logo
“حيد عن الجيش يا حبيشي”: حوارية عاشقين طاردتهما القبيلة
الثلاثاء 23/01/2018

صيدا – شبابيك ـ رشا حيدر

ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻋﺮﺱ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ المستقاة من ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ وتحكي فصولا من عادات ﻭﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ.

ﺣﻴّﺪ ﻋّﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶِ ﻳﺎ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻨﺎﻃﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻮﺍ  ﻣﻄﻠﻊ ﻗﺼﻴﺪﺓ “ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻭﺣﺴﻨﺎ”، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺃﺭﺑﻌﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻡ ﻓﻤﻦ ﻫﻮ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻭﻣﻦ ﻫﻲ ﺣﺴﻨﺎ؟ كثيرا ما يطرح هذا السؤال لدى ترديد القصيدة/الاغنية التي تمت اعادة اخراجها وتمثيلها باكثر من صيغة.

ﻏﺒﻴﺸﻲ ﺷﺎﺏ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻏﺒﻴﺶ، ﻛﺎﻥ ﺑﻄﻼً ﻣﻘﺪﺍﻣﺎً ﺃﺣﺐ حسنة، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﺑﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﺐ ﻭﺍﻟﻨﺴﺐ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻤي ﺍﻟﻰ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻃﻠﺐ ﻳﺪﻫﺎ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﺓ، وﺭﻓﻀﻪ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻻﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻋﺮﻳﻘﺔ.

ﻘﺮﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﻘﺎﻥ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻟﻴﻼً ﺍﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻭﻋﺮﺓ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﺍﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻭﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﻟﻴﻼ ﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﻏﺘﺔ ﻋﺴﻜﺮ “ﻏﻠﻮﺏ ﺑﺎﺷﺎ” القائد البريطاني للجيش الاردني ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻘﺒﻪ ﺍﻟﺒﺪﻭ ﺑـ “أﺑﻮ ﺣﻨﻴﻚ” ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺎﻫﺔ ﻓﻲ ﻓﻜﻪ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻬﺎ خلال  ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻻﻭﻟﻰ.

وتقول بعض الروايات بأن والد حسنة كان قد طلب من “غلوب باشا” قتلها في حال العثور عليها.

ﻓِﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ حسنة ﺗﺤﺮﺱ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺤﻨﺎﻃﻴﺮ ﻭﺍﻟﻌﺴﺎﻛﺮ ﻓﺄﻳﻘﻈﺘﻪ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﻮﺍﺭﻯ ﻭﺍﻟﺘﺤﻴﻴﺪ ﻋّﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﺑﻮ ﺣﻨﻴﻚ، رفض ﻏﺒﻴﺸﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﺧﺎﺽ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻣﻊ العسكر.

 ﺃﺻﻴﺐ الزوج ﺇﺻﺎﺑﺔ ﺧﻄﺮﺓ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ خلال المواجهة ﻓﺄﻧﺸﺪﺕ حسنة على اثره ﻗﺎﺋﻠﺔ “ﺣﻴﺪ ﻋّﻦ ﺍﻟﺠﻴﺸﻲ ﻳﺎ ﻏﺒﻴﺸﻲ” ….

ﻭﺭﺩّ ﻋﻠﻴﻬﺎ: ﺍﺣﻴﺪ ﻋّﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻮﻳﺸﻲ ﻭﺍﻟﻴﻘﺤﻢ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻳﺎ ﺫﻟﻮﺍ

وفيما يلي ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ المحاكاة التي نشرت بين الناس وجرى تداولها دون توضيح ما اذا كانت قد تمت اضافات عليها تعبيرا عن مزاج الناس في ذلك الزمن ام انها احتفظت بالحوارية بين غبيشي وحسنة:

حسنة:   ﺣﻴِّﺪْ ﻋﻦِ ﺍﻟﺠﻴﺸﻲ ﻳﺎ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻨﺎﻃﻴﺮ ِ ﻣﺎ ﻳﻄﻠُّﻮﺍ

