logo
سامر الحسين يهزم الظلام بالموسيقى
الثلاثاء 27/03/2018

صيدا ـ شبابيك ـ رشا حيدر

 

يستوقف صوت موسيقى أورغ سامر الحسين المتسللة عبر جدران ونوافذ بيته في مخيم برج البراجنة سكان المخيم حين يتردد صدى نغماتها في الازقة.

 الحسين شاب أربعيني، فلسطيني، كفيف منذ الولادة، لكن فقدان نعمة البصر لم يمنعه من التميز، والإعتماد على نفسه من أجل تحصيل رزقه، دون الحاجة إلى استعطاف الآخرين، أو اللجوء الى المؤسسات الخيرية.

يقول سامر: درست اللغة العربية في جامعة بيروت العربية وحصلت على شهادة الماجستير، وأنظم الشعر الحر، وانضميت الى منتدى الشعراء الفلسطينين وحاصل على عدة جوائز.

ويشير الى أنه بعد إنتهائه من الجامعة طلب التوظيف في أكثر من مدرسة ومؤسسة لكنه قوبل بالرفض بسبب وضعه لكنه تسلح بالعزيمة خاصة بعد سماعه صوت الابنة التي رزق بها.

يضيف قائلا: دخلت إلى معهد “الكونسرڤتوار” وتعلمت الموسيقى وبعد انتهائي  رُفضت ايضا في مجال العمل.

ويشير الى محاولة ذويه ثنيه عن تحقيق ما يصبو إليه مقترحين عليه فكرة العمل في محل لبيع الهواتف الخلوية أو محل خضروات الا انه رفض وبشدة.

يقول الحسين: طلبت مني زوجتي السماح لها بالعمل في مهنة الخياطة لكنني رفضت ومن هنا جاءت فكرة إنشاء غرفة لتعليم الموسيقى داخل المخيم في بيتي المتواضع.

لاقت الفكرة إقبالاً من أهالي المخيم لاسيما الاطفال والشباب خاصة أن الاجر الذي يتقاضاه مقبول قياساً مع ما تتقاضاه المعاهد ومدارس الموسيقى.

يضيف سامر بثقة: كل من يسمع عَزْفِي لا يصدق أني كفيف منذ الولادة، وهذا يشعرني بالسعادة.

 ويشير الحسين خلال حديثه مع “شبابيك” الى مقولة: العمى عمى القلب وليس البصر.

من ناحيتهم يقول تلاميذه أنهم مسرورون بصف الموسيقى حيث استطاعوا إيجاد أنفسهم.

يقول محمد ابراهيم “32 ” عاما الذي فقد بصره وهو في السادسة عشرة من عمره: ان فكرة سامر بإنشاء صف يدمج فيه المكفوفين مع غيرهم فكرة حيوية استطاع المبصرون من خلالها التعرف على مواهب المكفوفين، كما تعلمت في الصف قراءة النوتة الموسيقية بطريقة بريل وتم تدريبنا على العزف السمعي.

أما سارة أبو النجا ١٩عاما فتشير الى انها فقدت بصرها بسبب حادث سيارة، وأن  إلتحاقها بصف سامر أخرجها من دوامة الظلام الأبدي، فقد تعلمت قراءة بريل مما ساعدها على تخطي الصدمة كما أصبح لديها أصدقاء وهي الان أم لطفلين.

خلال حديثها مع “شبابيك” تقول إسراء سعيد: أنا لست كفيفة لكنني لا أرى جيداً ولا أستطيع الخروج وحدي، أذهب يوميا من صيدا الى بيروت صباحاً، أحمل على ظهري الآلات الموسيقية والتحق بالصف عند التاسعة، نغني ونعزف، جميعنا قاومنا الظلام بالموسيقى، وأثبتنا أننا ذو أهمية، فهناك من يعزف في فرق موسيقية أو في الأعراس

مشاركة