوع الفلسطيني، السياسة والإعلام والذهنيات التي لا طاقة لها على الصبر، والأرواح الشريرة التي ترى في استشهاد الفلسطينيين انتحارا، والنفوس الضعيفة الخائرة التي ترى في الاستسلام انتصارا. ولذلك أثر هذه الجوائز كبير جدا وفوز عمل فلسطيني بجائزة كبيرة يعني أن القضايا الأولية والمصيرية ما زالت كذلك في وجدان العرب.

  • في العقد الأخير وربما أكثر تراجع حضور المثقف والأديب في بناء السياسة الفلسطينية وعقلنتها، برأيك كيف يستطيع مثقفنا استعادة زمام المبادرة والتأثير في البناءين الفكري والسياسي الفلسطينيين؟

ـ مسألة الخلاف بين السياسي والمثقف قديمة وستظل ذات حضور بسبب طبيعة الادب والسياسة، طبيعة الادب الاهتمام بالثوابت وصيانتها والصبر، وطبيعة السياسة الاهتمام بالاني والمتحرك. كثيرة هي وجوه التفريط بالقضية الفلسطينية، ولكن كثيرة هي وقفات الأدباء كي لا يصير التفريط ثقافة، وعلينا من أجل  ادامة الحوار بين السياسي والمثقف أن نسلم بدور الاثنين معا، كي نحمي الحياة من قصيري النفس.

  • برزت خلال محنة فلسطينيي سوريا إبداعات أدبية مهمة لكتاب فلسطينيين تنافس عربيا وعالميا، كيف ترى ذلك؟

ـ توجد في سوريا كتيبة من الأدباء الفلسطينيين المهمين والمؤثرين في الحياة الأدبية العربية، أمثال الكبير خالد أبو خالد، صالح هواري، عدنان كنفاني، يوسف جاد الحق، عصام ترشحاني، ومحمود علي السعيد، هؤلاء ليسوا مبدعين فحسب بل مناضلين يكتبون بالدم لفلسطين وهؤلاء الكتاب الفلسطينيون أصحاب حضور دائم ومهم في المشاهد الثقافية.

  • بالعودة إلى “المرمريتي” الفائزة، هل لك أن تحدثنا قليلا عنها؟

ـ النص السردي الذي أرسلته لجائزة “الطيب صالح” هو مخطوط لم يصدر بعد وموضوعه الحالة الفلسطينية.

  • إذن ننتظر صدوره ليتسنى لنا الحديث أكثر حوله..

ـ على الرحب والسعة، لكم كل التقدير والاحترام والمحبة.

*حسن حميد: كاتب فلسطيني ـ سوري يقيم في دمشق، وهو من مواليد 1955 ، من عشيرة كراد البقارة التي هجرت عن قضاء صفد في فلسطين إلى الجولان السوري. حاصل على إجازة في الآداب من قسم الفلسفة وعلم الاجتماع في جامعة دمشق 1980، وعلى دبلوم تربية عام 1981، وعلى دبلوم دراسات عليا في التربية عام 1982، ثم نال الإجازة في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية. عمل رئيسا لتحرير جريدة “الأسبوع الأدبي” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في سوريا. له العديد من الروايات والقصص التي تُرجم بعضها إلى ست لغات. حصل على جائزة نجيب محفوظ عام 1999 عن روايته “بنات جسر يعقوب” وجائزة كتارا للرواية العربية ثلاث دورات متتالية 2015- 2017، كما حصل على المركز الثاني لجائزة “الطيب صالح” العالمية للكتابة الإبداعية بدورتها الثامنة للعام 2018 عن مجموعته “المرمريتي” لفئة القصص القصيرة.

*جائزة “الطيب صالح”: جائزة “الطيب صالح” للإبداع الكتابي تأسست عام 2010 بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل الأديب السوداني الطيب صالح (1929-2009)، وتشمل ثلاثة مجالات هي الرواية والقصة القصيرة ومجال ثالث من مجالات الإبداع الكتابي يختاره مجلس أمناء الجائزة سنويا. ويقدر مجموع الجوائز الذي يقدم للفائزين بـ100 – 200 ألف دولار سنويا / والطيب صالح واحد من أهم الرواة والكتّاب السودانيين والعرب، وحققت روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” -المنشورة عام 1966- صدى عالميا واسعا، ويعتبرها كثيرون من أهم روايات أدب ما بعد الاستعمار

مشاركة