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ‏ ﻭَﺍﺣَﻴِّﺪْ ﻋﻦ ِ ﺍﻟﺠﻴﺸﻲ ﻟﻮﻳﺸﻲ ﻭﻝْ ﻳِﻘﺤَﻢ ﻏﺒﻴﺸﻲ ﻳﺎ ﺫﻟُّﻮ

حسناء: ﻋﻴﻦ ﺩﺭﺑَﻚْ ﺯﻳﻦ ﺷﻴﻞ ﺷﺪّﻱ ﻭﺍﻗﻄﻊ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺼِّﻴﻦ ﻭﺍﻋَﻰ ﺗﻬﺪِّﻱ

ﺗﺮﺍﻫُﻦْ ﺟﺎﻳﻴﻦْ ﻓﻨﺪﻱ ﻭﻓﻨﺪِﻱ ﻣﻌَﺎﻫُﻢْ ﻣﺎﺭﺗﻴﻦْ ﻭﺑﺮﺍﺑﻴﻠُّﻮ

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ‏ ﻣﺎﺧِﺬْ ﻣﺘﺮﺍﺳﻲ ﻭﻗﺎﻋِﺪْ ﺣﺎﺿﺮْ ﻓﺮﻭﺩﻱ ﺣُﺮَّﺍﺳﻲ ﻭﺍﻟﺨﻨﺎﺟﺮْ

ﻭﺑﺴﺎﺣﺔ ْ ﺑﺮﺟﺎﺳﻲ ﻣﻴﻦ ﻳﺨَﺎﺳِﺮْ ﻭﻣِﻦْ ﻋﻨِّﺔ ﺭﺻﺎﺻﻲ ﻳﻮﻟُّﻮ

حسنة: ﻳﺎ ﻭﻳﻠﻲ ﻋﻠﻴﻚْ ﻭﻳﻠﻲ ﺣﻴﻨَﻚْ ﻣﺎﻟﻚْ ﻗﺒﻴﻠﻪْ ﺣﺘﻰ ﺗﻌِﻴﻨَﻚْ

ﻭﺇﻥ ﺻﺎﺑﻚْ ﺇﺷﻲ ﻭﺣﻴﺎﺓ ﻋﻴﻨَﻚْ ﻟﻘُﺺِّ ﺍﻟﺠﺪﻳﻠﻪْ ﻭﺷﻌﺮﻱ ﺣِﻠُّﻮ

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ﻭِﻳﻨِﻚْ ﻳﺎ ﺣﺴﻨﺎ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌَﺮﻛِﻪْ ﻭﺩﻣﻮﻡ ﺳﺎﻳﻠِﻪْ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒِﺮﻛِﻪْ

ﻭﺇﻥ ﻗﺘﻠﻮﻧﻲ ﺇﻭﻋِﻚْ ﺗﺒﻜﻲ ﻭﻏﺒﻴﺸﻲ ﺍﺭﺣﻤﻨﻮﺍ ﺣَﺴَﻨﻠُﻮ

حسنة: ﻧﺰﻝْ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮْ ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﺎﻳِﺪْ ﻭﺑﺼﻮﺗﻮ ﺍﻟﻐﺪَّﺍﺭْ ﻗﺘﻠَﻚْ ﺭﺍﻳِﺪْ

ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺳﺘَّﺎﺭْ ﻛﻞّ ﺳﺎﻳﺪْ ﻭﻏﺒﻴﺸﻲ ﺍﻟﻤﻐﻮﺍﺭْ ﻻ ﻳﺬﻟُّﻮ

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ﻗﻮﻃﺮُﻭﺍ ﺻﻮﺑﻲ ﻳﺒﻐﻮﺍ ﻗﺘﻠﻲ ﻣﺸﻴﻮﺍ ﺩﺭﻭﺏ ﺇﻝ ﻣﺎ ﺑﻐﺘﻠﻲ

ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺤﺒﻮﺑﻲ ﻳﺰﻏﺮﺗﻠﻲ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﻢ ﻧﻮﺑِﻪْ ﻗﻠﻮﺏ ﺧﻠُّﻮ

حسنة: ﻟﻮِ ﺇﻧَّﻚْ ﺟﺒﺎﻥ ﻣﺎ ﺣَﺒِّﻴﺘَﻚْ ﺗﻘﻬَﺮ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥْ ﻳُﻌﻤُﺮْ ﺑﻴﺘَﻚْ

