خضير تروي السردية الفلسطينية بطوابع البريد
الثلاثاء 2/04/2024شبابيك ـ خاص
وجدت المخرجة العراقية إيمان خضير في الطوابع المتعلقة بفلسطين مدخلا لتقديم الرواية الفلسطينية النقيض للرواية الصهيونية.
قالت خلال حديث مع “شبابيك” إنها إلتقطت الفكرة حين كانت تعد فيلما عن الباحث والمفكر العربي أنيس صايغ في بيروت.
وأوضحت أنها رأت خلال زيارتها لـ “مركز الدراسات الفلسطينية” إعلانا عن كتاب “طوابع فلسطين” لنادر أبو الجبين.
يشير الباحث عبد اللطيف سليمان ـ الحاصل على الماجستير في الطوابع ـ خلال حديثه في فيلم “طابع فلسطين” الذي أخرجته خضير إلى إستخدام الأشوريين والبابليين ألواح الطين في مراسلاتهم، لكنه يعيد إستخدام الطوابع إلى بدايات زمن الإستيطان البشري “بعد الصيد” حيث كانت تتم متابعة أخبار الآخرين من خلال السعاة.
ويُعد الزمن العثماني أولى محطات الطوابع في فلسطين، حيث تولى السعاة المهمة قبل 1840، وإستُخدمت الخيول والقوافل لهذا الغرض، وتطورت الأمور عام 1867 بتنظيم المراسلات لتصبح أسبوعية بين القدس ويافا ونابلس.
ينقل الفيلم عن مذكرات قسطنطين ياويلي قنصل روسيا في يافا عام 1838 أن البريد كان مخصصا للمراسلات الرسمية، ويتبع نظام الدفاع العسكري.
تضمن الفيلم إشارة إلى أن أختام البريد العثمانية كانت مكتوبة بالعربية وتخلو من الكتابات العبرية في دلالة واضحة على نظرة العثمانيين لفلسطين في ذلك الزمن، وبلوغ عدد مراكز البريد التي إفتُتحت في القدس ونابلس وبيت لحم والخليل ويافا وطبريا وغزة 22 مركزا في نهايات القرن التاسع عشر، كما يتطرق إلى الأثر الذي تركه إنشاء خط الحجاز في إنتظام وصول البريد.
أوقف دخول اللنبي إلى فلسطين مع إنهيار الأمبراطورية إستخدام الطوابع العثمانية إيذانا بزمن جديد، فقد سعى الإنتداب البريطاني إلى فرض ملامح صهيونية على البلاد بإستخدام اللغة العبرية إلى جانب الإنجليزية والعربية في طابع يحمل إسم فلسطين.
إعتمدت في الزمن البريطاني أربعة طوابع، يحمل كل منها صورة لمعلم، قلعة القدس، قبر راحيل، المسجد الأقصى، جامع طبريا، خصصت الرموز الإسلامية للبريد المسجل والطرود ليبقى إستخدامهما محدودا، وأستثنيت الرموز المسيحية لإضفاء الصبغة الإسلامية ـ اليهودية على الصراع حول فلسطين وتجريده من بعده العروبي.
وكان للثوار طوابعهم أيضا، فقد أصدر ثوار 1936 طابعا يستخدم في جمع المال للمقاومين، وطابع آخر في العام 1938 يحمل شعارات نضالية وسياسية ويؤكد على الهوية العربية ، كما صدر طابعان عن بيت المال العربي الذي كان يعمل على إنقاذ الأراضي العربية من المصادرة.
وجاء الإعلان الدولي عن سنة 1960 عاما للاجئين ليفتح المجال أمام إصدار الأمم المتحدة ودول عربية طوابع تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وفتحت معركة الكرامة هامشا آخر حيث أصدرت المقاومة عددا من الطوابع كما صدرت عن بعض الفصائل الفلسطينية طوابع لغرض جمع التبرعات.
وفازت الطفلة الفلسطينية بيان أبو هلال في المسابقة العالمية التي أعلنت عنها هيئة البريد التابعة للأمم المتحدة عام 2004 وتم تخصيصها للطوابع التي تتحدث عن السلام.