القدس المحتلة ـ شبابيك

فارق الفنان الفلسطيني مصطفى الكرد الحياة عن عمر يقارب الثمانية عقود بعد حياة حافلة بالعطاء الفني والوطني.

وُلد الموسيقي والمسرحي الكرد في مدينة القدس عام 1945،  بدأ دراسة آلة العود عام 1962، وتميز بأسلوبه الفني الملتزم في الغناء. شارك عام 1970 في تأسيس معهد القدس للفنون والمسرح، وإعتُقل عام 1976.

غادر البلاد إلى المنفى بعد إخلاء سبيله ليعيش بين بيروت وألمانيا، عزف وغنى مجموعات شعرية لسميح القاسم، ومحمود درويش، وخليل توما، وراشد حسين. كما ألف ولحن الموسيقى التصويرية للعديد من المسرحيات الفلسطينية وكانَ بين الأعوام 1980 و 1983 ضيفًا مُشاركًا في كليّة العلوم الموسيقيّة في جامعة برلين الحُرّة وقدم العديد من العروض الموسيقية في إحتفالات الطلاب والعاملين وجماعات التضامن العربية، وبعض مهرجانات الموسيقى السياسية مثل مهرجان برلين للأغاني السياسية في شرق برلين، مهرجان الموسيقى الشعبية في فانكوفر، مهرجان رودولشتات الشعبي، ومهرجان مودينا.

عاد إلى فلسطين عام 1986 وأسّس قسم الموسيقى في مسرح «الحكواتي»، الذي تحول في عام 1992 إلى قسم الموسيقى في مركز القُدس للموسيقى العربيّة، وشَغلَ عام 1992 موقع مدير الدّائرة الموسيقيّة في مجلس الفنّ الأعلى في القُدس، كما شغل بعد تأسيس السلطة الفلسطينية في عام 1994 موقع مدير دائرة الموسيقى في هيئة الإذاعة والتّلفزيون الفلسطيني.

غنى الكرد مع الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، وفرقة إينتي إيليماني التشيلية، والمغنية والناشطة الجنوب-إفريقية ميريام ماكيبا، والبرتغالي خوسيه أفونسو، والأمريكي بيت سيغر ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في عام 1987 أصدر مجموعة أغاني «أطفال الانتفاضة»،  أصدر مجموعة أناشيد «دورة القدس» المكرسة لمدينة القدس التي قدّمت للمرة الأولى  في حفل موسيقي في دير الكنيسة اللوثرية في البلدة القديمة خلال صيف عام 1990، وأصدر في عام 1993 في سويسرا مجموعة أغاني «فوانيس» بالإشتراك مع مجموعة من الموسيقيين السويسريين والفلسطينيين.