ﺑﺎﻛِﺮْ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥْ ﻳﻔﻘﻊْ ﺻﻴﺘَﻚْ ﺗﺴﻤَﻊ ﺍﻟﻌُﺮﺑﺎﻥْ ﻭﺗﺠﻠُّﻮ ‏(ﺗﺠﻠُّﻮ‏)

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ‏ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻻ ﺍﻟﺪﻭﻟِﻪْ ﺑﻴﺪﻱ ﺇﻡ ﻛﺮﻛﺎﺭ ﻭﺇﻟﻬَﺎ ﺻُﻮﻟِﻪْ

ﻭﻗﺖ ﺷﺒﻮﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺗﺒﻘﻲ ﺗﻘﻮﻟﻲ ﻭﻏﺒﻴﺸﻲ ﺍﻟﻐﻮﺍﺭ ﻻ ﺗﺬﻟُّﻮ

ﻫَﺪَﺭ ﺍﻟﻤﺎﺗﻮﺭْ ﻭﺇﺟَﺎ ﺍﻟﻌﺴﻜَﺮْ ﺇﺛﻨﻨﻌﺸَﺮْ ﻃﺎﺑُﻮﺭْ ﻭﺍﻻَّ ﺃﻛﺜﺮْ

ﻭﺍﻟﺴﻴﻒ ﺍﻟﻤﺸﻬُﻮﺭْ ﻭﻓﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤَﻨﺸﺮْ ﻭﻋﺪﺩﻫُﻢ ﻣﻮﻓﻮﺭْ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻠُّﻮ

ﺷﻮﻓﻲ ﺭﺻﺎﺻﺎﺗﻲ ﻣﺎ ﻳﺨﻴﺒُﻮ ﺑﻘﻠﻮﺏ ﻋﺪﺍﺗﻲ ﺩﻭﻡ ﻳﺼﻴﺒُﻮ

ﻭﺛﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﻳﻐﻴﺒُﻮ ﺭﺍﺣُﻮﺍ ﺷﺘﺎﺗﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺪﻟُّﻮﺍ

ﻏﺒﻴﺸﻲ: ” ﺑُﻮ ﺣﻨﻴﻚْ ” ﺃﻋﻄﻴﺘُﻮ ﻣﻨِّﻲ ﻫﺪﻳِّﻪْ ﺛﻼﺙ ﺩﻋﻴﺘﻮ ﺑﺤﺎﻟِﻪْ ﺭﺛﻴِّﻪْ

ﻭﺧﺮَّﺑﺖْ ﺑﻴﺘُﻮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﻄﻴِّﻪْ ﻭﺧﻠﻔﻲ ﺭﻣﻴﺘُﻮ ﺑﻄﻨُﻮ ﻳﻐﻠُّﻮ

ﺣُﻄّﻲ ﺇﻳﺪِﻙْ ﺑﻴﺪِﻱ ﻟﻨﻮَﻟّﻲ ﻟﻮﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪﻱ ﻣﺎ ﺗﻨﺪَﻟّﻲ

ﻭﺍﻟﻌﻴﺸِﻪْ ﻃﺮﻳﺪِﻩْ ﻭﻻ ﺗﺬﻟّﻲ ﻭﻻ ﺗﻘﻠُّﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﻭﺗﺨﻀﻌﻠُﻮ

ﺳﺎﻓﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻌﺸَّﺎﻕ ﺑﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪَّﺍﺟﻲ ﻳﺎ ﻋﻨﺎﻕ ﻭﺑﻮﺱ ﻭﺿﻢّ ﻭﻏﻨﺎﺟﻲ

ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﻤﺸﺘﺎﻕ ﺗﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟِﻪْ ﻭﺍﻟﺤﻠﻮ ﻣﺎ ﻳِﻨﺬﺍﻕْ ﺗﺎ ﺗﺬﻭﻕ ﺧِﻠُّﻮ

كان واضحا من الاغنية دعوتها الصريحة للتمرد على الجيش والدولة مما يرجح انه تم اسقاط الكثير من الاسقاطات السياسية لناس ذلك الزمن على الحوارية

مشاركة